Skip to main content

في ضوء التاريخ والعقل والدين

الإعلان عن صلب يهوذا عوضاً عن يسوع - آراء القائلين بصلب يهوذا عوضاً عن المسيح

الصفحة 3 من 5: آراء القائلين بصلب يهوذا عوضاً عن المسيح

 

2 - آراء القائلين بصلب يهوذا عوضاً عن المسيح لعدم التحقُّق من هيئة كلٍ منهما:

أ - كان المسيح معروفاً جيد المعرفة لكهنة اليهود الذين حاكموه وحكموا عليه، فلم يكن يعيش في كهف أو مغارة، بل وسط الناس، يسير معهم في الشوارع والحقول، ويذهب معهم إلى الهيكل والمجامع، وينادي بتعاليم ويقوم بمعجزات جذبت أنظارهم جميعاً. ثم إن الكهنة كانوا يلتفّون حوله من وقتٍ لآخر ليجادلوه في أمور الدين والدنيا، فكان يُجاوبهم (متى 23: 17-20) كما كان يوبخهم على ريائهم وشرورهم (متى 15: 17-20 و16: 1-4 ولوقا 11: 43 و44). فإذا أضفنا إلى ما تقدم أن شَعره كان مسترسلاً على كتفيه لأنه (بوصفه ابن الإِنسان) كان نذيراً للّه من بطن أمه (العدد 6: 17-20) اتضح لنا أنه لا يمكن أن يكون قد اختلط الأمر عليهم فصلبوا شخصاً عوضاً عنه، حتى لو كان هذا الشخص له وجهٌ يشبه وجه المسيح. لأن الناس وإن تشابهوا أحياناً في وجوههم، فإنهم يختلفون في قامتهم وبِنيتهم، وطريقة حديثهم، وغير ذلك من الأمور.

ب - التقى يهوذا بكهنة اليهود مرات متعددة، وكان يمكث معهم في كل مرة فترة طويلة، يتحدث معهم عن حقده على المسيح، ويساومهم على المبلغ الذي كان يريد أن يتقاضاه منهم لقاء تسليمه إليهم (متى 26: 15). وعندما قام بتنفيذ خطته هذه، أخذ معه إلى المسيح جنوداً يرافقهم بعض الكهنة والشيوخ. (وليس من المعقول أن هؤلاء جميعاً كانوا مصابين بالعمى، بل لا بد أنه كان بينهم أشخاص لهم عيون تبصر!) ثم سار بهم مسافة طويلة حتى خارج المدينة، حيث يقع البستان الذي اعتاد المسيح الذهاب إليه. الأمر الذي يدل على أن بعض هؤلاء الأشخاص، إن لم يكن كلهم، لا بد عرفوا على الأقل شيئاً عن قامة يهوذا وملامحه العامة، وطريقة حديثه ومشيته، وغير ذلك من الخصائص البارزة له، لا سيما وقد كانت معهم مصابيح ومشاعل، أضواؤها لا تلعب بها الرياح، ونورها قوي وهاج. والأولى كانت تُستعمل في إضاءة الميادين والموانئ، والثانية كانت تضيء ساحات السباق والمعسكرات. فإذا أضفنا إلى ذلك أن القمر وقتئذ كان بدراً، لأن عيد الفصح الذي قُبض فيه على المسيح يقع دائماً في يوم 14 من الشهر القمري (الخروج 12: 6) فيُستطاع التمييز بين شخص وآخر بسهولة، اتضح لنا أنه لا مجال للظن بأن اليهود قبضوا على يهوذا باعتبار أنه المسيح، حتى لو فرضنا جدلاً أنهم لم يكونوا على بيِّنة من هيئة المسيح وهيئة يهوذا من قبل، كما يقول أصحاب هذا الرأي.

ج - لم يُحاكم الشخص الذي قبض اليهود عليه أمام كهنتهم مرةً واحدةً في الليل، أو نُفذِّ فيه الصلب وقتئذ حتى كان يجوز الظن بأنه لم تكن لديهم فرصة كافية للتحقُّق من شخصيته، بل حوكم أمامهم ثلاث مرات، من بينها مرة في الصباح. وعدا ذلك حوكم في سبعة مواقف أمام بيلاطس في أورشليم (يوحنا 18: 28-19: 16) كما حوكم أمام هيرودس الملك في الجليل (لوقا 23: 8). والمحاكمتان الأخيرتان كانتا بحضور شيوخ اليهود، كما كانتا بعد المحاكمات التي قاموا بها بأنفسهم، وكانتا فيما بين الساعة السادسة والتاسعة صباحاً حسب التوقيت المعروف عندنا. ولذلك فهذا الشخص عُرض في ضوء النهار على كثيرٍ من الناس مرات متعددة وفي أماكن مختلفة، كما سار بينهم مسافات طويلة، فكان من الميسور لكهنة اليهود أن يتحقّقوا من شخصيته، إن كانوا في شك من جهتها من قبل.

د - أثناء القبض على المسيح ضرب بطرسُ ملخسَ، عبدَ رئيس الكهنة، بسيفه فقطع أذنه . فشفى المسيح الأذن المقطوعة، وأمر بطرس أن يردّ سيفه إلى غمده لأن الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون (متى 26: 52 ولوقا 22: 51). ولا يمكن لشبيه المسيح أن يجري مثل هذه المعجزة في مثل هذا الموقف.

ه - عندما كان الشخص المذكور معلّقاً على الصليب، طلب الغفران لصالبيه قائلا: يا أبتاه، اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون (لوقا 23: 34). وقال للص الذي ندم على خطاياه: اليوم تكون معي في الفردوس (لوقا 23: 43). وبعد ذلك قال للعذراء مريم عن يوحنا الرسول: يا امرأة، هوذا ابنك . ثم قال ليوحنا: هوذا أمك ليعتني بها ويرعاها (يوحنا 19: 26 و27). وعباراتٌ مثل هذه لا يمكن أن تكون قد صدرت من شخص غير المسيح، كما لا يمكن أن يكون أتباعه قد أسندوها إليه ليثبتوا أنه هو الذي صُلب، لأنه لم يكن هناك وقتئذ شخص يشك في صلبه.

و - كانت العذراء مريم نفسها وبعض النساء قريباتها، ونساء أخريات كان المسيح قد شفاهنّ، مع يوحنا الرسول (أقرب التلاميذ إلى المسيح) بجوار الصليب، حتى أُنزل الشخص الذي كان معلّقاً عليه ودُفن في القبر. كما أن يوسف الرامي ونيقوديموس (اللذين كانا على صلة بالمسيح) هما اللذان كفَّنا هذا الشخص بأغلى العطور والأطياب، ووضعاه بعد ذلك بكل احترام في قبرٍ جديد محاط ببستان. وطبعاً لو لم يكونا على يقين تام من أنه المسيح بعينه، لكانوا قد تركوه لليهود والرومان ليتولّوا دفنه، كما كانوا يفعلون مع المحكوم عليهم بالقتل.

ز - أخيراً نقول إن الشخص الذي صُلب ومات قام من الأموات في اليوم الثالث، ورآه كثيرون وتحققوا من شخصيته بأدلة كثيرة. ولو كان هناك أي مجال للشك في خبر قيامته، لكان الرومان وكهنة اليهود قد بذلوا كل ما في وسعهم للقضاء عليه، لأنه كان يهدّد مراكزهم بالانهيار. بل ولَمَا قامت للمسيحية أية قائمة، إذ لا يمكن أن يقوم دين من الأديان على شخصٍ أعلن أنه سيقوم بعد موته، ولكنه لم يقُم. وبما أنه لو كان الشخص الذي صُلب هو يهوذا أو غيره من الناس، لكان قد ظل في قبره. إذاً فالشخص الذي صلبه اليهود كان هو المسيح بعينه، لأنه هو وحده رئيس الحياة (أعمال 3: 15) الذي لا يمكن أن يسود عليه الموت (أعمال 2: 26 ورومية 6: 9). أما الموت الذي وافاه فكان بإرادته وحده ليكون كفارة عن البشر. وطالما أنه كفّر عنهم، لم يكن من الممكن أن يظل في قبره مثل الناس.

آراء المسلمين القائلين بصلب المسيح أو موته لفترة ما
الصفحة
  • عدد الزيارات: 21200
تابعوا وشاركوا في برنامج مسيحي حواري مباشرة على الهواء من راديو نور المغرب، تواصلوا معنا عبر الواتساب أو اتصلوا بالرقم: +212626935457
تعالوا معنا لنستمع إلى شهادات واختبارات لأشخاص آمنوا بالسيد المسيح من كافة أنحاء العالم العربي، وكيف تغيرت حياتهم عندما تقابلوا مع المسيح.
أستمع واقرأ الإنجيل مباشرة عبر موقعنا لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب ونياته.
تعالوا معا نشاهد هنا قصص واقعية لأشخاص إنقلبت حياتهم رأسا على عقب وعبروا من الظلمة إلى النور بعدما تعرفوا على السيد المسيح مخلص العالم.