الإعلان عن صلب يهوذا عوضاً عن يسوع - آراء القائلين بإلقاء صورة المسيح على آخر
1 - آراء القائلين بإلقاء صورة المسيح على آخر، فصُلب بدله:
أ - لو فرضنا أن الله أراد أن ينقذ المسيح من أيدي اليهود، لأنقذه بوسيلةٍ تجعلهم يعرفون عظمته وسلطانه المطلق عليهم وعلى غيرهم. فكان (مثلاً) يرفعه حياً أمام عيونهم، أو يأخذه قسراً من بين أيديهم، أو يصيبهم بالعمى أو الشلل حتى لا يتمكنوا من القبض عليه .. ولكن إنقاذ الله للمسيح بإلقاء صورته على غيره لا يُشعر اليهود بشيء من عظمة الله أو سلطانه، بل بالعكس يجعلهم يعتقدون أنهم تمكنوا بحيلتهم وقوتهم من القبض على المسيح وصلبه. وبما أن الله لا يمكن أن يعمل عملاً يؤدّي إلى عكس الغرض منه، لذلك لا يمكن أن يكون قد رفع المسيح سراً إلى السماء، أو ألقى صورته على آخر ليُصلب عوضاً عنه.
ب - لو ألقى الله صورة المسيح على إنسان ما ليُصلب عوضاً عنه لكان هذا غشاً وخداعاً لا يلجأ إليهما إلا الضعيف المحتال الذي لا يستطيع القيام بأعماله جهراً. فلا يمكن أن يكون الله قد قام بهذا العمل على الإطلاق، لأنه بالإضافة إلى عظمته وقدرته اللتين لا حدَّ لهما، هو نور (1يوحنا 1: 5) والنور لا يعرف خداعاً أو مكراً.
- عدد الزيارات: 21199