Skip to main content

لا إله إلا الله

كمال الصفات الربانية - الكلمات السبع التي نطق بها المسيح وهو على الصليب

الصفحة 8 من 11: الكلمات السبع التي نطق بها المسيح وهو على الصليب

 

الدليل الثالث : الكلمات السبع التي نطق بها المسيح وهو على الصليب.

لو أن الله ألقى شبه المسيح على أحد القتلة، أو على الحواري يهوذا الاسخريوطي، فهل يصدق عاقل أن ذلك القاتل، أو أن يهوذا التلميذ الخائن يمكن أن ينطق بالكلمات السبع التي نطق بها المسيح وهو على الصليب؟

لا يمكن لخيال مهما جمح أن يضع الكلمات السبع التي نطق بها المسيح المصلوب على شفتي أي شخص آخر سواه.

كانت الكلمة الأولى التي نطق بها المسيح المصلوب يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون * لوقا 23 :34 .

إن ذاك الذي علّمنا الغفران للمسيئين، مارس هذا الغفران، وصلى لأجل الذين صلبوه * متى 5 :44 . ولا يصدق إنسان منحه الله ذرة من عقل أن ينطق بهذه الصلاة إنسان قاتل ألقى عليه الله شبه المسيح.

لم يعرف اليهود حقيقة المسيح فطالبوا الوالي الروماني بصلبه لِأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ * 1 كورنثوس 2 :8 .

وطلب المسيح من الآب أن يغفر لهم، فعلاقة المسيح بالآب هي علاقة الابن بأبيه، لذلك خاطبه بالقول يا أبتاه .. وكانت كلمته الأولى هي كلمة الغفران .

كانت الكلمة الثانية التي نطق بها المسيح المصلوب هي التي خاطب بها اللص المصلوب إلى جواره إذ قال له الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ : إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ * لوقا 23 :43 .

اعترف اللص الذي صُلب مع المسيح بلاهوت المسيح فقال ليسوع ا ذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ * لوقا 23 :42 وأجابه يسوع إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ * لوقا 23 :43 .

فهل يصدق عاقل أن إنساناً قاتلاً، أو أن يهوذا التلميذ الخائن ينطق بهذا الوعد الإلهي؟

إن نطق يسوع المسيح بهذا الوعد الإلهي لذلك اللص الذي تاب في آخر لحظات حياته واعترف بلاهوته وهو على الصليب إلى جواره تؤكد بيقين أن الذي صُلب على الصليب كان يسوع المسيح ولا آخر سواه.. وكانت كلماته لذلك اللص هي كلمة الخلاص الأبدي .

كانت الكلمة الثالثة التي نطق بها المسيح المصلوب هي التي وجهها إلى أمه مريم وإلى تلميذه يوحنا.

وَكَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ، أُمُّهُ، وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا، وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفاً، قَالَ لِأُمِّهِ : يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابنُكِ . ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ : هُوَذَا أُمُّكَ * يوحنا 19 :25-27 .

لو كان المصلوب على الصليب شخصاً آخر غير يسوع المسيح، فكيف ينادي مريم قائلاً لها يا امرأة هوذا ابنك ؟ وكيف عرف يوحنا التلميذ الذي كان يسوع يحبه واستودعها له؟

كيف يهتم شخص قاتل بمريم أم يسوع ويستودعها ليوحنا تلميذه الحبيب؟

إن مجرد وجود مريم أم يسوع عند صليب ابنها ، فيه الدليل الدامغ على أن المصلوب كان هو بالحق واليقين يسوع المسيح.. ذلك لأن قلب الأم فيه شفافية حساسة، سيما إذا كان قلب هذه الأم التي باركها الله وأصطفاها فوق نساء العالمين.. ولو أن الذي صلب كان شخصاً آخر غير ابنها يسوع لتركت المشهد ومضت.. بل لأخبرت بقية تلاميذه أن المصلوب ليس هو ابنها يسوع.. وقوف مريم عند الصليب يؤكد أن الذي صُلب كان هو يسوع المسيح.. وكانت كلمته الثالثة هي كلمة الحنان .

كانت الكلمة الرابعة التي نطق بها المسيح المصلوب إِلهِي إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟ * متى 27 :46 .

كانت كلمة المسيح الرابعة صرخة وجهها إلى الله باعتباره ابن الإنسان الذي أخذ صورة الإنسان ليفدي الإنسان. هو الآن في مركز العبد كما قال بولس الرسول :

ا لْمَسِيحِ يَسُوعَ... الذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللّهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلّهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ * فيلبي 2 :5-8 .

وباعتباره الآن العبد الذي يحتمل عقاب الخطية عن الخطاة ينادي الآب إلهي إلهي لماذا تركتني وكانت صرخته إلى الله إعلاناً منه بأنه الفادي الذي تنبأ عنه داود في المزمور الثاني والعشرين.. ذلك المزمور الذي ذكر نبوات تمت حرفياً يوم صلبه.

قد تنبأ داود في هذا المزمور عن موت المسيح مصلوباً كما ذكرنا فيما سبق ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ * مزمور 22 :16 . وتنبأ عن اقتسام ثيابه وإلقاء قرعة على ردائه، يَقْسِمُونَ ثِيَابِي بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي يَقْتَرِعُونَ * مزمور 22 :18 .

وذكر يوحنا الرسول إتمام هذه النبوة بدقة في كلماته :

ثُمَّ إِنَّ الْعَسْكَرَ لَمَّا كَانُوا قَدْ صَلَبُوا يَسُوعَ، أَخَذُوا ثِيَابَهُ وَجَعَلُوهَا أَرْبَعَةَ أَقْسَامٍ، لِكُلِّ عَسْكَرِيٍّ قِسْماً. وَأَخَذُوا الْقَمِيصَ أَيْضاً. وَكَانَ الْقَمِيصُ بِغَيْرِ خِيَاطَةٍ، مَنْسُوجاً كُلُّهُ مِنْ فَوْقُ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : لَا نَشُقُّهُ، بَلْ نَقْتَرِعُ عَلَيْهِ لِمَنْ يَكُونُ . لِيَتِمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ : اقْتَسَمُواثِيَابِي بَيْنَهُمْ وَعَلَى لِبَاسِي أَلْقَوْا قُرْعَةً . هذا فَعَلَهُ الْعَسْكَرُ * يوحنا 19 :23 و24 .

لقد كان يسوع يعلم تماماً سبب ترك الآب له.

لِأَنَّهُ جَعَلَ الذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لِأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللّهِ فِيهِ * 2كورنثوس 5 :21 .

كان يسوع يعرف أنه الذبح العظيم الذي جاء لفداء الإنسان، وأن الله تركه، لأن هذا الترك هو رمز الانفصال الأبدي الذي سيكون من نصيب كل الذين يرفضون فداءه.. فجهنم هي مكان الانفصال الأبدي عن الله.. وأراد المسيح أن يعلن بصرخته عن حقيقة شخصه، وعن سبب صلبه وموته، وأنه هو بذاته الذي تنبأ عنه داود النبي في مزموره. لقد تركه الله لأنه صار خطية لأجلنا ..

ولا يقبل العقل بأن شخصاً قاتلاً ألقى الله عليه شبه المسيح ينطق بهذه الكلمات. كانت كلمته الرابعة هي الصرخة التي عبّرت عن شدة العذاب الذي اجتازه.

كانت الكلمة الخامسة التي نطق بها المسيح المصلوب أَنَا عَطْشَانُ * يوحنا 19 :28 .

وقد نطق يسوع المسيح بهذه الكلمة إتماماً لنبوة داود النبي ... وَفِي عَطَشِي يَسْقُونَنِي خَلاًّ * مزمور 69 :21 . وقد سجل يوحنا الرسول إتمام هذه النبوة بكلماته بَعْدَ هذا رَأَى يَسُوعُ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ كَمَلَ، فَلِكَيْ يَتِمَّ الْكِتَابُ قَالَ : أَنَا عَطْشَانُ . وَكَانَ إِنَاءٌ مَوْضُوعاً مَمْلُوّاً خَلاًّ، فَمَلَأُوا إِسْفِنْجَةً مِنَ الْخَلِّ، وَوَضَعُوهَا عَلَى زُوفَا وَقَدَّمُوهَا إِلَى فَمِهِ. فَلَمَّا أَخَذَ يَسُوعُ الْخَلَّ قَالَ : قَدْ أُكْمِلَ . وَنَكَّسَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ * يوحنا 19 :28-30 .

لم يكن قاتلاً ذاك الذي صلبه الرومان على الصليب، كان المصلوب هو يسوع المسيح الذي تمت فيه نبوات الأنبياء. وكانت كلمته الخامسة تعبيراً عن مدى آلامه.. إذ سفك دمه وسال من جسده الكريم حتى عطش.

كانت الكلمة السادسة التي نطق بها المسيح المصلوب قَدْ أُكْمِلَ * يوحنا 19 :30 .

وهي الكلمة اليونانية تلستي ومعناها إكمال كل شيء..

إن كلمة قد أكمل تعلن أن المسيح يسوع عيسى ابن مريم أكمل جميع نبوات الأنبياء في شخصه..

كذلك تعلن كلمة قد أكمل أنه قد أكمل بموته جميع ذبائح وقرابين العهد القديم..

فهو ذبيحة المحرقة * لاويين 1

وهو قربان الدقيق * لاويين 2 .

وهو ذبيحة السلامة * لاويين 3 .

وهو ذبيحة الخطية * لاويين 4 .

وهو ذبيحة الإثم * لاويين 5 ..

هو في عبارة واحدة حَمَلُ اللّهِ الذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ * يوحنا 1 : 29 .

كذلك تعلن كلمة قد أكمل إن عمل الفداء قد كمل، وإن كل ما على الإنسان الأثيم هو أن يقبل بالإيمان ما عمله المسيح لأجله ليخلص، فقد دفع يسوع أجرة خطاياه.

لِأَنَّهُ بِقُرْبَانٍ وَاحِدٍ قَدْ أَكْمَلَ إِلَى الْأَبَدِ الْمُقَدَّسِينَ * عبرانيين 10 :14 .

والكلمة السادسة التي نطق بها المسيح المصلوب تؤكد بيقين لا يأتيه الشك من بين يديه ولا من خلفه أن الذي صُلب على الصليب كان هو يسوع المسيح، وكانت كلمته السادسة كلمة الانتصار .

كانت الكلمة السابعة التي نطق بها المسيح المصلوب يَا أَبَتَاهُ، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي * لوقا 23 :46 .

احتمل المسيح دينونة الله العادلة نيابة عن الخطاة، وأكمل عمله الفدائي، وبعد أن نطق بكلمته قد أكمل نسمعه يخاطب أباه كما بدأ بقول يا أبتاه . لم يعد هناك حجاب بينه وبين أبيه.. لقد أكمل عمله كعبد وهو الآن يعلن علاقته الأزلية بأبيه.. ونطقه بهذه الكلمة يا أبتاه ينفي نفياً باتاً وقاطعاً أن الذي صُلب على الصليب كان شخصاً آخر غيره.

ظواهر الطبيعة التي حدثت وقت صلبه
الصفحة
  • عدد الزيارات: 28567

الإنجيل المقدس مجانا

إحصل على نسختك المجانية من الإنجيل المقدس يصل إلى عنوانك البريدي أو بواسطة صديق.

شاهد فيلم المسيح

شاهد فيلم المسيح بلهجتك الخاصة متوفر بعدة لهجات من مختلف الدول العربية مثل اللهجة الجزائرية والتونسية والمصرية وغيرها.

إتصل بنا عبر سكايب

إلى زوارنا في البلاد العربية بامكانكم الإتصال بأحد مرشدينا مباشرة من الساعة التاسعة صباحا حتى الثالثة مساء بتوقيت مصر.

شاهد قصص الأنبياء

سلسلة قصص درامية باللغة العربية عن أنبياء الله في العهد القديم تبدأ من قصة آدم وحواء حتى قصة الملك داود.