فساد الطبيعة الإنسانية
لم يدرك محمد المعنى العميق لقداسة الله القدوس، كما لم يدرك أهمية كمال الصفات الإلهية. أضف إلى ذلك أن محمداً غابت عن ذهنه حقيقة فساد الطبيعة الإنسانية. الإنسان.. كل إنسان فاسد بطبيعته الساقطة الموروثة من أبيه الساقط آدم.. كان هو النبع الذي انحدرت منه السلالات البشرية.. تلوث النبع وبالتالي وصل التلوث إلى النسل البشري كله.
هذه حقيقة أعلنها الله في الكتاب المقدس بصورة بارزة، وأيدتها اكتشافات علم النفس الحديث.
ومحاولة إنكار الخطيئة الموروثة من آدم الأول، وتحكم هذه الطبيعة الساقطة في أفعال، وتصرفات، ودوافع الإنسان، تجعل الإنسان في حيرة إذ لا يدري لماذا يفعل الشر وقصده أن يفعل الصلاح..
يؤكد داود النبي حقيقة طبيعته الساقطة الموروثة فيقول:
هَئَنَذَا بِالْإِثْمِ صُوِّرْتُ وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي * مزمور 51: 5 .
ويقول بولس الرسول مؤكداً حقيقة فساد الطبيعة الإنسانية بالوراثة:
مِنْ أَجْلِ ذ لِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ * رومية 5: 12 .
إن حقيقة سيادة الموت على كل إنسان.. تؤكد حقيقة وراثة كل إنسان للخطية الأصلية.. خطية آدم الأول.. وإلا فلماذا يموت كل إنسان.. والموت جاء كعقاب للخطية الأصلية؟
- عدد الزيارات: 18446