كمال الصفات الربانية - حديث المسيح إلى حوارييه عن موته وقيامته
الدليل الثاني : حديث المسيح إلى حوارييه عن موته وقيامته.
ذات يوم سأل المسيح تلاميذه :
أَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟ فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ : أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابنُ اللّهِ الْحَيِّ * متى 16 :15 و16 .
وهنا بعد أن أعلن الله الآب لبطرس حقيقة المسيح. وبعد أن عرف التلاميذ عن طريق هذا الإعلان أن المسيح هو بالحقيقة ابن الله الحي، يتابع متى الرسول حديثه قائلاً :
مِنْ ذلِكَ الْوَقْتِ ابتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلَامِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيراً مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ * متى 16 :21 .
لم يكن موت الصليب مفاجأة للمسيح، لقد كان إتماماً لخطة الله الأزلية لفداء الإنسان. وقد قال لتلاميذه ساعة عشائه الأخير معهم :
إِنَّ ابنَ الْإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذ لِكَ الرَّجُلِ الذِي بِهِ يُسَلَّمُ ابنُ الْإِنْسَانِ. كَانَ خَيْراً لِذ لِكَ الرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ! * مرقس 14 :21 .
وحين طلب منه الكتبة والفريسيون أن يريهم آية :
فَقَالَ لَهُمْ : جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً، وَلَا تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلَّا آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ. لِأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَثَلَاثَ لَيَالٍ، هكَذَا يَكُونُ ابنُ الْإِنْسَانِ فِي قَلْبِ الْأَرْضِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَثَلَاثَ لَيَال * متى 12 :39 و40 * اقرأ أيضاً متى 20 :28 .
كان الاسم الذي طالما استخدمه يسوع المسيح هو ابن الإنسان .. فهو ممثل الإنسانية كلها.. رفيعها ووضيعها، الأغنياء فيها والفقراء، فجميعهم أخطأوا وأعوزهم مجد الله، وهو قد جاء ليفديهم بموته على الصليب.. وكان يعرف منذ الأزل أن هذا هوعمله العظيم.
- عدد الزيارات: 30534