Skip to main content

لزوم كفارة المسيح

تفرُّد اللّه بالقدرة على الفداء الحقيقي - ظهور اللّه في ناسوت للقيام بالفداء

الصفحة 4 من 5: ظهور اللّه في ناسوت للقيام بالفداء

 

4 - ظهور اللّه في ناسوت للقيام بالفداء

ليس هناك مؤمن في الوجود إلا ويتوق لمعرفة الشخص (أو بالحري الناسوت) الذي ظهر اللّه فيه للقيام بالفداء. فمن هو هذا الشخص يا ترى؟

الجواب: إذا تصفحنا حياة الأشخاص الذين ظهروا في العالم نرى أن هذا الشخص هو المسيح، لأنه هو الذي توافرت فيه جميع الشروط التي ذكرناها في الفصل الأول، كما يتضح فيما يلي:

فهو لم يرث الخطية في طبيعته الإنسانية، لأنه وُلد بدون الأب المورّث لها، إذ كانت ولادته من العذراء بقوة الروح القدس (لوقا 1: 35).

وعاش بقوته الذاتية دون خطية، مع أنه كانت له كل الإحساسات الطبيعية مثل الشعور بالجوع والعطش والألم والحاجة إلى النوم (متى 4: 2 ، يوحنا 4: 7 ، 18: 23 ، لوقا 8: 23)، وغير ذلك من الإحساسات التي كانت كافية (لولا كماله الذاتي) بأن تميل ه إلى الانحراف عن حق اللّه، ولكنه لم ينحرف عنه على الإطلاق. ولذلك كان أسمى من آدم بما لا يقاس. فقد خُلق آدم خالياً من الخطية، غير أنه مال إليها وسقط فيها، على النقيض من المسيح تماماً.

نفس المسيح توازي نفوس البشر جميعاً، بل وتفضل عنها قيمة وقدراً. لأنه هو الكامل، أما هم فبسبب خطاياهم ناقصون. وإن اجتمع بعضهم إلى البعض الآخر، فإن هذا لا يقلل من نقصهم، بل يزيده نقصاً.

المسيح (من الناحية الناسوتية) إنسان حقيقي من جنسنا، فجسده وإن كان خالياً من الخطية، غير أنه كان جسداً مادياً مثل أجسادنا. فقد قال الوحي: «فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلادُ فِي اللَّحْمِ وَ الدَّمِ اشتَرَكَ هُوَ (أي المسيح) أَيْضاً كَذالِكَ فِيهِمَا»(عبرانيين 2: 14). كما أنه لما ظن تلاميذه بعد قيامته من بين الأموات أنه روح، قال لهم: «اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ. جُسُّونِي وَانْظُرُوا، فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي»(لوقا 24: 36 - 39).

ورغم أنه كان إنساناً حقيقياً، كانت نفسه ملكاً له، فقد قال عنها: «لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي، بَلْ أَضَعُهَا (أي أسلِّمها) أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا (أي أستردّها) أَيْضاً»(يوحنا 10: 18).

وقد برهن عملياً على صدق شهادته هذه، إذ أنه بعدما قدم نفسه كفارة عن البشر وأسلم روحه من أجلهم، استردها ثانية وقام من بين الأموات، كما ذكرنا بالتفصيل في كتاب «قيامة المسيح والأدلة على صدقها».

وكان في إمكانه أن يبعث حياة روحية في البشر، ترقى بهم فوق قصورهم الذاتي وتجعلهم أهلاً للتوافق مع اللّه في صفاته الأدبية السامية إلى الأبد. فقد قال عن رعيته: «وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ»(يوحنا 10: 28).

وقد اختبر المؤمنون به هذه الحياة عملياً في نفوسهم، فقد قال أحدهم: «لأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ وَ الْمَوْتِ»(رومية 8: 2.

فضلاً عما تقدم فقد كان من الناحية الباطنية (كما يتضح مما يلي) هو ذات اللّه، فاستطاع أن يكفّر عن البشر جميعاً تكفيراً يفي مطالب عدالته التي لا حدّ لها، كما يتضح من الباب التالي.

إذا كان الأمر كذلك، فالمسيح هو أيضاً الشفيع أو المحامي الذي أشرنا إليه في آخر الباب الثاني، قال عنه الرسول يوحنا للمؤمنين الحقيقيين: «أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هاذَا لِكَيْ لا تُخْطِئُوا (لأنه أعطاكم بالمسيح حياة روحية تستطيعون بها التسامي فوق الخطية). وَإِنْ (حدث أن) أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ. وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا.لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضاً»(1 يوحنا 2: 1 و2).

شخصية المسيح
الصفحة
  • عدد الزيارات: 16583

الإنجيل المقدس مجانا

إحصل على نسختك المجانية من الإنجيل المقدس يصل إلى عنوانك البريدي أو بواسطة صديق.

شاهد فيلم المسيح

شاهد فيلم المسيح بلهجتك الخاصة متوفر بعدة لهجات من مختلف الدول العربية مثل اللهجة الجزائرية والتونسية والمصرية وغيرها.

إتصل بنا عبر سكايب

إلى زوارنا في البلاد العربية بامكانكم الإتصال بأحد مرشدينا مباشرة من الساعة التاسعة صباحا حتى الثالثة مساء بتوقيت مصر.

شاهد قصص الأنبياء

سلسلة قصص درامية باللغة العربية عن أنبياء الله في العهد القديم تبدأ من قصة آدم وحواء حتى قصة الملك داود.