نبوَّة محمد - نبوَّات كتابية عن محمد
نبوَّات كتابية عن محمد
هناك حديث أشرنا إليه من قبل، يقول إن عطا بن يسار سأل عبد الله بن عمرو بن العاص أن يخبره بوصف رسول الله كما جاء في التوراة، فأكد عبد الله أنه موصوف في التوراة بما وُصف به في القرآن يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشرا ونذيراً (سورة العنكبوت 45). ثم قال عبد الله إن التوراة تقول: أنت عبدي ورسولي، سمَّيتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخَّاب في الأسواق. لا يجزي بالسيئة، لكن يغفر ويصفح، ولن يأخذه الله حتى يقيم به الملّة العوجاء، ويفتح به أعيناً عميا وآذاناً صُمّاً وقلوباً غُلفاً (حديث رواه البخاري والدارمي).
وقد جاءت نبوة التوراة المشار إليها هنا في نبوة إشعياء 42:1-3 و6 و7 (عام 700 ق م) هُوَذَا عَبْدِي الذِي أَعْضُدُهُ، مُخْتَارِي الذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الحَقَّ لِلْأُمَمِ. لَا يَصِيحُ وَلَا يَرْفَعُ وَلَا يُسْمِعُ فِي الشَّارِعِ صَوْتَهُ. قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لَا يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً خَامِدَةً لَا يُطْفِئُ... أَنَا الرَّبَّ قَدْ دَعَوْتُكَ بِالبِرِّ، فَأُمْسِكُ بِيَدِكَ وَأَحْفَظُكَ وَأَجْعَلُكَ عَهْداً لِلشَّعْبِ وَنُوراً لِلْأُمَمِ، لِتَفْتَحَ عُيُونَ العُمْيِ، لِتُخْرِجَ مِنَ الحَبْسِ المَأْسُورِينَ، مِنْ بَيْتِ السِّجْنِ الجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ .
هنا حديث صحيح لأنه مؤيَّد من اثنين، فعندنا الحديث الإسلامي، وعندنا أصله التوراتي من نبوَّة إشعياء. وهذه الشهادة الثنائية هي صفة عشرات النبوات التوراتية عن المسيح. وقد اقتبس الإنجيل نبوة إشعياء، وقال إنها تحققت في المسيح، فنقرأ في متى 12:15-18 وَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ فَشَفَاهُمْ جَمِيعاً. وَأَوْصَاهُمْ أَنْ لَا يُظْهِرُوهُ، لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ: هُوَذَا فَتَايَ الذِي اختَرْتُهُ، حَبِيبِي الذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. أَضَعُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْبِرُ الأُمَمَ بِالحَقِّ . ثم يمضي الإنجيل ليقول في الآية 22 إن المسيح شفى مجنوناً أعمى وأخرس، فبُهت الناس وتساءلوا: ألعل هذا هو المسيح ابن داود؟ .
وسواء كانت نبوة إشعياء خاصة بالمسيح أو بمحمد، فإننا نترك هذا للقارئ. ولكن لما كان للحديث الإسلامي السالف شاهدان، فلا بد أن يكون صحيحاً، فإن واحداً من المسلمين اقتبس نبوة إشعياء على أنها صحيحة.
- عدد الزيارات: 8201