نبوَّة محمد
رأينا في الفصل السابق أن الله يطالب بشاهدَين لإقرار قانونية أمر من الأمور، وأنه يطالب بشاهدَين على الأقل لإقرار صحة نبوَّة النبي. وقلنا إنه لو وقف رجل في أورشليم القدس أو مكة أو أية مدينة أخرى ينادي أن أقواله وحي من عند الله، فإننا يجب أن نسأله: كيف نتأكد أن ما تقوله هو من عند الله؟ مَن هو الشاهد الثاني على صِدق رسالتك؟ .
وقد يتضايق البعض مِن توجيه هذا السؤال للنبي، لأنه يعني أننا نشكّ في صدق نبوّته، وكأننا نقول له: نحن لا نصدقك . وهذا الضيق هو ما يشعر به المسيحي لما يُقال له إن إنجيله قد تحرّف. ولكن مهما كانت المشاعر فإننا يجب أن نسأل المسيحيين والمسلمين: هاتوا برهانكم. من هم الشهود على أن كلمات الإنجيل التي قالها المسيح هي من عند الله؟ ومن هم الشهود على أن كلمات القرآن التي قالها محمد هي من عند الله؟ .
كيف نعرف أن ما قاله محمد عن اليوم الآخِر هو وحيٌ يوحى؟ إن محمداً هو الشاهد الوحيد. إنه الشاهد الأول.
- عدد الزيارات: 8122