هل البارقليط نبوة عن محمد؟ - خطأ في ترجمة كلمة بارقليط
6 - خطأ في ترجمة كلمة بارقليط
قال د. بوكاي في هامش ص 128
كثير من ترجمات الأناجيل والتعليقات عليها (يعني كتب التفسير)، والقديمة منها على وجه خاص، تترجم هذه الكلمة (بارقليط) بالمعنى (المعزي) وهذا خطأ تام .
ولسنا ننادي بأن المترجم معصوم، أما القول إن كثيراً من المترجمين والمفسرين في اللغات المختلفة مخطئون، فيعني أن د. بوكاي وحده هو المصيب! ولا غرابة، فقد قال وهو يتحدث عن التناسل الإنساني في القرآن : فأكثر ما قد يُضل الباحث، هنا أيضاً، هو مشكلة المفردات. فالواقع أن ترجمات وتفسيرات (القرآن) بعض الفقرات التي ما زالت منتشرة في عصرنا تعطي لرجال العلم الذين يقرأونها فكرة مغلوطة تماماً عن الآيات الخاصة بهذا الموضوع... وسنرى.. الأسباب التي من أجلها يقع مستعربون بارزون في مثل تلك الأخطاء، لافتقارهم للثقافة العلمية (ص 226 و227).
فأنت ترى أن د. بوكاي يعتبر مترجمي الإنجيل والقرآن مخطئون، كأن الصواب عنده وحده!
فكيف ترجم د. بوكاي كلمة البارقليط ؟.. إنه لم يترجمها، بل اكتفى بذكر الكلمة اليونانية!
والحقيقة أن كلمة بارقليط تعني الشخص الذي يمكن استدعاؤه لتقديم العون، سواء ليدافع عنك أو ليتبنَّى قضيتك. ويجيء المعزي إليك وقت الحزن. إنه الشفيع، والمحامي، والناصح، والمشجع، والمعزي. ولا توجد كلمة واحدة في العربية أو الإنكليزية أو الفرنسية تحمل كل المعاني التي تحملها كلمة بارقليط . لذلك نحتاج للرجوع إلى القرينة التي وردت فيها كلمة بارقليط لنفهم.
ومن قرينة يوحنا 14:18 ندرك أن البارقليط يجيء لليتيم ليعزّيه ويشد إزره. ومن قرينة 1 يوحنا 2:1 إن أخطأ أحد فلنا بارقليط عند الآب ندرك أن المعنى المقصود هو أن لنا شفيعاً عند الآب. ولقد جاءت كلمة Paraclete خمس مرات في العهد الجديد، ولكن تصريفاً منها وهو كلمة Paraklesis جاء 29 مرة، تُرجم في 20 مرة منها بكلمة معزي . أما الفعل وهو Parakaleo فمعناه يرجو، وينادي، ويعزي، ويشتهي، ويشجع. وقد ورد 107 مرة، تُرجم في 24 مرة منها بكلمة يعزي . وكنموذج نقرأ في 2 كورنثوس 1:3 و4 مُبَارَكٌ اللّه أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ، أَبُو الرَّأْفَةِ وَإِله كُلِّ تَعْزِيَةٍ، الذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا، حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الذِينَ هُمْ فِي كُلِّ ضِيقَةٍ بِالتَّعْزِيَةِ التِي نَتَعَزَّى نَحْنُ بِهَا مِنَ اللّه .
وفي هاتين الآيتين تجيء بارقليط خمس مرات، تتطلب القرينة في كل مرة منها أن نترجمها تعزية، ويعزينا، ونعزّي، ونتعزّى. وهكذا يتضح أن تخطئة د. بوكاي لترجمة كلمة بارقليط بكلمة معزي هي تخطئة لا مكان لها من الصواب.
- عدد الزيارات: 22978