هل البارقليط نبوة عن محمد؟ - النص صحيح
3 - النص صحيح
يقول د. بوكاي: إن وجود كلمتي الروح القدس في النص الذي نملكه اليوم قد يكون نابعاً من إضافة لاحقة إرادية تماماً، تهدف إلى تعديل المعنى الأول لفقرة تتناقض، بإعلانها بمجيء نبي بعد المسيح، مع تعاليم الكنيسة المسيحية الوليدة، التي أرادت أن يكون المسيح هو خاتم الأنبياء (ص 129).
ويقول أيضاً إن أي نقد جاد للنصوص يبدأ بالبحث عن الاختلافات النصية وهو يقصد بذلك أن يقول إن التعبير الروح القدس قد أُدخِل إلى النص في ما بعد. ولقد ناقشنا هذه النقطة في فصل 3 من القسم الثالث، ووصلنا إلى وجود أخطاء من بعض النسّاخ، تمَّ اكتشافها من مقارنة المخطوطات.
فهل هناك اختلاف في قراءة يوحنا 14:26؟ نعم. هناك اختلاف واحد، وذلك في الترجمة إلى السريانية في القرن الرابع أو الخامس الميلادي، لأنها تحذف الصفة، وتكتفي بكلمة الروح فقد جاءت بها قراءة الآية وأما المعزي، الروح، الذي سيرسله الآب باسمي.. . فما هو وزن هذا الاختلاف في الترجمة؟ لقد كتب يوحنا إنجيله باليونانية. فإذا فحصنا البرديات اليونانية القديمة بين عامي 200 و400م لوجدنا القراءة الروح القدس . وهكذا جاءت في النسخة السينائية والفاتيكانية (350م) والإسكندرية (450م). هذا يشبه وجود اختلاف في ترجمة القرآن إلى الفارسية قامت به لجنة عام 345 هـ ، لا زلنا نجد منها نسخاً إلى يومنا هذا. فما هي قيمة هذا الاختلاف الوارد في ترجمة القرآن للفارسية؟! أنه لا يؤثر على عقيدة ولا على شريعة ولا على ممارسة دينية. إنه مجرد خطأ مترجم أو ناسخ.
ويوافق د. بوكاي على إمكانية وقوع خطأ من النساخ، فيسأل:
فهل هذا مجرد نسيان من قِبَل الناسخ؟ . ولكنه أراد أن يقول إن الناسخ تعمَّد الخطأ، فمضى يقول أو أنه لم يجرؤ على كتابة ما بدا له أنه أمر غير معقول في مواجهة نص يدّعي أن الروح القدس يسمع ويتكلم؟ .
ولكن الكتاب المقدس والقرآن مليئان بالقول إن الله يتكلم ويسمع. فلماذا يرفض د. بوكاي أن الروح القدس يتكلم ويسمع؟
- عدد الزيارات: 22972