شبهات شيطانية حول نبوة دانيال
قال المعترض الغير مؤمن: جاء في دانيال 1: 21 أن دانيال بقي إلى السنة الأولى لكورش الملك، ولكننا نجد دانيال لا يزال موجوداً حتى السنة الثالثة لكورش كما يظهر من دانيال 10: 1 .
وللرد نقول بنعمة الله : ظل دانيال في موضع المسئولية والحكم حتى السنة الأولى من حكم الملك كورش، وعرف باستجابة صلاته إذ أصدر كورش الأمر بعودة بني إسرائيل إلى أرضهم. ثم عاش سنتين بعد صدور أمر كورش في بابل، في التقاعد حتى مات.
قال المعترض الغير مؤمن: جاء في دانيال 2: 45 لأنك رأيتَ أنه قد قُطع حجر من جبل، لا بيدين، فسحق الحديد والنحاس والخزف والفضة والذهب. الله العظيم قد عرّف الملك ما سيأتي بعد هذا. الحلم حق وتعبيره يقين . وهذه نبوة عن ظهور الإسلام وامتداده، فالممالك الأربع المذكورة هنا هي الكلدانيون والمديانيون والفرس واليونان، وإن اسكندر الكبير هزم الفرس وفرّق شملها، إلا أنها عادت إلى سابق مجدها فيما بعد، وأخذت تضعف تارة وتقوى أخرى إلى زمن كِسرى أنوشروان. وبعد موت محمد قصدت إليها جيوش المسلمين وفتحوها، وفتحوا ما بين النهرين وفلسطين. وعليه فمملكة الإسلام هي المقصودة بالمملكة التي خلفت الممالك الأربع وسادت على كل الأرض (عدد 44 و45) .
وللرد نقول بنعمة الله : (1) لا ينطبق هذا الشرح على حقائق التاريخ لأنه لم يكن للماديين مملكة بعد البابليين، بل هما مملكة واحدة، بدليل أن داريوس المادي (دانيال 5: 31 و6 و9: 1) ملك بضعة شهور على الكلدان، وهي الإقليم الواقع حول بابل، ثم صار نائباً للملك كورش العظيم، وبهذا ابتدأت المملكة الثانية أي مملكة الفرس (دانيال 8: 3 و4 و20).
(2) خلفت اليونان الفرس، فكانت المملكة الثالثة (دانيال 8: 5 و7 و21) وخلفت اليونان الرومان وهي المملكة الرابعة (دانيال 2: 40) التي عظمت فوق الكل. إلا أن مؤرخي المسلمين أهملوها بالكلية.
(3) أما مملكة الفرس المتجددة فلا يمكن أن تكون هي المملكة الرابعة، بل يجب إما أن تكون المملكة الخامسة أو الثالثة، والنبوة تشير إلى ما حدث في عهد المملكة الرابعة (دانيال 2: 40 و44 و 7: 7 و19 و23). أما كون اليونان المملكة الثالثة لا الرابعة (كما زعم المسلمون) فظاهر مما قيل عنها لأنها غلبت الفرس وخلفتهم (دانيال 8: 5 و7 و21) وانقسمت اليونان إلى أربعة أقسام من بعد موت إسكندر الكبير (دانيال 8: 8 و22) وأخذ يتقلّص ظلها حتى اندمجت في المملكة الرومانية التي شمل نفوذها العالم المتمدن في ذلك العصر. وفي أثناء حكم الرومان وُلد المسيح في اليهودية وكانت خاضعة لهم. والمملكة التي أسسها المسيح حينئذ لم تكن من هذا العالم (يوحنا 18: 36 ولوقا 1: 31_33 ودانيال 7: 13 و14 و27) بدليل أنها لم تقم بالسيف كممالك العالم.
وعدا ذلك دعا المسيح نفسه ابن الإنسان، ومن هنا يظهر أنه هو الشخص الذي رآه دانيال في رؤياه جالساً على سحاب السماء سائداً على كل الأرض (دانيال 7: 13). ومملكته هي التي وصفها دانيال بالحجر الذي قُطِع بغير يدين وملأ كل الأرض (دانيال 2: 45) ولما يأتي ثانياً إلى أرضنا تسجد له كل ركبة (فيلبي 2: 9_11).
- عدد الزيارات: 14956