تاريخ كتابة إنجيل برنابا - من الناحية المسيحية
2 - من الناحية المسيحية:
أ - تدلّ نسخ الكتاب المقدس الأثرية، والكتب الدينية القديمة، والجداول التي عُملت في القرون الأولى لحصر أسفار الكتاب المقدس وتسجيل خلاصة محتويات كل منها، التي ذكرنا جزءاً منها في الجزء الأول من هذا الكتاب على أن الإنجيل المنسوب إلى برنابا لم يكن موجوداً في هذه القرون. فإذا أضفنا إلى ذلك أن المسيحيين كانوا منذ القرون الأولى للمسيحية يتعرضون للتهكم والاضطهاد بسبب اعتقادهم أن المسيح هو ابن الله، وأنه صُلب كفارة عن الخطاة، وهذان الأمران ينكرهما الإنجيل المذكور إنكاراً تاماً، لا يبقى لدينا شك في أنه لم يكن له وجود في القرون الأولى.
ب - على الرغم من انقسام المسيحيين إلى طوائف متعددة منذ القرن الرابع إلى الآن، بسبب اختلافهم في تفسير بعض الآيات التي وردت في الكتاب المقدس (كما يحدث في كل دين من الأديان) لم تظهر بينهم في أي عصر من العصور طائفة (مهما كان عدد أفرادها) تؤمن بهذا الإنجيل . فضلاً عن ذلك فإن العقائد المسيحية التي تناولها بالبحث رجال الفلسفة والدين، وأشار إليها علماء التاريخ في كل العصور والبلاد، لا أثر لها في الإنجيل المذكور، مما يدل على أنه غريب عن المسيحية، وأنه كُتب في الأزمنة الحديثة لتشويه الحق المسيحي، كما ذكرنا في المقدمة.
- عدد الزيارات: 20207