"... أنا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة" (يوحنا 12:8). الموجود في الظلمة يحتاج إلى نور لكي يتلمّس طريقه فيصل إلى الشاطىء الأمين، والجالس في الظلمة دوما يشعر بأن العالم بأسره مغلق في غرفة صغيرة لا مجال للرؤية فيها، فلا مجال للشك بأن هذا الإنسان القابع في ظلمة الخطية يحتاج إلى نور لكي يعيد له الأمل في الحياة من جديد،
لقد وضع الله في قلب كل إنسان الحاجة الماسة للعبادة وللصلاة وللتعبد ووضع الأبدية في قلوب الجميع، ولكن كل فرد في هذه الدنيا يصلي بطريقة ويعبد بطريقة منهم من يذهب أمام معبد بوذا لكي يسجد ويطلب من حجر لا يتكلم ولا يسمع والآخر يطّهر جسده بالماء ومن ثم يذهب للسجود ويكرر سجودا و كلاما يخرج من اللسان فقط دون جدوى فلا من يسمع ولا من يستجيب.
"بخوافيه يظللك وتحت أجنحته تحتمي. ترس ومجن حقه" (مزمور 4:91). في الحروب الكبيرة وعندما تهدر أصوات الأسلحة، يبدأ الجميع بالهلع والخوف والهروب من الضجيج الخارج من غبار المعركة القاسية التي تقتل أشخاصا وتجرح آخرين وتدمر مجتمعات، فيبدأ الإنسان بالتفكير العميق إلى أين يذهب ومن يستطيع الحماية، فلا مجيب لأن الجميع منهمك والجميع واقعين بنفس الحيرة.