القسم الثاني - أجرة الخطية
أجرة الخطية:
جاء في الكلمة الرسولية أن أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ ـ رومية 6: 23 . وجاء في الكلمة النبوية أن اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ ـ حزقيال 18: 20 .
فآدم وحواء حين سقطا ماتا الموت الروحي، الذي هو الانفصال عن حياة الله, قال العالم كلونيوس: أن نوع الموت المشار إليه هنا يعرف من نقيضه، أي نوع الحياة التي سقط منها, والواقع أن آدم وحواء, انفصلا عن الله بنتيجة سقوطهما وفقدا الشركة الروحية الجميلة الحلوة المقدسة مع خالقهما المحب, وكذلك في الانفصال عن حياة الله، فقدا ذلك الشوق المقدس للمثول في حضرة الله عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ، فَا خْتَبَأَ آدَمُ وامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الْإِل هِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ ـ تكوين 3: 8 ـ اختبئا لأن أول عواقب السقوط الخجل، وهما قبل كل شيء اجتهدا لستر جسديهما وأن ثانيهما الخوف، وهما هربا واختبئا, هكذا نقرأ في الكتاب العزيز آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلَهِكُمْ، وَخَطَايَاكُمْ سَتَرَتْ وَجْهَهُ عَنْكُمْ ـ إشعياء 59: 2 .
رهيب هو هذا الحكم لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت ولكن هل ضاع الامل، هل مات الرجاء بعودة الإنسان إلى فردوسه الضائع، وبرجوع طهارته المفقودة؟ كلا إن الرجاء لم يمت، لأن الله محب كما هو عادل، وبالحب وهب للأبوين الأولين الشفاء وبعث في قلبهما الرجاء,بينما هما مختبئان نادى الرب الإله آدم، وقال له اين أنت ـ تكوين 3: 9 . الاستفهام هنا للتوبيخ فكأنه تعالى قال يا آدم لماذا هربت مني، بعد أن كنت تسرع إليّ مسروراً بلقائي؟
فأين كنت وإلى أين صرت؟ نعم, هكذا فتشت محبة الله الغنية بالرحمة عن الإنسان، الذي خلقه الله على صورته كشبهه، ودبرت أمر خلاصه فكانت فكرة الفداء,
- عدد الزيارات: 30190