تجسد الله في المسيح لفداء البشرية
حقيقة رابعة لم يستطع محمد فهم معناها الصحيح، هي حقيقة تجسد الله في المسيح.
إن أشد ما يزعج المسلم ويثير غضبه، هو أن يسمع أن المسيح هو الله المتجسد.. أو هو ابن الله.
ذلك لأن القرآن قد حصَّنه ضد هذا الإيمان.
ذكر القرآن في سورة المائدة:
لَقَدْ كَفَرَ الذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * سورة المائدة 5: 17 .
لَقَدْ كَفَرَ الذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * سورة المائدة 5: 72 .
وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ * يشابهون في الكفر قَوْلَ الذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * كيف يُصرفون عن الحق؟ * سورة التوبة 9: 30 .
والذي يقرأ هذه النصوص القرآنية بتدقيق يرى أن المسيحيين في عصر محمد آمنوا بأن المسيح هو الله.. وآمنوا أنه ابن الله وهذا واضح تماماً فيما ذكره القرآن.
فالإيمان بلاهوت المسيح ليس بدعة جديدة.. وإنما هو إيمان المسيحيين الأمناء منذ قبلوا المسيح رباً وفادياً ومخلّصاً قبل ظهور محمد، وبعد ظهور محمد وإلى هذا اليوم.. وإلى يوم عودة المسيح.
إن محمداً لم يستطع وهو محاط بتيارات العقائد المتضاربة التي سادت في عصره أن يعرف المعنى الصحيح لتجسد الله في المسيح وبالتالي لم يعرف حقيقة المسيح.
وبالقطع فإن الاعتراف بأن المسيح هو الله لا يمكن أن يأتي بمجهود عقلي.. بل لا بد أن يأتي بإعلان سماوي.
كتب بولس الرسول للمسيحيين في كورنثوس قائلاً:
لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقُولَ: يَسُوعُ رَبٌّ إِلَّا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ * 1 كورنثوس 12: 3 .
هذا الحق يظهر في الحوار الذي دار بين المسيح وتلاميذه..
ذات يوم اجتمع المسيح مع حوارييه في قيصرية فيلبس.. سألهم المسيح: مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابنُ الْإِنْسَانِ؟ فَقَالُوا: قَوْمٌ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ، وَآخَرُونَ إِيلِيَّا، وَآخَرُونَ إِرْمِيَا أَوْ وَاحِدٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ . قَالَ لَهُمْ: وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟ فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابنُ اللّهِ الْحَيِّ . فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، ل كِنَّ أَبِي الذِي فِي السَّمَاوَاتِ * متى 16: 13-17 .
- عدد الزيارات: 19712