Skip to main content

لا إله إلا الله

تجسد الله في المسيح لفداء البشرية - المسيح مساوٍ للآب في الأزلية

الصفحة 5 من 6: المسيح مساوٍ للآب في الأزلية

المسيح مساوٍ للآب في الأزلية.

والآن لنأت إلى مساواته في الذات الإلهية.

بعد أن أبرأ المسيح الرجل الذي كان به مرض منذ ثمان وثلاثين سنة بكلمة منه إذ قال له قُمِ. احْمِلْ سَرِيرَكَ وَا مْشِ * يوحنا 5: 8 .. وقام الرجل في الحال، وحمل سريره ومشى..

كان ذلك في يوم سبت..

واعتبر اليهود أن شفاء الرجل يوم السبت هو انتهاك لقدسية هذا اليوم المقدس.. وطاردوا المسيح طالبين أن يقتلوه.

فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ: أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الْآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ * يوحنا 5: 17 .

وإذ قال هذا القول كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه لِأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْتَ فَقَطْ، بَلْ قَالَ أَيْضاً إِنَّ اللّهَ أَبُوهُ، مُعَادِلاً نَفْسَهُ بِا للّهِ * يوحنا 5: 18 .

لقد فهم اليهود، وهم أهل كتاب، من قول المسيح أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل .. إنه يعادل نفسه بالله. فالبنوية كانت في مفهومهم تعني المساواة بالله.. وهو مفهوم صحيح.

لم تكن هذه آخر مرة أكد فيها المسيح معادلته لله.. ففي يوحنا 10: 30 قال أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ .

ولما قال له فيلبس أحد الحواريين يَا سَيِّدُ، أَرِنَا الْآبَ وَكَفَانَا . قَالَ لَهُ يَسُوعُ: أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً هذهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الْآبَ، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ أَرِنَا الْآبَ؟ أَلَسْتَ تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا فِي الْآبِ وَالآبَ فِيَّ؟ الْكَلَامُ الذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الْآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الْأَعْمَالَ * يوحنا 14: 8-10 .

وفي مناسبة أخرى قال المسيح وهو الصادق الأمين:

كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي، وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الا بْنَ إِلَّا الْآبُ، وَلَا أَحَدٌ يَعْرِفُ الْآبَ إِلَّا الا بْنُ وَمَنْ أَرَادَ الا بْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ * متى 11: 27 .

كلمات كهذه لا يمكن أن ينطق بها إنسان.. إن المسيح يعلن بكلماته في وضوح يغني عن أي شرح إن أحداً لا يعرفه في حقيقة لاهوته إلا الآب .. وأن أحداً لا يعرف الآب في لاهوته إلا الابن فالعلاقة في الذات الإلهية بين الآب والابن علاقة ليس في مقدور العقل البشري معرفتها... إن الابن وحده هو الذي باستطاعته أن يعلن عن صفات الآب لمن يريد.. تماماً كما قال بفمه المبارك:

أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالحَقُّ وَالحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الْآبِ إِلَّا بِي * يوحنا 14: 6 .

لقد أغلق المسيح الباب أمام كل مدعٍ.. هو وحده الطريق إلى الآب وليس سواه.

ومرة أخرى قال المسيح لسامعيه:

لِأَنَّ الْآبَ لَا يَدِينُ أَحَداً، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلِا بْنِ، لِكَيْ يُكْرِمَ الْجَمِيعُ الا بْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ الْآبَ. مَنْ لَا يُكْرِمُ الا بْنَ لَا يُكْرِمُ الْآبَ الذِي أَرْسَلَهُ * يوحنا 5: 22 و23 .

إكرام المسيح ابن الله. .هو إكرام للآب الذي أرسله.. ومن لا يكرم الابن.. لا يكرم الآب الذي أرسله.. كلام خطير يسترعي الانتباه الشديد ويستدعي التفكير.

وحين ذكر القرآن:

لَقَدْ كَفَرَ الذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * سورة المائدة 5: 17 .

أعلن بهذا النص القرآني عدم إكرامه للمسيح ابن الله.. وبالتالي عدم إكرامه للآب الذي أرسله.

الله تبارك اسمه لم يتخذ له ولداً.. فهو غني بذاته عن مخلوقاته.. وتصور اتخاذ الله ولداً، هو تصور لا وجود له في كل معطيات الكتاب المقدس، أو في تعاليم المسيحيّة الكتابية.

وقول القرآن لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَا صْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * سورة الزمر 39: 4 .

قول يهز الكيان العقلي للإنسان.. لأن أحداً من خلق الله لا يمكن أن يسمو إلى مقام عزته وجلاله حتى يتخذه الله ولداً...

إن علاقة البنوة بين المسيح والله علاقة فريدة لا يمكن أن يرقى إليها الملائكة أو البشر.. فهو ابن الله الوحيد الذي لا مثيل له ولا شبيه.

ونحن هنا نعود إلى الكلمة الموحى بها من الله في كتابه الكريم، ونقبلها بغير قيد ولا شرط، وبغير أن يعترينا من جهتها أي شك. نقرأ في إنجيل يوحنا الكلمات:

لِأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الْأَبَدِيَّةُ * يوحنا 3: 16 .

وبقول يوحنا الرسول:

بِه ذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ اللّهِ فِينَا: أَنَّ اللّهَ قَدْ أَرْسَلَ ابنَهُ الْوَحِيدَ إِلَى الْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ * 1 يوحنا 4: 9 .

هذه بنوية فريدة.. من يؤمن بموت المسيح ابن الله على الصليب لن يهلك بل تكون له الحياة الأبدية.. والله الآب قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به.. هذه قضية مصيرية.

مَنْ لَهُ الا بْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابنُ اللّهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاةُ * 1يوحنا 5: 12 .

كلمات لا يمكن أن يبتدعها بشر.. بل هي وحي إلهي صريح.. ونرى لزاماً علينا أن نذكر هنا الفرق بين بنوية الملائكة، وبنوية البشر، وبنوية المسيح.

الملائكة أبناء الله بالخلق
الصفحة
  • عدد الزيارات: 20479
إحصل على نسختك المجانية من الإنجيل المقدس يصل إلى عنوانك البريدي أو بواسطة صديق.
شاهد فيلم المسيح بلهجتك الخاصة متوفر بعدة لهجات من مختلف الدول العربية مثل اللهجة الجزائرية والتونسية والمصرية وغيرها.
إلى زوارنا في البلاد العربية بامكانكم الإتصال بأحد مرشدينا مباشرة من الساعة التاسعة صباحا حتى الثالثة مساء بتوقيت مصر.
سلسلة قصص درامية باللغة العربية عن أنبياء الله في العهد القديم تبدأ من قصة آدم وحواء حتى قصة الملك داود.