الإحتمال المثلث: صادق أو كاذب أو مجنون!
الفصل الثالث: رب أو كاذب أو مجنون!
من هو المسيح؟ لقد علَّق المسيح أهمية كبيرة على من يقول الناس إنه هو، وقال كلايف س. لويس، الذي كان أستاذاً بجامعة كامبردج، وكان يوماً ما لا أدرياً - قال: إني هنا أحاول أن أمنع من يُجرَّب أن يقول سرّ القول الفارغ: إني أقبل المسيح كمعلم أخلاقي عظيم، ولكني لا أقبل دعواه بأنه اللّه، فهذا ما لا يجب أن يقوله عاقل!
فإن ما قاله المسيح عن نفسه لا يجعل منه معلماً أخلاقياً عظيماً، لكنه إما أن يكون مجنوناً، أو شيطاناً. فهو إما مجنون، أو هو الشيطان نفسه. قد ترفضه وتحكم عليه بالجنون، أو تبصق عليه وتقتله كشيطان، أو تجثو عند قدميه وتدعوه رباً وإلهاً. ولكن لنترك جانباً اللغو الفارغ بأنه معلم عظيم، فلم يترك لنا هو الفرصة لنقول مثل هذا الكلام، ولم يُرِدْ لنا أن نقوله! (6).
إن كلام المسيح جزء من ذات نفسه، وليس نطق نبي يعلن كلام سواه، فلو أننا فصلنا بين يسوع وأقواله، لا تعود لها قوتها. ويقول المؤرخ العظيم كنث لاتوريت أستاذ التاريخ المسيحي في جامعة ييل: ليست تعاليم المسيح هي التي تعطيه الأهمية الكبيرة، مع أنها كافية لأن تفعل ذلك، ولكن العظمة في الشخص الذي قال ما قاله! ولا يمكن أن تفصل بين المعلّم وتعاليمه، فالمسيح وتعاليمه غير منفصلين. إن تعليمه عن ملكوت اللّه وعن السلوك البشري وعن اللّه تعاليم هامة، ولكنها لا تنفصل أبداً عن شخصه (7).
المسيح يقول إنه ابن اللّه وهناك احتمالان:
الاحتمال الأول: هو القول الصحيح، والاحتمال الثاني : هو القول الكاذب. القول الصحيح بأنه رب ويحوي احتمالان هما: الأول: يمكن أن نقبله، والثاني: يمكن أن نرفضه. والاحتمال الثاني بأنه يقول الصدق يحوي احتمالان: الاحتمال الأول: لم يعرف أن ما يقوله كذب، فكان مخدوعاً عن إخلاص، أو ربما كان مجنوناً. والإحتمال الثاني: أنه عرف أن ما يقوله كذب، فأعطى الصورة الخاطئة عن قصد، فكان كاذباً ومرائياً وشيطاناً وأحمقاً، لأنه مات بسبب إدعاءه الكاذب.
- عدد الزيارات: 16386