Skip to main content

لا تحريف في التوراة والإنجيل

أسفار العهد القديم والجديد في عصر محمد - التوراة والأسفار الأخرى المقدسة لم تتلاش قط من الوجود

الصفحة 2 من 7: التوراة والأسفار الأخرى المقدسة لم تتلاش قط من الوجود

وإذ قد انتهينا من كلمتنا عن هذا السفر، وأقمنا الدليل بأن التوراة
والأسفار الأخرى المقدسة التي أوحي بها إلى الأمة اليهودية لم تتلاش قط من الوجود، فنقول إن ثبت وجودها في حياة عزرا - أي بعد خراب الهيكل بأكثر من مائة عام - ثبت وجودها في زمن بختنصر. أما إنها كانت موجودة في زمن عزرا فالدليل عليه من نفس سفر عزرا المقبول لدى اليهود والنصارى أجمعين، فلقد ورد فيه قوله عزرا هذا صعد من بابل وهو كاتب ماهر في شريعة موسى التي أعطاها الرب إله إسرائيل - توراة سفر عزرا 7 :6 - . قارن بين هذا وبين ما ورد في سفر نحميا ص 8 - . ثم جاء أيضاً في سفر عزرا أن شريعة الرب - أي التوراة - كانت في يده وقت صعوده من بابل إلى أورشليم، وعلى ذلك قول الملك أرتحششتا له "مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ مُرْسَلٌ مِنْ قِبَلِ الْمَلِكِ وَمُشِيرِيهِ السَّبْعَةِ لِأَجْلِ السُّؤَالِ عَنْ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ حَسَبَ شَرِيعَةِ إِلهِكَ التي بِيَدِكَ" - عزرا 7 :14 - . ومن هنا يظهر بمزيد الوضوح أن التوراة لم تتلاش في زمن بختنصر، وعندنا دليل آخر ورد في كتاب عبري يُدعى برقي أبهوث كُتب في القرن الثاني للميلاد ما معناه نزلت التوراة على موسى في جبل سيناء، واستودعها موسى إلى يشوع، وهذا سلمها إلى شيوخ إسرائيل، وهؤلاء سلموها إلى الأنبياء، وسلمها الأنبياء إلى السنهدريم "مجمع
اليهود" الأعظم . ويُروى أن هذا المجمع كان مؤلفاً من علماء اليهود وبدأ بتأسيسه عزرا، وكان الغرض منه المحافظة على التوراة وتعليمها للشعب. وورد في التلمود - كتاب تقليد اليهود - أنه بعد السبي البابلي الذي نحن في صدده أعاد المجمع العظيم التوراة إلى مجدها وجلالها القديم، وأشار إلى ذلك كتاب برقي أبهوث بما معناه أن ذلك المجمع وضع ثلاثة وصايا كشعائر مقدسة الأولى - احترس في القضاء - الثانية علِّم كثيرين - الثالثة كن حصناً منيعا للتوراة. وهذه الوصية الأخيرة أوجبت على اليهود أن يبذلوا قصارى جهدهم في صيانة التوراة سالمة من كل ما يعرض لها، وقد قاموا بهذا المهمة خير قيام. وما من أمة بالغت في العناية بكتابها المقدس كما بالغت الأمة اليهودية بتوراتها، فقد أحصوا عدد كلماتها وحروفها. وأذكر هنا قولاً مأثوراً قاله أحد أكابر هذا المجمع يدل على مبلغ عنايتهم بالتوراة، وإلى أي حد رفعوا مقامها. ورد في برقي أبهوث قوله إن سمعان العادل - أحد خلفاء المجمع - كان يقول : العالم قائم على ثلاثة أعمدة التوراة والعبادة والعمل الصالح . بمثل هذا الاهتمام والتدقيق تداولت التوراة بين اليهود من السلف إلى الخلف جيلاً بعد جيل في لغتها الأصلية وهي العبرية والآرامية بكل اعتناء وتدقيق. ومن الأدلة المعتبرة على ما نحن بصدده
تعدد قراءات التوراة، أي وجود اختلافات لفظية مع وحدة المعنى. أليس هذا برهاناً على أنه لم يكتبها شخص واحد، ولا كُتبت في عصر واحد. ثم أنه يوجد فيها ما يشبه التناقض في أخبار بعض الوقائع والمسائل التي ليس لها مساس في الجوهر، وهو بالحقيقة ليس بتناقض. فوجود شيء من هذا القبيل في أسفار التوراة مع سكوت اليهود عنه وعدم تجاسرهم على تسويته، لدليل قوي على تمسكهم بالمتون الأصلية واستحفاظهم عليها، مهما يكن من أمرها. وتظهر قوة هذا الدليل بأكثر وضوح من المثال الآتي نقلاً عن القرآن. ورد في سورة آل عمران 3 :55 قوله "إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَي"َّ وورد في سورة النساء 4 :157 قوله "وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكتَابِ إِلَّا ليُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِه"ِ قد ارتاب بعضهم في كون الضمير الأخير عائد إلى المسيح، ولكن لا يمكن أن يرتاب في تصريح القرآن بموت المسيح الوارد في سورة مريم 19 :33 "وَالسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ ويَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّا" فهذا كله يظهر أنه منقوض بما ورد في سورة النساء 4 :157 "وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُم"ْ لأنه في المواضع الأولى يثبت موته وفي الموضع الأخير ينفيه. فوجود التناقض الظاهري في متن القرآن دليل معتبر على أن المسلمين لم يمسوه بسوء وإلا لكانوا
من باب أولى أزالوا شبه التناقض هذا وخصوصاً في آية "وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكتَابِ إِلَّا ليُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِه"ِ إذ قُرئت قبل موتهم وهذه القراءة يزول معها الالتباس، فما كان أيسر عليهم أن يثبتوا القراءة الثانية محل الأولى لكنهم لم يفعلوا حرصاً على الأصل. هكذا يدل وجود شبه التناقض الواقع في أسفار التوراة على أمانة أهلها.
قد كتب بعض المؤلفين المسلمين جدولاً طويلاً من المناقضات الواردة في الكتاب المقدس وزعموا أنها مناقضات حقيقية، وهي تناقضات ظاهرية فقط كمثل التي نقلناها هنا عن القرآن، وقد وفق بين كثير منها العلماء المحققون والتي لم يهتدوا إلى التوفيق بينها فصعوبتها قائمة على عدم معرفتهم كل ظروفها. ووجود هذه الاختلافات في أسفار التوراة دليل على عظمة اعتناء اليهود بالمحافظة على الأصل لأنهم لم يتخذوا وسيلة لإزالة هذا الخلاف ويكفوا نفوسهم مؤونة احتجاجات المعارضين الذين لا يفتأون ينقبون في الكتاب، لا توصل المعرفة الله، بل ليظفروا باحتجاج جديد، ويُظهروا براعتهم للناس ومن جدَّ وجد في الخير كان أو في الشر وإن أغمض الرجل عينيه لا يُعدم نصيبا من التدهور في الهوة والشمس طالعة .

يوجد لدينا جملة جداول محصاة فيها أسفار العهد القديم يرجع تاريخها إلى ما قبل محمد
الصفحة
  • عدد الزيارات: 18611

راديو نور المغرب

تابعوا وشاركوا في برنامج مسيحي حواري مباشرة على الهواء من راديو نور المغرب، تواصلوا معنا عبر الواتساب أو اتصلوا بالرقم: +212626935457

شهادات صوتية

تعالوا معنا لنستمع إلى شهادات واختبارات لأشخاص آمنوا بالسيد المسيح من كافة أنحاء العالم العربي، وكيف تغيرت حياتهم عندما تقابلوا مع المسيح.

إستمع واقرأ الإنجيل

أستمع واقرأ الإنجيل مباشرة عبر موقعنا لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب ونياته.

شهادات بالفيديو

تعالوا معا نشاهد هنا قصص واقعية لأشخاص إنقلبت حياتهم رأسا على عقب وعبروا من الظلمة إلى النور بعدما تعرفوا على السيد المسيح مخلص العالم.