Skip to main content

إنجيل المسيحيين

سلامة الإنجيل من الناحية الدينية - بطلان الدعوى بحدوث تحريف في التوراة

الصفحة 5 من 5: بطلان الدعوى بحدوث تحريف في التوراة

5 - بطلان الدعوى بحدوث تحريف في التوراة:

أ - كانت التوراة موجودة في أيدي اليهود قبل مجيء المسيح بمئات السنين. فكانت هناك نسخ منها في الهيكل والمجامع والمدارس الدينية. وكان الكهنة واللاويون يقدسون هذه النسخ كل التقديس ويحافظون عليها بكل دقة وعناية (تثنية 31: 9 و2ملوك 22: 8). كما كانت هناك أيضاً نسخ منها في أيدي القضاة والملوك وأتقياء اليهود والكتبة والفريسيين والناموسيين (تثنية 17: 18). وكان هؤلاء جميعاً يواظبون على قراءتها كل يوم، كما كانوا يعرفون عدد آياتها وكلماتها وحروفها، بل وأيضاً عدد المرات التي تستعمل فيها كل كلمة وكل حرف أيضاً.

ب - فضلاً عن ذلك فإنه لخوفهم الشديد من التعرض لقضاء الله المريع إذا حدث خطأ ما في كتابة التوراة، كانوا لا يعهَدون بنَسْخها إلا لفئة خاصة من رجال الدين الملمِّين بها، وكان هؤلاء يصلّون كثيراً قبل قيامهم بعملهم هذا حتى لا يخطئوا. وإذا وصلوا إلى كتابة اسم الجلالة كانوا يستبدلون القلم الذي يكتبون به بقلمٍ آخر، ثم في خشوع وورع عظيمين يكتبون هذا الاسم الكريم. وعندما يفرغون من كتابة التوراة، كانوا يسلّمونها إلى غيرهم للمراجعة. وكان هؤلاء يراجعونها كلمة كلمة. ولكي لا يكون لديهم شك في دقة المراجعة كانوا يُحْصون عدد كلمات التوراة المكتوبة وعدد حروفها وعدد كل نوع من الحروف أيضاً، ويطابقون كل ذلك على النسخة الأصلية. فإذا وجدوا أخطاء قليلة، كتبوا صوابها. أما إذا وجدوا أخطاء كثيرة، أحرقوا النسخة التي يراجعونها في الحال.

ج - فإذا أضفنا إلى ما تقدَّم أن المسيح وتلاميذه كانوا يقتبسون في أقوالهم الكثير مما ورد في التوراة من نبوات وشرائع، حتى بلغ ما اقتبسوه من هذه وتلك حوالي 200 آية (كما يظهر بكل بيان على صفحات العهد الجديد) اتضح لنا بدليل قاطع أنه لا يمكن أن يكون قد أصاب التوراة تحريف ما.

ونظراً لأن قدامى العلماء كانوا يثقون كل الثقة أن التوراة هي أقوال الله، وأنها لم تتعرض لأي تحريف، كانوا يواظبون على تلاوتها. فمن المأثور عن أبي جلد أنه كان يقرأ القرآن في سبعة أيام والتوراة في ستة، يقرأها نظراً، وكان يومها يقول: تنزل عند ختمها الرحمة (ضحى الإسلام ج1 ص33).

أما ما يظنه بعض المسلمين تحريفاً في آية من آيات التوراة أو الإنجيل، فيرجع في الواقع إلى تفسير علماء المسيحيين لها تفسيراً يختلف عما يراه هؤلاء المسلمون. وقد أشار الإمام الرازي إلى هذه الحقيقة في تفسيره فقال: كيف يمكن التحريف في الكتاب الذي بلغت آحاد حروفه وكلماته مبلغ التواتر المشهور في الشرق والغرب. ولكنهم يحرفونه أي يؤوّلونه على غير تأويله (الرازي في تفسير البقرة 2: 75).

وبما أنه لم يحدث تحريف في التوراة أو الإنجيل حتى قرن 14م (الذي ظهر فيه مفسِّرو القرآن القدامى) فمن البديهي أن لا يكون قد حدث تحريف فيهما بعد ذلك، لأنهما كانا قد انتشرا في بلاد أكثر من التي كانا منتشرين فيها، كما كانا قد تُرجما إلى لغاتٍ أكثر من التي كانا مترجمين إليها. فضلاً عن ذلك فقد أقبل على دراستهما وحفظهما وتفسيرهما أشخاص أكثر جداً من الذين كانوا يفعلون ذلك من قبل، في كل البلاد.

ويسجل لنا ابن كثير في تفسيره للمائدة 5: 43-48 وجود نسخة سليمة من التوراة كانت بين يدي نبي الإسلام، عندما جاء بعض اليهود يسألونه عن عقوبة الزنا، فأخذ الوسادة التي كان يجلس عليها ووضع التوراة فوقها (وكانت باللغة العبرية) ثم أمسك بالتوراة وقال: آمنت بك وبمن أنزلك . وقد جاء الحديث نفسه في سنن أبي داود (مشكاة المصابيح، تحقيق الألباني رقم 4449).

الصفحة
  • عدد الزيارات: 9625

راديو نور المغرب

تابعوا وشاركوا في برنامج مسيحي حواري مباشرة على الهواء من راديو نور المغرب، تواصلوا معنا عبر الواتساب أو اتصلوا بالرقم: +212626935457

شهادات صوتية

تعالوا معنا لنستمع إلى شهادات واختبارات لأشخاص آمنوا بالسيد المسيح من كافة أنحاء العالم العربي، وكيف تغيرت حياتهم عندما تقابلوا مع المسيح.

إستمع واقرأ الإنجيل

أستمع واقرأ الإنجيل مباشرة عبر موقعنا لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب ونياته.

شهادات بالفيديو

تعالوا معا نشاهد هنا قصص واقعية لأشخاص إنقلبت حياتهم رأسا على عقب وعبروا من الظلمة إلى النور بعدما تعرفوا على السيد المسيح مخلص العالم.