Skip to main content

كيف تخلص أيها الإنسان

طريق المسيح لخلاص كل الناس - المسيح لم يتسمَّ بابن الله فقط، بل تسمى بكلمة الله أيضاً

الصفحة 6 من 9: المسيح لم يتسمَّ بابن الله فقط، بل تسمى بكلمة الله أيضاً

على أن المسيح لم يتسمَّ بابن الله فقط، بل تسمى بكلمة الله أيضاً كما في يوحنا 1 :1 و14 ورؤ 19 :13 - قارن لقب كلمة الحياة (1يوحنا 1 :1) والاسمان كلاهما يؤديان ذات المعنى، إلا أن الاسم الأول استعمل أكثر لسببين (1) لإفادة البسطاء، وهم الأكثر الذين لا يقدرون أن يفهموا الاسم الثاني كلمة الحياة. (2) لتنبيه إفهامنا إلى شخصية أو أقنوم ذلك الكائن المسمى بابن الله، وإلى المحبة العظيمة بين أقانيم اللاهوت (قارن يو 15 :9 و10 مع 17 :23 و26).
ومع ذلك كله فإنه لا الاسم الأول ولا الثاني كافٍ لإيقافنا على
كنه مُسمَّاها باللغة كلها عاجزة عن التعبير عن ذات ذلك الكائن العجيب. إلا أننا لسنا مخطئين إذا استعملنا للدلالة عليه هذين الاسمين اللذين دوَّنهما الكتبة الأطهار بإلهام روح الله القدوس، لأن العلاقة بين أقنوم وآخر من اللاهوت فوق عقولنا، كما أن البحر العظيم لا يمكن أن ينحصر في إناء، ولكن قليل من مائه يطلعنا على طبيعته. ومثل ذلك تسمية المسيح بابن الله وكلمة الله نستدل منها على طبيعته الإلهية ووحدانيته مع الآب (يو 10 :30).
> وعليه فبالإيمان فقط بما قاله المسيح في هذا الصدد نقدر أن نفهم تعليم الكفارة وطريق الخلاص بالمسيح الذي قال "لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلَّا بِي" (يو 14 :6 بالمقارنة مع أع 4 :12).
ثم أن العهدين القديم والجديد لا يتفقان كلاهما على وصف المسيح بالأوصاف الإلهية فقط،، بل يتجاوزان ذلك الحد حتى أنهما يدلان على لاهوته بالقول الجلي الصريح فيسميانه الله ومن أمثلة ذلك ما ورد في (مز 45 :6 و7 وأش 9 :6 ويو 20 :28 و29 ورو 9 :5 وعب 1 :8 و1يو 5 :20).
من يقارن في هذه الآيات وأمثالها باهتمام مشفوع بالصلاة يدرك أن تلك الألقاب الرفيعة العظيمة نسبت إلى المسيح لا عن

سبيل المبالغة ولا المجاملة، بل لإظهار حقيقة جوهرية ينبغي لبني البشر معرفتها، ولا يُخفى على المسلم المطلع أن القرآن أيضاً قد يتفق مع التوراة والإنجيل في تسمية المسيح كلمة الله. سنستفيض في شرح الثالوث الأقدس في الفصل التالي.
وهنا نرجو القارئ الكريم أن يطرح التعصب الذي يُعمي عن معرفة الحق فلماذا لا يصدق المسلم شهادة التوراة والإنجيل والقرآن وكلها تتفق على نقط هامة، ومن بينها موضوعنا أن المسيح كلمة الله وأن الله واحد؟
إن كلمة الله اسم لمسمى أو علم لأقنوم إلهي كان من البدء أي من الأزل عند الله، وبه خُلق كل شيء (يو 1 :1-3) وقد صار إنساناً وظهر بين الناس كواحد منهم (يو 1 :14 وفي 2 :5-11) وكان يأكل ويشرب وينام ويستيقظ، وشاطر الناس في أحزانهم وأفراحهم واختبر تجاربهم، لكنه لم يخطئ بل لم يعرف خطية (عب 4 :15 قارن 7 :26 و1بط 2 :21-25). فهو إنسان تام ذو جسد ونفس وروح، وذلك بإجماع البشائر الأربع، وبشهادته هو عن نفسه مراراً كثيرة أنه ابن الإنسان. وهذا اللقب عدا دلالته على ناسوته يذكّرنا بالنبوات عنه في (تك 3 :15 ودا 7 :13) وفوق ذلك يذكّرنا أنه مخلّص البشر، والوسيط الوحيد بين الله والناس، والإنسان الكامل المعصوم من الخطية.
كإنسان صلى إلى الله أبيه وصام إلى غير ذلك، مما لا يدع مجالاً للريب في ناسوته، لكنه كما هو إنسان تام هو إله تام أيضاً، وأكد لاهوته إذ دعا الله أباه مخبراً بانقياده له كابن ينقاد لأبيه وأنه مرسل منه كابن مرسل من أبيه قال "لِأَنِّي قَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ، لَيْسَ لِأَعْمَلَ مَشِيئَتِي، بَلْ مَشِيئَةَ الذِي أَرْسَلَنِي" (يو 6 :38) وقال "الْآبَ الذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّم"ُ (يو 12 :49) وقال "أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي" (يو 14 :28) ومع ذلك دفع ما عساه يخطر على بال أحد من أن لله شركاء بأقوال قاطعة جازمة تفيد وحدانية الله (مر 12 :29 ويو 17 :3) ووحدانيته هو مع الله (يو 10 :30 و17 :21).
هذا المدعو كلمة الله وابن الله وابن الإنسان والرب يسوع المسيح قيل عنه في التوراة "لَكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَاباً مَضْرُوباً مِنَ اللّهِ وَمَذْلُولاً. وَهُوَ مَجْرُوحٌ لِأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لِأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلَامِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا" (أش 53 :4 و5) وإن كان بالطبيعة كلمة الله غير أنه لم يبال بسمو طبيعته الإلهية، فتخلّى عن مجده الأسنى الذي كان له عند أبيه قبل كون العالم (يو 17 :5) "آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى المَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. لِذ لِكَ رَفَّعَهُ اللّهُ أَيْضاً، وَأَعْطَاهُ ا سْماً فَوْقَ كُلِّ ا سْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ المَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللّهِ الآب"ِ (في 2 :7-11).

كيف يمكن أن تتحد الطبيعة الإلهية بالطبيعة البشرية؟
الصفحة
  • عدد الزيارات: 21692

راديو نور المغرب

تابعوا وشاركوا في برنامج مسيحي حواري مباشرة على الهواء من راديو نور المغرب، تواصلوا معنا عبر الواتساب أو اتصلوا بالرقم: +212626935457

شهادات صوتية

تعالوا معنا لنستمع إلى شهادات واختبارات لأشخاص آمنوا بالسيد المسيح من كافة أنحاء العالم العربي، وكيف تغيرت حياتهم عندما تقابلوا مع المسيح.

إستمع واقرأ الإنجيل

أستمع واقرأ الإنجيل مباشرة عبر موقعنا لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب ونياته.

شهادات بالفيديو

تعالوا معا نشاهد هنا قصص واقعية لأشخاص إنقلبت حياتهم رأسا على عقب وعبروا من الظلمة إلى النور بعدما تعرفوا على السيد المسيح مخلص العالم.