Skip to main content

نصرة الحق

القسم الأول - الفداء مشورة إلهية

الصفحة 9 من 9: الفداء مشورة إلهية

 

الفداء مشورة إلهية:

يثبت الكتاب المقدس أن عمل الخلاص بالفداء، جرى بمقتضى قصد سابق أو مشورة في ذهن الخالق, وهو يدعوه نظراً إلى إعلانه التام في وقت مجيء المسيح تَدْبِيرِ مِلْءِ الْأَزْمِنَةِ ـ وتدبير الله ـ لِيَجْمَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ ـ أفسس 1: 10 ـ والسر المكتوم في الله خالق الجميع بيسوع المسيح الذي غاية الإنجيل العظيمة إعلانه, والذي قصد به إعلان حكمة الله المتنوعة بواسطة الكنيسة للرؤساء والسلاطين ـ أفسس 3: 9-11 .

ومقتضيات الخلاص الإلهي بالفداء ثلاثة:

1 - اختيار أو تعيين الغاية التي قصد إتمامها,

2 - إعداد الوسائط الموافقة لذلك الإتمام

3 - استعمال الوسائط الموافقة أو إجراؤها فعلاً لنوال الغاية المقصودة ولا ريب في أن هذه المقتضيات تمت عند إنفاذ الله لعمل الفداء بموجب مشورته السابقة ومما يؤيد ثقتنا في قضاء الله الأزلي في الخلاص وإجرائه فعلاً بحكم النظام, ما نراه في دائرة المخلوقات الطبيعية من احكام النظام لأن كل من له إلمام بالعلوم الطبيعية، يرى علامات الترتيب والإتقان في كل دائرة الطبيعة, فإن أجرام السماوات مثلاً, تظهر لعين الجاهل خليط نجوم لا نظام لها لكنها تظهر لعين الفلكي ذات منهاج سام وترتيب عجيب أي أن لكل الكواكب المنيرة الشاسعة أماكن معينة ومحاور ثابتة على أحسن إتقان, لا بعارض أحدها الآخر، بل يُساق بموجب الأنظمة، التي وضعت بحكمة الباري فالخالق له المجد، رب نظام وقضاء سابق في كل اعمال خليقته, فإذا كان الله يأتي ذلك في أعماله في الطبيعة فبالأولى جداً أن يأتيه في ما هو أسمى منها، أي في العلم الروحي الخاص بنصيب البشر بحيث لا يترك فيه شيئاً للاتفاق لذلك أوضح الكتاب المقدس نظام الله في أعمال النعمة، ولم يقتصر على القول بأنه عز وجل يرى الغاية من البداءة, بل زاد على ذلك بعمل كل شيء حسب رأي مشيئته كما هو مكتوب في أفسس 1: 11,

ولا يُخفى أنه إذا كان فداء الإنسان هو بحسب قضاء سابق يحيط بتدبير معين ورسم خاص، وجب أن يهمنا إدراك ذلك إدراكاً صحيحاً بواسطة مطالعة الكتاب المقدس والوقوف على كل تعاليمه في هذا الشأن، والبحث في اختيار البشر في الأمور الروحية، والتوصل إلى شهادة ذلك الاختبار بحقيقة عمل الفداء, كما هو جار في خلاص المؤمنين في كل الأزمنة,

وما من شك في أن الحاجة إلى الخلاص حاجة عامة لدى جميع الناس قال العالم كويني سمسون لا شيء اسهل من إثبات تهمة الخطية على الجنس البشري, وقال الرسول بولس: الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللّهِ ـ رومية 3: 23 . وقبله قال داود النبي الكل قد زاغو معاً فسدوا ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد ـ مزمور 14: 3 ـ وقال إشعياء النبي: كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ ـ إشعياء 53: 6 .

فإن كان للخلاص هذا الأثر وهذه الخطورة في حياة الإنسان وأبديته، فمن اللازم أن نسأل عن طبيعته ومعناه ومدلولة المحدد والضبط وفي كلمة، من الواجب أن نسأل ما هو الخلاص؟ مما ينبغي أن نخلص؟ ومن الواضح تماماً، أن المسيحية هي دين الخلاص، أولاً وأخيراً ومؤسسها وبانيها، لقبه الأول والأشهر يسوع المسيح مخلص العالم وأن الخلاص كما هو واضح من رسالة الإنجيل، هو خلاص الإنسان من الخطية فقد قال ملاك الله عن مريم العذراء فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ، لِأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ ـ متى 1: 21 . ووصف يوحنا المعمدان يسوع بالقول: هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم , ويسوع قال عن نفسه: لِأَنَّ ابْنَ الْإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ ـ لوقا 19: 10 . وجاء في الكلمة الرسولية بفم بولس صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ وَمُسْتَحِقَّةٌ كُلَّ قُبُولٍ: أَنَّ الْمَسِيحَ يَسُوعَ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ لِيُخَلِّصَ الْخُطَاةَ الَّذِينَ أَّوَلُهُمْ أَنَا ـ 1 تيموثاوس 1: 15 .

ويعلم الكتاب المقدس أن خلاص الإنسان يقوم أساساً على الفداء,إذن الخلاص ليس مجرد فلسفة، بل هو حقيقة لا محيض عنها لرفع الخطية وكل نظرية لا تقوم على تصحيح هذا الوضع, تعتبر تظرية باطلة وغير سليمة,

الصفحة
  • عدد الزيارات: 17932

الإنجيل المقدس مجانا

إحصل على نسختك المجانية من الإنجيل المقدس يصل إلى عنوانك البريدي أو بواسطة صديق.

شاهد فيلم المسيح

شاهد فيلم المسيح بلهجتك الخاصة متوفر بعدة لهجات من مختلف الدول العربية مثل اللهجة الجزائرية والتونسية والمصرية وغيرها.

إتصل بنا عبر سكايب

إلى زوارنا في البلاد العربية بامكانكم الإتصال بأحد مرشدينا مباشرة من الساعة التاسعة صباحا حتى الثالثة مساء بتوقيت مصر.

شاهد قصص الأنبياء

سلسلة قصص درامية باللغة العربية عن أنبياء الله في العهد القديم تبدأ من قصة آدم وحواء حتى قصة الملك داود.