Skip to main content

المسيحية في الإسلام

المسيح روح الله - أيّ تناقض بين بنوّة المسيح لله وبين إرساليته إلى العالم؟

الصفحة 3 من 4: أيّ تناقض بين بنوّة المسيح لله وبين إرساليته إلى العالم؟

 

أيّ تناقض بين بنوّة المسيح لله وبين إرساليته إلى العالم؟ ولماذا تُعتبر رسالته ناقضة لحقيقة لاهوته؟ أفلا يرسل الأب ابنه مندوباً عنه لإتمام مأمورية عظمى لا يستأمن عليها خدمه ووكلاءه؟ أَوَليس هذا بعينه ما تم في المسيح، وهو أن الآب أرسله إلى العالم، وهو ابنه الوحيد، ليتمم بشخصه الفداء الذي لم يكن ممكناً لملاك، ولا لرئيس ملائكة، أن يتممه بما يوفي حقوق العدل والرحمة معاً، ويبرر الإنسان، مع الاحتفاظ ببر الله وعدله؟ وهذا بعينه ما أعلنه لنا المسيح في مثل الكرام الذي قال فيه: إِنْسَانٌ رَبُّ بَيْتٍ غَرَسَ كَرْماً، وَأَحَاطَهُ بِسِيَاجٍ، وَحَفَرَ فِيهِ مَعْصَرَةً، وَبَنَى بُرْجاً، وَسَلّمهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ. وَلَمَّا قَرُبَ وَقْتُ الْأَثْمَارِ أَرْسَلَ عَبِيدَهُ إِلَى الْكَرَّامِينَ لِيَأْخُذَ أَثْمَارَهُ. فَأَخَذَ الْكَرَّامُونَ عَبِيدَهُ وَجَلَدُوا بَعْضاً وَقَتَلُوا بَعْضاً وَرَجَمُوا بَعْضاً. ثُمَّ أَرْسَلَ أَيْضاً عَبِيداً آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنَ الْأَوَّلِينَ، فَفَعَلُوا بِهِمْ كَذلِكَ. فَأَخِيراً أَرْسَلَ إِلَيْهِمُ ابْنَهُ قَائِلاً: يَهَابُونَ ابْنِي! (متى 21: 33-37)

ولنلاحظ بنوع خاص أن المسيح ختم هذا المثل بقوله: أخيراً أرسل إليهم ابنه .

كان الله يريد أن يعلن ذاته للبشر ليعرفوه كما هو، وليعرفوا إرادته المقدسة للعيشة في القداسة والسلام. وقد أرسل الأنبياء الواحد تلو الآخر، ولكن إرساليتهم لم تكن كافية لإتمام ذلك الإعلان. وأخيراً أرسل الله ابنه إلى العالم، وفيه قد حدّثنا بكل شيء، وأعلن لنا الأسرار الخفية عن الله، التي لم يكن العلم ليدركها لو لم يرسل الابن نفسه إليه ويعلنها له، وهذا ما أشار إليه الرسول قائلاً: اللّهُ، بَعْدَ مَا كَلّم الْآبَاءَ بِالْأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ، كَلّمنَا فِي هذِهِ الْأَيَّامِ الْأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ - الّذي جَعَلَهُ وَارِثاً لكل شيء، الّذي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ الْعَالَمِينَ. الّذي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كل الأشياء بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيراً لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الْأَعَالِي، صَائِراً أَعْظَمَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ بِمِقْدَارِ مَا وَرِثَ اسْماً أَفْضَلَ مِنْهُمْ (عبرانيين 1: 1-4) وهو بعينه ما قصده يوحنا الإنجيلي بقوله: وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الْآبِ، مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً.,, اللّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلِابْنُ الْوَحِيدُ الّذي هُوَ فِي حِضْنِ الْآبِ هُوَ خَبَّرَ (يوحنا 1: 14-18) .

إذاً فإعلان الإسلام لوظيفة المسيح كرسول لا ينفي قط ألوهية المسيح, وقد أعلنت المسيحية في مواضع كثيرة غير التي ذكرنا أن المسيح رسول وإله معاً، ولم تر في الجمع بينهما تعارضاً ولا شيئاً من التناقض، والإسلام بما أورده في النص السابق إنما كان مصادقاً للمسيحية في هذا، إذ أثبت للمسيح وظيفته كرسول كما أثبت لاهوته، إذ دعاه كلمة الله وروحاً منه.

(ج) النهي عن القول بثلاثة آلهة: الإسلام بقوله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيراً لكم لم يمس المسيحية في أي وجه من وجوه عقائدها كما ظن بعض ذوي النظر المتسرع القصير، فليس في هذا التعليم ما يطعن في العقيدة المسيحية أو ينفي تعليمها بلاهوت المسيح، فالحقيقة التي تبدو جلية أن ليس هناك طعن أو إنكار, فنحن نؤمن بإله واحد ضابط الكل خالق السموات والأرض، ونشجب كل من يقول بثلاثة آلهة. وأنّ الذي تنفيه هذه الآية إنما هو القول بثلاثة آلهة، أو بالحري الإشراك، وهذا تتبرأ منه المسيحية كل البراءة. والإسلام في تعليمه عن وحدانية الله يقف بجانب المسيحية جنباً إلى جنب، ويؤيدها فيما تذهب إليه من العقيدة في الله كما سبق بيان ذلك في الكلام عن التثليث. فإنكار التعدد، وإثبات الوحدانية لله تعالى هو نفس ما تعلم به المسيحية.

(د) التعليم بوحدانية الله: قوله إنما الله إله واحد : هو العقيدة المسيحية في الله، كما نرى في قول الرسول يوحنا: الّذينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلَاثَةٌ: الْآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ هُمْ وَاحِدٌ (1 يوحنا 5: 7) وهو القول الذي يعلن التثليث كتعليم لا يناقض التوحيد، ولا يتنافى معه، وهذه بسملتنا التي يستعملها المسيحيون من قديم الزمان: باسم (وليس بأسماء) الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد دليل على أن المسيحيين لم يقدهم إيمانهم بلاهوت المسيح إلى الشرك بالله، ولا للإعتقاد بثلاثة آلهة، وهو الإعتقاد الذي يحاربه الإسلام في هذا النص وفي غيره مما يشبهه.

(ه ) التعليم بأن الله ليس له ولد: قوله ليس له ولد هو أيضاً معتقد المسيحية، التي تعلمنا أن الله منزّه عن أن يكون له صاحبة ولد على شكل البشر. وحاشا لنا نحن المسيحيين أن نكون وثنيين فننسب لله ذلك. فإذا قلنا إن المسيح ابن الله لا نقصد توالداً جنسياً من جانب الله تعالى، ولا بنوّة تناسلية من جانب المسيح له. إنما نقصد بنوّة روحية، صدر فيها الكلمة عن الله صدوراً عقلياً محضاً. فإذا قلنا إن المسيح ابن الله فإنما نريد بنوّة أقنومية باعتبار أن الله يعقل ذاته، وأنّه عقل وعاقل ومعقول في كائن واحد.

الخلاصة
الصفحة
  • عدد الزيارات: 16841

الإنجيل المقدس مجانا

إحصل على نسختك المجانية من الإنجيل المقدس يصل إلى عنوانك البريدي أو بواسطة صديق.

شاهد فيلم المسيح

شاهد فيلم المسيح بلهجتك الخاصة متوفر بعدة لهجات من مختلف الدول العربية مثل اللهجة الجزائرية والتونسية والمصرية وغيرها.

إتصل بنا عبر سكايب

إلى زوارنا في البلاد العربية بامكانكم الإتصال بأحد مرشدينا مباشرة من الساعة التاسعة صباحا حتى الثالثة مساء بتوقيت مصر.

شاهد قصص الأنبياء

سلسلة قصص درامية باللغة العربية عن أنبياء الله في العهد القديم تبدأ من قصة آدم وحواء حتى قصة الملك داود.