Skip to main content

المسيحية في الإسلام

المسيح روح الله - المسيح هو كلمة الله وروح منه، فهو إذاً أزلي

الصفحة 2 من 4: المسيح هو كلمة الله وروح منه، فهو إذاً أزلي

 

فما دام المسيح هو كلمة الله وروح منه، فهو إذاً أزلي، كائن قبل حلوله في مريم. فإذا ثبت هذا فلن يكون المسيح غير الله تعالى. ومما يؤيد هذا أنه ما من بشري آخر قد لقَّبه القرآن بهذا اللقب غير المسيح، فجميع الأنبياء بلا استثناء ليس بينهم من أَوْلاه القرآنُ شرفَ هذا اللقب العظيم، ودعاه روحاً من الله.

ولقد ذهب البعض خطأً إلى أن ما قيل عن المسيح في هذا الصدد قيل أيضاً عن آدم، المسلّم بأنه لم يكن إلا بشراً سوياً، فهللوا وكبّروا زاعمين أننا أخطأنا الاستدلال على ألوهية المسيح من هذا النص. على أننا عندما نتأمل ما قيل عن آدم نجده يختلف اختلافاً بيِّناً عما قيل عن المسيح. فما ذكره القرآن عن آدم هو أن الله خلقه وسوَّاه ثم خاطب الملائكة في شأنه قائلاً: ونفخت فيه من روحي وشتان ما بين القولين: إنّ المسيح روح منه تعالى، وإنّه نفخ في آدم من روحه .

وإذا قارنا ما قيل عن آدم في أمر خلقه، حسب نص القرآن، وبين ما قيل عن إلقاء الكلمة إلى مريم، لرأينا أن التعبير الذي استُعمل عن آدم كالتعبير الذي استُعمل عن مريم، كما جاء في سورة الأنبياء 21: 91 وَالّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا ، وضمير الغائب في فرجها يعود على مريم التي قبلت النفخ، كما أن ضمير الغائب في فيه (ونفخت فيه من روحي) يرجع إلى آدم الذي قَبِلَ ذات النفخ، أو ما يشبهه تمام الشبه. فلو كان المسيحيون الّهوا العذراء مريم، لأن الله نفخ فيها من روحه لصحّ احتجاج القائلين: إن ما يطلقه القرآن على المسيح من أنه روح من الله يصح إطلاقه على آدم أيضاً, أما وأن التعبير الذي استُعمل عن المسيح هو غير التعبير الذي استُعمل عن آدم، فليس هناك محل للتشابه!

والخلاصة إذاً أن هذا اللقب الذي أعطاه الإسلام للمسيح قد ميّزه به عن سائر البشر، بما فيهم الأنبياء والرسل، فهو شهادة ناطقة بلاهوته الممجَّد، الواجب له تقديس وعبادة، دون التفرقة بينه وبين الله الآب والروح القدس في العدد، لأن كل شيء في الله واحد.

ولو تأملنا جيداً ما جاء في سورة النساء 4: 171 لما وجدنا فيها ما يناقض هذه النتيجة المنطقية اللازمة. بل نجدها تؤيدها كل التأييد.

وفي هذه الآية خمس نقاط:

أ - النهي عن الغلو في الدين.

ب - إن المسيح رسول الله.

ج - النهي عن القول بثلاثة آلهة.

د - التعليم بوحدانية الله تعالى.

ه - التعليم بأن الله ليس له ولد.

علاوة على نقطة سادسة هي أن المسيح كلمة الله وروح منه، وقد سبق أن عالجنا هذه النقطة. ونحن نعلن هنا أننا نوافق القرآن في كل ما ذكره في هذه الآية نقطة نقطة.

(أ) نحن نعتقد أن الغلو في الدين خطأ جسيم. والغلو هو تجاوز الحد ونحن نبطل كل ما يتجاوز حده، لأن الإيمان عماد الدين وكل ما يأمر به الدين، أو ينهى عنه، ولا يكون موافقاً للعقل، هو عندنا من باب الغلو المرفوض منا، لا نؤمن به، ولا ندعو إليه، لأن الإيمان والعقل صنوان وأخوان لا يتنافيان، إذ الله مصدرهما كليهما، ومبدأ كل منهما، ونحن نعتقد بعدم وجود منافاة بين أعمال الله ولا أقواله.

حقاً أن العقل لا يحيط علماً بكل ما جاء به الوحي الإلهي، ولكننا لا نجد في الإيمان به شيئاً يضاد العقل أو يجافيه.

(ب) نحن نعترف أن المسيح رسول الله، ونرى أنه ليس في هذا الإقرار والإعلان ما يضير العقيدة المسيحية، أو ما ينفي ألوهية المسيح. فإن المسيحية تعتقد أن المسيح هو ابن الله، ورسول الآب من السماء معلنة أنه لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللّهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُوداً تَحْتَ النَّامُوسِ (غلاطية 4: 4)

والمسيحيّة لم تر منذ نشأتها، في اعتبار المسيح رسولاً، ما ينفي لاهوته الممجد. والإنجيل مفعم بأقوال المسيح التي اعتبر فيها نفسه رسولاً لأبيه إلى العالم (يو 3: 17 ، 4: 34 ، 5: 23 ، 36 ، 6: 44 ، 9: 4 ، 10: 36 ، 11: 42) .

بل إن الإنجيل كله يدور حول هذا المحور، وهو إرسالية المسيح إلى العالم ليمنحه حياة، ويبدد ما يحيط به من ظلمات الجهل، ويحرره من سلطان عبودية الخطية القاسية.

أيّ تناقض بين بنوّة المسيح لله وبين إرساليته إلى العالم؟
الصفحة
  • عدد الزيارات: 16857

الإنجيل المقدس مجانا

إحصل على نسختك المجانية من الإنجيل المقدس يصل إلى عنوانك البريدي أو بواسطة صديق.

شاهد فيلم المسيح

شاهد فيلم المسيح بلهجتك الخاصة متوفر بعدة لهجات من مختلف الدول العربية مثل اللهجة الجزائرية والتونسية والمصرية وغيرها.

إتصل بنا عبر سكايب

إلى زوارنا في البلاد العربية بامكانكم الإتصال بأحد مرشدينا مباشرة من الساعة التاسعة صباحا حتى الثالثة مساء بتوقيت مصر.

شاهد قصص الأنبياء

سلسلة قصص درامية باللغة العربية عن أنبياء الله في العهد القديم تبدأ من قصة آدم وحواء حتى قصة الملك داود.