نسبة الحقوق الإلهية للمسيح - المسيح مصدر الحياة
3 - المسيح مصدر الحياة
مرّ بنا عند الكلام عن ألقاب المسيح في القرآن أن الرازي فسر لقب روح منه بأنه كان سبباً لحياة الخلق في أديانهم، وأن البيضاوي قال: سُمّي روحاً لأنه كان يحيي الأموات والقلوب. إذاً فالمسيح بحسب إقرار هذين الإمامين لم يكن سلطانه للإحياء مقصوراً على إقامة الموتى بالجسد، ولكنه أيضاً كان كما هو كائن وسيكون إلى الأبد ذا سلطان لإحياء القلوب، ومنح النفوس سر الحياة الداخلية.
وهذا بعينه ما أعلنه عن نفسه بقوله: أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا (يوحنا 11: 25) وقوله: وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ (يوحنا 10: 10). وهذا أيضاً ما أعلنه الرسول بولس بقوله: صَارَ آدَمُ الْإِنْسَانُ الْأَوَّلُ نَفْساً حَيَّةً، وَآدَمُ الْأَخِيرُ رُوحاً مُحْيِياً (1 كورنثوس 15: 45) فالإسلام يصدّق على ما جاء به الإنجيل عن المسيح كواهب الحياة ومصدرها. ومن الأمور البديهية أن سلطان إحياء القلوب حق من حقوق الله تعالى، وأن الضمير النقي لا يسمح بأن يُنسب لبشرى هذا السلطان. ولذلك فإن شهادة الإسلام للمسيح بأنه الحياة تأييد منه للعقيدة المسيحية عن لاهوت المسيح.
- عدد الزيارات: 9467