Skip to main content

المسيحية في الإسلام

تصريحات الإسلام عن الكفارة - الكفّارة

الصفحة 5 من 6: الكفّارة

 

5 - الكفّارة

تعلم المسيحية أن المسيح قد مات وقُبر، ثم قام من بين الأموات، وصعد إلى السموات. وفيما يلي ما جاء في الإسلام مؤيداً لهذه العقيدة المسيحية:

إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الّذينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الّذينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الّذينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (سورة آل عمران 3: 55)

وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ (سورة المائدة 5: 117)

وَإِنَّ الّذينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ الّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً بَل رَفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ (سورة النساء 4: 157 ، 158)

ففي هذه الآيات نرى الإسلام يصرّح بأن المسيح قد توفي ثم رُفع إلى السموات حياً. وهذا هو بعينه ما تعلّم به المسيحية في هذا الشأن. ولقد حاول بعض المفسرين أن يقلبوا الحقيقة إلى مجاز بتحويلهم معنى الموت هنا إلى النوم. ولكن هذا رأي مردود، لأن الفعل توفي ومشتقاته ورد خمساً وعشرين مرة في القرآن، كان في كل مرة منها يدل على الموت وقبض الروح، إلا في موضعين اثنين منها دلت القرينة فيهما على استعمال هذا الفعل للنوم مجازاً، وهما قوله: وَهُوَ الّذي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ (سورة الأنعام 6: 60) وقوله: اللّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا (سورة الزمر 39: 42) .ففي هاتين الآيتين نرى المجاز واضحاً في استعمال الفعل يتوفى للنوم، إذ في الأولى يعني المعنى بقوله: يتوفاكم بالليل ، ويعنيه في الثانية بقوله: لم تمُت في منامها. وأما ما ورد عن المسيح فليس فيه ما يشير مطلقاً إلى استعمال المجاز فيهما. وقد أيّد القرآن هذه الحقيقة في مواضع أخرى، فقال في سورة مريم 19: 33 على لسان المسيح: وَالسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ ويَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً .ففي هذه الآية نرى ثلاث درجات أقرّ القرآن بأن المسيح سيجوزها كلها، وهي الميلاد والموت والبعث منه. ولقد أقرّ القرآن بحدوث الدرجة الأولى والثالثة، فذكر ميلاد المسيح العجيب وأطنب فيه، كما ذكر أن الله رفعه إلى السماء. فلا مفر إذاً من الاعتراف بحدوث الدرجة الثانية التي تتوسط الدرجتين الأولى والثالثة لفظاً ومعنى. ولنلاحظ أن هذه الدرجات جاءت في سورة مريم 19: 15عند الكلام عن يحيى بن زكريا فقال: وَسَلاَمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً وثابت أن يوحنا المعمدان (أو يحيى) قد مات. وإذاً فاستعمال ذات التعبير، الذي تكلم عن ولادة يحيى وموته وقيامته، عند الكلام عن المسيح إقرار صريح بموته.

وجاء في سورة مريم 19: 31أيضاً قوله: وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً ففي هذه الآية نجد إقراراً آخر بموت المسيح، إذ لو كان المسيح قد ارتفع إلى السماء دون أن يموت، لوجبت عليه الزكاة تنفيذاً للوصية الإلهية. وكيف يزكي في السماء إن كان قد رُفع اليها قبل أن يجوز الموت؟ والمؤمنون هناك لا يحتاجون إلى الزكاة. فإما أن يكون المسيح قد رُفع إلى السماء قبل موته، وهو الآن حي فيها، ولا يستطيع الزكاة، فيمسي وقد خالف الوصية. وإما أنه حي على الأرض يزكي فينفذ وصية الله. وفي هذه الحالة لنا أن نسأل: أين يقيم الآن؟ ومن هم الذي يتناولون منه الزكاة؟

إنّ المسيحيّة والإسلام يتفقان في أنه رُفع إلى السماء، فلا مفر عن النظر في آية بحثنا من الحكم بموته حتى تنتفي عنه الزكاة، وحتى يستقيم معنى الآية.

ولقد صادق الكثير من أئمة المسلمين وأقطاب مفسريه وعلمائه على عقيدة موت المسيح، كما رُوي عن ابن عباس وعن محمد بن إسحق، وإنما اختلفوا في مدة موته. فقال وهب: تُوفي المسيح ثلاث ساعات ثم رُفع، وقال ابن إسحق: تُوفي سبع ساعات ثم أحياه الله ورفعه إليه. وقال الربيع بن أنس: إنّ الله تعالى توفاه حين رفعه إلى السماء.

أما النساء 4: 157، 158التي يبدو فيها معنى الإنكار لصلب المسيح وموته وهي: وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الّذينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ الّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً بَل رَفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ فإننا لا نرى فيها ما يراه الآخرون من إنكار لحقيقة موت المسيح وصلبه، فهي إنما تُكذِّب اليهود في قولهم: إنّا قتلنا المسيح لأنهم لم يقتلوه ولم يصلبوه، فما كانوا يملكون ذلك أو يقدرون عليه، فلم يكن لهم السلطان والحكم أيام المسيح، وإنما كان الفاعل هو الوالي الروماني إذ كانت السلطة منزوعة من أيدي اليهود وقتئذ، وكان الرومان هم أصحاب الشأن في البلاد اليهودية. فلما نفذ جنود الرومان الحكم، شُبِّه لليهود أنهم قتلوا المسيح، لأنهم كانوا المشتكين عليه وطالبي صلبه، فلما أُجيبوا إلى ما طلبوا شُبّه لهم أنهم هم الفاعلون. ويقرّب هذا إلى الأذهان ما نراه في محيطنا الآن، إذ يذهب أحد الوجهاء إلى وزير ما ويطلب عملاً لقريبه، فإذا أجابه الوزير إلى ما طلب ادّعى هذا الوجيه بين قومه وذويه أنه (عيّن فلاناً ووظّف فلاناً). وكلنا يعلم أن هذا الوجيه لم يعيّن أحداً لأنه لا يملك حق التعيين، والوجيه قد طلب التعيين فقط، فلما تم خُيّل إليه أو شُبّه له أنه هو الفاعل. فالوجيه في هذا المثل كاليهود أيام المسيح، والوزير كالوالي الروماني. والمسيح كقريب الوجيه. فاليهود ما قتلوا المسيح وما صلبوه ولكن شُبِّه لهم.

وهناك تأويل آخر: إنّ اليهود حين صُلب المسيح ومات ظنوا أنهم بموته قد محوا ذكره، وقضوا على تعاليمه وجعلوه محتقراً بين الأمم. ولكنهم كانوا في ظنهم مخطئين، لأن الصليب صار واسطة لإذاعة اسمه وتعظيم شأنه، وحجر الزاوية في بناء الدين المسيحي، فشُبّه لليهود أنهم قتلوه، وما قتلوه وما صلبوه بل رفعه الله إليه، وجعل الذين اتبعوه فوق الذين كفروا به.

الخلاصة
الصفحة
  • عدد الزيارات: 11073

الإنجيل المقدس مجانا

إحصل على نسختك المجانية من الإنجيل المقدس يصل إلى عنوانك البريدي أو بواسطة صديق.

شاهد فيلم المسيح

شاهد فيلم المسيح بلهجتك الخاصة متوفر بعدة لهجات من مختلف الدول العربية مثل اللهجة الجزائرية والتونسية والمصرية وغيرها.

إتصل بنا عبر سكايب

إلى زوارنا في البلاد العربية بامكانكم الإتصال بأحد مرشدينا مباشرة من الساعة التاسعة صباحا حتى الثالثة مساء بتوقيت مصر.

شاهد قصص الأنبياء

سلسلة قصص درامية باللغة العربية عن أنبياء الله في العهد القديم تبدأ من قصة آدم وحواء حتى قصة الملك داود.