"الله" في الكتاب المقدس - أثار ديدات الشكوك في صحة الكتاب المقدس بسبب اختلاف أرقام بين سفر وآخر
وأثار ديدات الشكوك في صحة الكتاب المقدس بسبب اختلاف أرقام بين سفر وآخر من أسفار التوراة. ولا شيء من ذلك في العهد الجديد. والواضح أنَّ كل ما أثاره ديدات لا يؤثر على عقيدة, وما يعتبره أخطاءً, لا قيمة له على مضمون الكتاب المقدس ككل.
ولا يُخفى أنَّ هذه قد تكون أخطاءً قليلة الأهمية من الناسخين - ولكن هناك ردوداً توضيحية على كل ما أثاره ديدات.
1 فالفرق بين عدد سنوات الجوع في سفري صموئيل الثاني 24:13 وأخبار الأيام الأول 21:12 ثلاث سنوات أو سبعاً مرجعه أنَّ النبي الذي كتب سفر صموئيل حَسَب سنتين من مجاعة خفيفة, يقل فيهما الطعام المخزون لانعدام المطر, ثم ثلاث سنين من مجاعة شديدة, وبعدها حسَب سنتين من مجاعة خفيفة بعد نزول المطر.
2 والفرق بين عدد المركبات في صموئيل الثاني 10:18 سبعمائة مركبة وعددها في أخبار الأيام الأول 19:18 سبعة آلاف مركبة أنَّ النبي الذي كتب صموئيل الثاني كتب عدد المركبات, أما النبي الذي كتب سفر أخبار الأيام الأول فكتب عدد الرجال الذين في المركبات. في كل مركبة عشرة, فصار سبعة آلاف. والدليل على ذلك قوله إنَّ داود "قتل" المركبات. ولا شك أنَّ الذين قُتلوا هم الفرسان لا المركبات. أما ذكر الرجال كمشاة مرة وكفرسان مرة أخرى, فلأنهم تحاربوا مرة مشاة وأخرى على الخيل.
3 والفرق بين سعة الحوض كما يوردها سفر ملوك الأول 7:26 ألفي بث وبين السعة كما يوردها سفر أخبار الأيام الثاني 4:5 ثلاثة آلاف بث أنَّ النبي الذي كتب سفر الملوك الأول يذكر ما يسعه الحوض بدون أن يفيض على حافتيه عند الاغتسال فيه, بينما النبي الذي كتب سفر أخبار الأيام الثاني ذكر سعة الحوض عندما يمتلئ لآخره بالماء.
4 أما أنَّ سفر أخبار الأيام الثاني 9:25 يذكر أنه كان لسليمان أربعة آلاف مذود خيل, بينما يذكر سفر الملوك الأول 4:26 أنه كان له أربعون ألف مذود خيل, فلأنَّ سليمان كان له أربعة آلاف مذود خيل كبيرة, بكل واحد عشرة مذاود صغيرة - فالمذود الكبير يسع عشرة رؤوس من الخيل.
ولو استعملنا منطق ديدات لادَّعينا أنَّ هناك تناقضاً ملموساً في القرآن, حيث يوم واحد عند الله كألف سنة عند الإنسان سورة السجدة 32:5 بينما في سورة المعارج يوم واحد كخمسين ألف سنة سورة المعارج 70:4. فعلى ديدات أن يفسر لنا كيف اختفت من القرآن 49000 سنة!الكتابات الفاضحة في الكتاب المقدس
في الفصل الثامن من كتيّبه يبني ديدات الكثير على قصة زنا يهوذا بإحدى محارمه وهي ثامار سفر التكوين 38 وقصص أخرى مشابهة مثل قصة علاقة لوط بابنتيه سفر التكوين 19. ويبني ديدات على هذا أنَّ الكتاب المقدس لا يمكن أن يكون كلمة الله لوجود مثل هذه القصص فيه.
ومن الصعب علينا تتبُّع هذا الخط من التفكير. فلا يمكن أن نرفض كتاباً يقول إنه كلمة الله لمجرد أنه يُظهر الناس - حتى أحسن الناس - في أسوأ حالاتهم. إنَّ كل القصص التي يهاجم بها ديدات تتصل بشرّ الإنسان, ولكنه يغفل قصص الصالحين الأتقياء.
ويظهر الله في الكتاب المقدس كله بأنه كلي القداسة وتام الصلاح وعظيم في محبته. ونحن سعداء أنَّ ديدات لا يقول إنَّ صفات الله في الكتاب المقدس موضع لوم, وهذا هو كل ما يهمنا حينما يتصل الأمر بتحديد ما إذا كان كتابٌ ما هو كلمة الله. فإذا كان الكتاب المقدس يكشف عن خطايا البشر, فإنه في الواقع يرفض أن يغطي زلات أحسنهم. ولذلك فهو جدير بأن يكون كلمة الله, لأنه يعني بتسبيح وحمد الله لا الإنسان. إنَّ مجد الله هو هدف الكتاب المقدس وليس المجد الزائف للإنسان!
- عدد الزيارات: 17142