ردٌ على بعض الادعاءات - الصفحة السادسة
وليس هذا فقط يا اخي القاريء بل نقرأ ايضا: ان السموات, التي نعيش تحتها الان, وتعيش فيها طيور السماء , قد امست غير طاهرة امام عيني الله ومرتعا لشياطين كثيرة, يعيشون مع البشر وفوقهم (راجع الاية نفسها التي انتقدتها في سفر ايوب 15:15). (اقرأ ايضا الانجيل افسس12:6).
وهذا يبين لنا ان نجاسة البشر بعد خطيئة آدم وزوجته حواء, قد سرى مفعولها الى جميع المخلوقات التي لها علاقة مباشرة بالنسل البشري, وأبعدته عن قداسة الله. فأصبح هذا الانسان بحاجة الى الطهارة والبراءة التي دونها لا يستطيع ان يرى الله. لهذا احتاج الى الفداء, يقول الانجيل : "من اجل ذلك كأنما بإنسانٍ واحدٍ دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس اذ اخطأ الجميع".(رو 12:5-21)
وقوله ايضاً : "لانه ان كان بخطية واحد مات الكثيرون فبالاولىكثيراَ نعمة الله والعطية بالنعمة التي بالانسان الواحد يسوع المسيح قد ازدادت للكثيرين . فإذاً كما بخطية واحدة صار الحكم الى جميع الناس للدينونة هكذا ببرِ واحدٍ صارت الهبة الىجميع الناس لتبرير الحياة"(الانجيل رو18:5).في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع" (الانجيل1كو 22:15).
وقد دبر الله من محبته طريقته الخاصة التي بواسطتها يرجع هذا الانسان الى بره وطهارته امامه. فما على الانسان بعد ذلك سوى قبولها فقط. وهي ان نسل المرأة سيسحق بكفارته رأس ابليس, الممثل بالحية القديمة (راجع سفر التكوين15:3) وهو المسيح حمل الله الرافع خطيئة العالم. وكان يُرمز اليه بالذبائح الحيوانية لمدة اربعة الاف سنة قبل المسيح.
وان الذبح العظيم الذي ذبح على جبل المريا فداء لابن ابراهيم كان يرمز الى المسيح وقد تمت في المسيح. فان الاغنام, وهي تذبح كل يوم بالالوف, لا يدعى الذبيح منها عظيماً كما كتب في القرآن, عن الحمل الذي ذبحه ابراهيم فداءً عن ابنه.فيقول : وفديناه بذبح عظيم.
وقد كتب الوحي المقدس : ان هذه السموات والارض, التي لعنها الله, هي محفوظة للنار الى يوم الدين وهلاك الناس الفجار" (الانجيل2بط7:3). ويتابع الرسول قوله: "وبحسب وعده ننتظر سموات جديدة وارضا جديدة يسكن فيها البر" (الانجيل2بط13:3)
واذ نأتي الى كتاب موسى والانبياء واعلاناته نقرأ ايضا عن سموات جديدة وارض جديدة تختلف عن السموات والارض الحرفيتان اللتان ستحترقان.فان اشعيا النبي يكتب لنا عن اورشليم بهجةً وشعبها فرِحاً (اش 17:65و18). وهي الحالة الروحية التي يعيشها الانسان بعد ان يقبل كفارة المسيح منذ الآن والى الابد. فانه مكتوب:"ان كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة. الاشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا"(الانجيل 2كو 17:5). وبعد ان تكلم المسيح الى اليهود معرفا بسلطانه المطلق نادى قائلا:"تعالوا اليَّ ياجميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم احملوا نيري عليكم وتعلموا مني. لاني وديع ومتواضع القلب.فتجدوا راحة لنفوسكم.لأن نيري هين وحملي خفيف" (مت 28:11-30). وقد كتب ايوب العربي يا قارئي العزيز: تعرف به واسلم ففي ذلك يأتيك خير.هذا هو الفادي المحب والوجيه في الدنيا والآخرة والديان العادل.
يكتب القرآن في سورة ال عمران (59) "ان مَثَل عيسى عند الله كَمَثَلِ آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون". ولكن ان فَصَلنا القرآن عن آياته وجزوره في التوراة والانجيل , فان ذلك يؤدي بالضرورة الى التناقض وسوء فهمه وتفسيره. لاننا عندما ناتي الى بقية النص القرآني لهذه الآية , سوف لا نراه يتناسب مع ما كُتب فيه وفي امكنة أخرى عن المسيح , وكيفية مجيئه الى هذا العالم . فان المسيح عندما اتخذ جسداً من العذراء المباركة واصبح رسولاً لبني اسرائيل قال لهم :"اني قد جئتكم بآية من ربكم"-اي بعجيبة-(راجع سورة ال عمران 48) وعبارة قد جئتكم تعني ان له وجودا سابقا. فان كان المسيح قد خلق من تراب الارض كنظيره آدم الاول كما يظن البعض. وكما هو المفهوم السطحي للآية اعلاه, فاين هي الآية اذاً ؟ او العجيبة في مجيئه. ومن اين اتى المسيح ليقول قد جئتكم ؟. واين هو قوله: "فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آيةً للعالمين"؟سورة الانبياء (91 )
فان الرسول عندما يشير الى المسيح كآدم , فهو لا يعني بالضرورة انه قدخلق من تراب الارض نظيره ويناقض نفسه.فان عبارة من تراب الارض هنا تخص آدم الاول وليس المسيح. وان القصد من وراء هذه العبارة , هوالتوضيح للعرب ما قد جاء في التوراة والانجيل . وهو ان هناك آدمان . فاننا كما دخلنا هذا العالم المادي من خلال ولادتنا الطبيعية من آدم الاول, وقد اصبحنا اولاده. هكذا علينا ايضا لدخول الجنة , ان نولد من المسيح روحيًّا كآدمٍ ثانٍ فنصبح اولاده ايضا.اذ نؤمن به ونقبل كفارته,التي صنعها بنفسه عل الصليب(الانجيل 1كورنثس45:15-50 ومزمور22 واش53). وفي النهاية قال المسبح عيسى ابن مريم مخلص العالم : "طوبى للذي يقرأ وللذين يسمعون اقوال هذه النبوة ويحفظون ما هو مكتوب فيها لان الوقت قريب ها انا آتي سريعا واجرتي معي لاجازي كل واحد كما يكون عمله انا الالف والياء. البداية والنهاية.الاول والآخر. طوبى للذين يصنعون وصاياه لكي يكون سلطانهم على شجرة الحياة ويدخلون من الابواب الى المدينة.لأن خارجا السحرة والزناة والقتلة وعبدة الاوثان وكل من يحب ويصنع كذبا"(رؤ12:22-25 ).
ان رسالتكم يا صديقي وان وجد فيها بعض النقد الايجابي. لكن ماهي سوى وسيلة لتشهير كتب الله جميعها.أرجو أن تفرأوها جيدا وتبعدوا منها كل انتقاد على كتب الله. ربما بمعونته تعالى تجدوا مني جوابا لكل لسؤالٍ نافعٍ لافادتكم والاخرين والرب يبارككم.والى اللقاء في حديث آخر.
- عدد الزيارات: 15071