ردٌ على بعض الادعاءات - الصفحة الثانية
ونقرأ ايضا ما كتبه ايوب العربي, والكلام هو لبلدد الشوحي صديق ايوب العربي, ردا على ايوب بجعله نفسه بارا امام بر الله وطهارته وقد اتهمه بعدم الشفقة ( راجع ص23و24) . فيقول: "هوصانع السلام في اعاليه.هل من عدد لجنوده"-اي لانواره-"وعلى من لا يشرق نوره فكيف يتبرر الانسان عند الله وكيف يزكو مولود المرأة هوذا نفس القمر لا يضيء. والكواكب غير نقية في عينيه. فكم بالحري الانسان الرمة وابن آدم الدود".ففي هذه العبارات يا اخي, لم نقرأ عن أية مناقضة واغلاط, لما كتبه رجل الله موسى,تثير غضبكم على كتب الله وأنبياءه كما جاء في رسالتكم.
كل ما في الأمر يا صديقي أو يا اصدقائي هو ان صديق ايوب, حاول الدفاع عن طهارة الله ونقاوته,وإنها لا تقابل بالمدعوة اقمارا وانوارا وكواكب. وليس لأيوب او لغيره من البشر, ان يضع بره الذاتي امام بر الله ونقاوته. ومن الوجهة الثانية فان موسىكتب عن الخليقة قبل معصيةآدم في جنة عدن, فإذا بها حسنة. وأيوب كتب بدوره عن الخليقة بعد ان لعنها الله بسبب معصيته واختفاء نورها وجمالها من امام عيني الله. على هذا النحو يرى الانبياء ويتكلموا.
هذا ولا تنسى يا أخي ان للأنبياء طرقهم الخاصة, لإيصال اعلانات الله للبشر. فكثيرا ما يستعيرون من الطبيعة رموزهم. فيأخذون مثلاً من الشموس والكواكب انوارها, ومن الصخور قساوتها, ومن الحيوانات المفترسة شراستها والاليفة طاعتها, ذلك لنقل الحقائق الالهية الى لغة البشر. وهذا من حقوقهم.فان اللغات القديمة التي كُتِبت فيها الكتب المقدسة, من سريانية وعبرانية وأرامية وغيرها, هي لغة الاشعار والمزامير والالحان والسجع .كما القرآن في اللغة العربية ايضا. فان هؤلاء الانبياء الذين اختارهم الله من شعوب معينة, وبلاد وثقافات مختلفة طيلت اجيال هذا عددها,كان لا بد من وقوع بعض الفورارق في الاصطلاح والتعبير والترجمة, خصوصا في التوراة البعيدة المدى, وهي أول كتاب اوحي من الله للبشر. لهذا دعيت في القرآن بأم الكتاب.
وان رسول العرب يا صديقي قد شهد لهذين المرجعين التوراة والانجيل, وما يحتويان من كتب منزلة عددها (66) كتابا, دون الالتفات الى ما تدعوه مع جماعتك تناقضات وأغلاط قصصية نحوية إملائية وغيرها.كان لا بد ان تحدث على مدى السنين, من جيل الى آخر. في ترجمات عدة من لغة الى اخرى .كما نرىكثيرا منها في القرآن ايضا. تختلف من آية الى آية, ومن سورة الى سورة. بين مكية ومدنية. ونقرأ ان هناك في القرآن نسخا ومنسوخا.فيقولون مثلا ان الآية القائلة : "ان الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين.من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرٌ عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون" (سورة البقرة161), هي منسوخة بأية: "ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين" (ال عمران85). وإن الآية "لا اكراه في الدين" (سورة البقرة 256), هي منسوخة بالآية :"قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر"(التوبة29). وآية: "يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس" (البقرة 219), منسوخة بقوله: "إنما الخمر والميسر والانصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه" (المائدة90). ومن ذلك ايضا قوله في صورة الرعد: "يمحو الله ما يشاء ويشبت". وقوله في صورة البقرة: "ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها". وقد صرح المفسرون ان هذه الآيات جميعها قد نزلت ردا على طعن اليهود والمشركين في الاسلام بقولهم :"الا ترون محمدا يأمر اصحابه بأمر ثم ينهاهم عنه ويأمرهم بخلافه".وقوله ايضا في سورة النحل 101) "واذا بدلنا آية مكان آية والله اعلم بما ينزل قالوا انما انت مفتر بل اكثرهم لا يعلمون". وفد قال كفار قريش بعد قسم بالله : "ما محمد الَّا يسخر باصحابه. اليوم يأمر وغدا ينهي وانه لا يقول هذه الاشياء الا من عند نفسه". والى ما هنالك من اقوال متقدمة واقوال متأخرة لا يجوز تقويلها على هذا النحو, في الكتب الداعية الى الله. فانه كتاب واحد لرسول واحد.فكم بالحري يكون مصير 66كتابا لمدة خمسة الاف سنة.
ونقرأ ايضا عن اختلافات كبيرة بين القرآن والتوراة والانجيل, في ما ورد فيهما من قصصٍ واخبار واسماءٍ وحقائق. فاننا لم نتعرض للقرآن عندما دعى مريم العذراء مريم بنت عمران واخت هارون, بينما هي ابنة هالي من نسل يهوذا. ولا تمت بأية صلة الى موسى وهرون واخت هارون منذ اجيال. ولم نتعرض للقرآن ايضا فيما كتب من قصص واخبارتختلف كليا عن مصدرها الحقيقي في التوراة والانجيل.
- عدد الزيارات: 15073