ردٌ على بعض الادعاءات - الصفحة الخامسة
ان هدف محمدكان ولم يزل, هداية العالم العربي الى غفران الله وكفارته في التوراة والانجيل. وقد اعلنها صريحا.فيقول في سورة (الزخرف2-4): "والكتاب المبين"-بزيادة ال التعريف. عنى به كتاب التوراة والانجيل-"إنَّاجعلناه قرآنًا عربيًّا لعلكم تعقلون وإنه في أُم الكتاب لدينا لعلىُّ حكيم". وان ما نراه من روحانية تتخلل القرآن وآياته, مردُّه الى مصدرالقرآن نفسه, الكتاب المبين كتاب موسى والانبياء والانجيل. اول كتاب أُنزل من السماء الى البشر ابتداءا من توراة موسى. فيقول: "تلك آيات الكتاب المبين انَّا أنزلناه قرآنًا عربيا لعلكم تعقلون" ..."ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة" ((سورة يوسف1و2). وهود17)
لم يأتِ رسول العرب لمحاربة, في هذين المرجعين القديمين المحفوظين عنده, التوراة والانجيل, وما يحتويان من كتب مشهود لها من كل ناحية. بل قد جاء ليبسِّطَ للعرب الحقائق الالهية المكتوبة على مدى الاف السنين في لغات تختلف في حضارتها . من عبرانية وارامية وكلدانية ويونانية وغيرها, ليجعلها مستساغة وسهلة الفهم للعرب في لسانهم العربي الفصيح .فان قيمة القرآن الخلاصية, هي في إنه يدا ممدودة تشير لكتب الله وخلاصه وكفارته, التي صنعها لاجل البشر.
وان النقل والترجمة والاقتباس منلغة الى اخرى يا صديقى له حرمته. فعلى من يقوم به ان يكون أمينا في ما يفعله . وهذا ما فعله رسول العرب في حياته. فقد أقتبس من آياته وعلم بها ودل إليها في كل مناسبة. وأنذر بقساوة من يكفر بها بقوله: "ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا(سورة النساء آية 136). وقد نادى رسول العرب بكل فخر واعتزاز بهذا الكتاب المبين.
هذا.وعندما نرجع الى سفر التكوين في كتاب موسى, الذي انت تنتقده وتنسب اليه اغلاطا لم ينسبها اليه رسولك, نجد هناك قول الرب لآدم بعد معصيته الكبرى: ملعونة الارض بسببك. بالتعب تأكل منها كل ايام حياتك"(تك17:3). وإذ نقرأ في سفر ايوب العربي الذي تنتقده دون سبب يا اخي: نجد ان الارض هذه قد سلمت ليد الشرير وان العالم كله قد وضع في الشرير" ((راجع اي24:9) ويو19:5).
فان الارض التي خلقها الله طاهرة نقية, مع ما يختص بها لحياة الانسان الطاهر النقي,قد تلوثت مع الانسان حين تلوث بالذنوب والخطايا.وامست غير طاهرة في عيني الله.
ألم يجيء في القرآن قولا مماثلا لما كتبه موسى في التوراة قوله: "لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين"(راجع سورة التين4). وكتب ايضا: "وعصى آدم ربه فغوى.ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى" (طه120).وقال ايضا:"فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم".
هنا يبرز السؤال ايضا: فما هي هذه الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه يا ترى؟ , سوى ان تكون الوعد بالكفارة بنسل المرأة كما كتب موسى(راجع تكوين 15:3) الخ. بدفع الثمن كاملاً عن آدم ونسله بكفارته على الصليب وسحق رأس ابليس, الممثل في لغة الانبياء, بالحية المتحوية والتنين الذي في البحر(راجع اشعيا 27 :1).
ان المسيح عيسى ابن مريم وهو واحد في الله, له صفات الله واسمائه الحسنى نفسها, كما جاءت في كتب الله . وان كان ذلك يأتي بالبداية في صورغير واضحة بالنسبة الى الذين يقرأون القرآن ظرفيا, او يسمعونه ملحنا على الطريقة الحبشية والسريانية والبيزنطية احيانا.
والقرآن بدوره لم يتكلم عن خلاص المسيح وكفارته سوى بكلماتٍ مختصرة ويعوزها الوضوح احياناً. تاركاً امر تفصيلها الى كتب الله الموسَّعة التوراة والانجيل. وقد شهد لها وأمر بالرجوع اليها وتلقِّي الحقائق الروحية- الإلهية منها في كل مناسبة.
- عدد الزيارات: 15083