قداسة الذات الإلهية - الأعمال الصالحة تعجز عن التكفير عن سيئات المؤمن المسلم
الأعمال الصالحة تعجز عن التكفير عن سيئات المؤمن المسلم.. ولا تنجيه من نار جهنم.. ولا تدخله الجنة.
الطريق الوحيد للنجاة من نار جهنم هو كفارة يقوم بها الله القدوس ذاته..
كانت الكفارة تعليماً واضحاً من تعاليم اليهود.. وكان يوم الكفارة يوماً عظيماً مقدساً.. وما زال.
َقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: أَمَّا الْعَاشِرُ مِنْ هذا الشَّهْرِ السَّابِعِ فَهُوَ يَوْمُ الْكَفَّارَةِ. مَحْفَلاً مُقَدَّساً يَكُونُ لَكُمْ. تُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ وَتُقَرِّبُونَ وَقُوداً لِلرَّبِّ * ذبائح ومحرقات * لاويين 23: 26 و27 .
في ذلك اليوم العظيم كان رئيس كهنة اليهود يدخل إلى قدس الأقداس في الهيكل اليهودي.. ويقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين عن ذلك.
وَأَمَّا إِلَى الثَّانِي * أي قدس الأقداس فَرَئِيسُ الْكَهَنَةِ فَقَطْ مَرَّةً فِي السَّنَةِ، لَيْسَ بِلَا دَمٍ يُقَدِّمُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ جَهَالَاتِ الشَّعْبِ * عبرانيين 9: 7 .
كانت الكفارة بدم الذبائح الحيوانية.. وكانت هذه الذبائح مجرد رمز للذبيح الأعظم يسوع المسيح كما قال كاتب الرسالة إلى العبرانيين:
وَأَمَّا الْمَسِيحُ، وَهُوَ قَدْ جَاءَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ لِلْخَيْرَاتِ الْعَتِيدَةِ، فَبِا لْمَسْكَنِ الْأَعْظَمِ وَالأَكْمَلِ، غَيْرِ الْمَصْنُوعِ بِيَدٍ، أَيِ الذِي لَيْسَ مِنْ هذهِ الْخَلِيقَةِ. وَلَيْسَ بِدَمِ تُيُوسٍ وَعُجُولٍ، بَلْ بِدَمِ نَفْسِهِ، دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الْأَقْدَاسِ، فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيّاً * عبرانيين 9: 11 و12 .
لم يكن في قدرة دم الذبائح الحيوانية أن يكفر عن السيئات.
لِأَنَّهُ لَا يُمْكِنُ أَنَّ دَمَ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ يَرْفَعُ خَطَايَا * عبرانيين 10: 4 .
كان الدم الذي يقدمه رئيس كهنة اليهود، مجرد رمز لتعليم الناس أنه وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لَا تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ * عبرانيين 9: 22 ولإعدادهم لمجيء الفادي المرسل من الله، وكان لا بد أن يكون هذا الفادي هو الله.. لأن الله وحده هو القادر على التكفير عن سيئات المذنبين ولا سواه.
لهذا أشار يوحنا المعمدان * يحيى بن زكريا إلى المسيح وقال:
هُوَذَا حَمَلُ اللّهِ الذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ * يوحنا 1: 29 .
كانت الحملان التي يقدمها كهنة اليهود على المذبح، حملانهم.. أما المسيح فكان حمل الله .. الحمل المرسل منه للتكفير عن خطايا الناس.. وكان هو الذبح العظيم . ولذا قال يوحنا الرسول عنه:
إِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الْآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ. وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضاً * 1 يوحنا 2: 1 و2 .
والإيمان بأن الله وحده هو القادر على التكفير عن السيئات والمعاصي والذنوب، يتطلب الإيمان بوحدانية الله الجامعة.. فالكفارة الإلهية، ووحدانية الله الجامعة صنوان لا يفترقان.
- عدد الزيارات: 18237