قد دفع الثمن
الخطية التي يرتكبها الإنسان بإتجاه الله تنتج إنفصالا حقيقيا وتيهانا جديا من الإنسان نفسه عن خالقه، فيصبح في حالة موت روحي الذي يمنعه من الإقتراب مجددا من العزة الإلهية، فيقبع في ساحات التمرد وفي أودية الإبتعاد والتقهقر النفسي والجسدي والروحي،
فيكسر الصورة الأخلاقية والأدبية التي خلق على أساسها وفي هذه الحالة تكون المشكلة لا حل لها إلا بدفع الثمن. "لأن أجرة الخطية هي موت وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا" رومية 23:6.
من يستطيع أن يدفع ثمن الخطايا، ومن هو البار الذي يمكنه الوقوف أمام قداسة الله؟ أليس جميعنا خطاة وتحت الناموس ووزنا بالميزان الإلهي فوجدنا ناقصين؟ ألم يصفنا الكتاب المقدس بأننا نحتاج إلى نعمة الله الغنية لكي نصبح بلا لوم؟ "ليس من يفهم ليس من يطلب الله. الجميع زاغوا وفسدوا معا. ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد" رومية 3 -11و12.
من يدفع ثمن ما إرتكبته أيدينا من ظلم وفساد ومن يدفع ثمن أفكارنا الشريرة نحو إخوتنا في الإنسانية، ومن يطهّر قلوبنا النجسة المليئة بظلمة الكذب والإحتيال وعدم الأمانة. ومن يرفعنا من جب الهلاك ومن حفرة التمرد والكبرياء والحسد والشهوة القاتلة، ومن يزيل عنا ماضينا الحقير والمظلم، "من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا إجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع" رومية 12:5.
لا مجال للوقوف أمام الله من دون شفيع، ومن دون أحد يرفع عنا خطايانا ويكون خال من الخطية بلا لوم كامل قدوس بلا عيب، وحده المسيح لديه هذه الصفات المميزة حيث منفردا دفع الثمن حتى قدّم نفسه على الصليب وأصبح هو الذبيحة الحقيقية التي قبل بها الله "عالمين أنكم إفتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الأباء، بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح" 1بطرس 1-18و19.
على الصليب صرخ يسوع الى الآب "قد أكمل" أي دفع الثمن حتى النهاية، وحمل المسيح عارنا وعيبنا وفسادنا وصالحنا مع الله. فيا لها من نعمة ويا لها من عطية إذا المسيح بنفسه كان البديل عنا فجعلنا نقف أمام الله مقدسين وممبررين من خلال بره، الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته، أفسس 7: 1. نعم يسوع دفع الثمن فهل تأتي إليه معترفا بخطاياك لكي تنال غفران كامل وخلاص أكيد.
الله, المسيح, الخطية , الإنفصال
- عدد الزيارات: 7114