ميزات المسيح في القرآن - انه الشفيع المقرَّب
8- انه الشفيع المقرَّب : حين نتأمل في الزُّمر 39 :44 ,نرى أن القرآن يحصر الشفاعة بالله وحده إذ يقول : لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً . ومع ذلك ,فإن أحد نصوص القرآن يلمح إلى كون الشفاعة أيضاً من امتيازات المسيح ,فيقول : إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ ا سْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ا بْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ - آل عمران 3 :45 - .
قال الجلالان في تفسير هذه الآية : وجيهاً في الدنيا بالنبوة ,وفي الآخرة بالشفاعة والدرجات العُلى ,ومن المقرَّبين عند الله .
وأخرج الإمام الطبري عن ابن حميد ,عن سلمة ,عن ابن اسحاق ,عن محمد بن جعفر ,قال : وجيهاً في الدنيا ,أي ذو وجاهة ومنزلة عند الله في الدنيا وفي الآخرة. و من المقربين يعني أنه ممن يقربه يوم القيامة ,فيُسكنه في جواره ويُدنيه منه .
وقال الإمام الرازي : وجيهاً في الدنيا بسبب أنه يُستجاب دعاؤه ,ويحيي الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص. ووجيه في الآخرة انه يجعله شفيع أمته. أما قوله ومن المقربين ففيه وجوه : - الأول - أنه تعالى جعل ذلك بالمدح العظيم للملائكة فألحقه بمثل منزلتهم ودرجتهم في هذه الصفة. - الثاني - أن هذا الوصف كالتنبيه على أنه سيُرفع إلى السماء وتصاحبه الملائكة .
- عدد الزيارات: 31667