الارتقاء والتطوّر في الدين - مزيد من البراهين التي تتطلّب قراراً
5 - مزيد من البراهين التي تتطلّب قراراً (16)
وأقتبس هنا بعض ما كتب الأستاذ جوش مكدويل في كتابه مزيد من البراهين التي تتطلّب قراراً :
قال النقاد المتطرفون إن الشرائع الواردة في أسفار الخروج واللاويين والتثنية من التوراة متقدمة وأكثر تعقيداً من إدراك موسى. ثم اكتُشفت قوانين حمورابي الشبيهة بشريعة موسى في تعقيدها كُتبت قبل عصر موسى بنحو 300 أو 500 سنة.
وقال أولئك النقاد إن الرحلات التي قام بها إبرهيم (كما يقول التكوين 11 و12) من أور الكلدانيين بالعراق إلى فلسطين كانت غير معروفة في تلك الأيام. ولكن رجال الحفريات في ماري ببابل اكتشفوا لوحة تحمل اتفاقية من عصر إبرهيم يؤجر فيها صاحب عربة عربته لمدة سنة، بشرط ألّا يستعملها المستأجر للسفر إلى كتيم (شمال فلسطين) على شواطئ البحر الأبيض المتوسط. كما اكتشفوا لوحة أخرى تقول إن رجلاً اسمه أباراما دفع الإيجار، وهذا يثبت أن أبرام اسم إبرهيم الأول كان مستعملاً زمن إبرهيم.
وقد اعتبر النقاد المتطرفون أن الخيمة التي أمر الله موسى أن يقيمها بمقاييس خاصة معقدة (خروج 36) محض خيال، وقالوا إنها أكثر تقدماً من العصر الموسوي. ولكن الاكتشافات أظهرت أن المصريين القدماء عام 2600 ق م عملوا خيمة متنقلة من عصي وأعمدة للأركان وسقف، لتستخدمها الملكة. وكانوا ينصبونها في أي مكان يريدون، كما كان بنو إسرائيل يفعلون.
وقال ولهاوزن إن المرايا التي يقول الخروج 38:8 إن النسوة اليهوديات أعطينها لموسى لعمل حوض الاغتسال (المرحضة) عُرفت في وقت متأخر عن عصر موسى. ولكن الحفريات برهنت وجودها في مصر بين عام 1500 و1400 ق م (17).
وفي ضوء كل هذه الاكتشافات الحديثة نأسف أن نقرأ للدكتور بوكاي اقتباسه من إدموند جاكوب قوله يُحتمل أن ما يرويه العهد القديم عن موسى والآباء الأولين لا يتفق إلا بشكل تقريبي مع المجرى التاريخي للأحداث (ص 21). وما أبعد الفرق بين هذا الاقتباس الظالم وما نقتبسه عن نلسون جلويك رئيس الكلية اللاهوتية اليهودية في سنسناتي بأمريكا، وهو واحد من أعظم ثلاثة رجال متخصصين في الحفريات في عالمنا اليوم يقول:
في كل أبحاثي الحفرية لم أجد شيئاً واحداً يناقض أية عبارة وردت في كلمة الله (يعني التوراة) (18).
- عدد الزيارات: 14225