الإسلام دين العِلم - المشكلة الفقهية
المشكلة الفقهية
وكل من يحاول إثبات إنباء القرآن بمعلومات العلم الحديث يواجه في أغلب الأحيان مشكلة فقهية، ذلك أن القرآن يسمّي هذه آيات . فإن كانت فعلاً من آيات الله فلا بد أن الذين سمعوا بها لأول مرة من محمد أدركوا منها معاني. وإلا فإنها لا تكون لهم آيات .
إن الله على كل شيء قدير، لذلك فهو يقدر أن يعلن حقائق لا يعرفها البشر، ولا يمكنهم أن يعرفوها إلا إذا أوحى بها. عندها تكون تلك الحقيقة آية . ومثالٌ لذلك ما نقرأه في سفر أيوب 26:7 يَمُدُّ الشَّمَالَ عَلَى الخَلَاءِ، وَيُعَلِّقُ الأَرْضَ عَلَى لَا شَيْءٍ . ولم يكن ممكناً لأيوب أن يعرف هذا لولا إعلان الله له.
وهناك مثال ثانٍ من سفر التثنية 23:12-14 حيث الوصية الإلهية عن الصحة العامة: وَيَكُونُ لَكَ مَوْضِعٌ خَارِجَ المَحَلَّةِ (المعسكر) لِتَخْرُجَ إِلَيْهِ خَارِجاً. وَيَكُونُ لَكَ وَتَدٌ مَعَ عُدَّتِكَ لِتَحْفُرَ بِهِ عِنْدَمَا تَجْلِسُ خَارِجاً وَتَرْجِعُ وَتُغَطِّي بُرَازَكَ. لِأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ سَائِرٌ فِي وَسَطِ مَحَلَّتِكَ، لِيُنْقِذَكَ وَيَدْفَعَ أَعْدَاءَكَ أَمَامَكَ. فَلْتَكُنْ مَحَلَّتُكَ مُقَدَّسَةً .
ويعرف كل قارئ أن هذه الوصية تتناسب مع القوانين الصحية المعروفة في يومنا الحاضر. ولا ندري لماذا لم يوردها القرآن، مع أن بعض المسلمين يقولون إن القرآن ذكر كل ما له قيمة في الكتب السابقة له. إن هذه الوصية تمنع توالد الذباب وانتشار الأمراض، ولكن الوصية لا توضح كل هذا، بل تذكر أن محلّة (معسكر) بني إسرائيل يجب أن تكون مقدسة في عيني الله. ولكن الله لا يدعو هذه الوصية التوراتية آية . ولم يكن من المهم لسامعي هذه الوصية أن يدركوا أبعادها العلمية.
- عدد الزيارات: 11699