الإسلام دين العِلم - التيارات البحرية
2 - التيارات البحرية:
اقتبس د. بشير تركي من سورة النور آيتي 39 و40 (وترجع لعام 5 أو 6 هـ ) وَالذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الحِسَابِ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ .
ويقتبس د. تركي قول أحد مديري البرامج الفضائية، وكان قد التقط صوراً للمحيطات: الأمواج والتيارات في أعماق المحيط أكثر أهمية وأكبر من الأمواج السطحية . ويقترح د. تركي أن قول القرآن بحر لجي يغشاه موج من فوقه يُظهِر معرفة سابقة بعلوم البحار، من أمثال تيارات الخليج وتيار اليابان. ولو أني أعتقد أن هذا وصف رمزي للظلمة التي يحيا فيها الكافر بالله. ولكن لو صدق زعم د. تركي في أن هذا إنباءٌ قرآني بالعلم الحديث، لقلتُ إن هذه النبوءة جاءت في سفر يونان النبي وفي مزامير داود. فقد تنبأ يونان عام 750 ق م عندما ابتلعه الحوت فَصَلَّى يُونَانُ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِهِ مِنْ جَوْفِ الحُوتِ وَقَالَ: دَعَوْتُ مِنْ ضِيقِي الرَّبَّ، فَاسْتَجَابَنِي. صَرَخْتُ مِنْ جَوْفِ الهَاوِيَةِ، فَسَمِعْتَ صَوْتِي. لِأَنَّكَ طَرَحْتَنِي فِي العُمْقِ فِي قَلْبِ البِحَارِ. فَأَحَاطَ بِي نَهْرٌ. جَازَتْ فَوْقِي جَمِيعُ تَيَّارَاتِكَ وَلُجَجِكَ. فَقُلْتُ: قَدْ طُرِدْتُ مِنْ أَمَامِ عَيْنَيْكَ. وَلَكِنَّنِي أَعُودُ أَنْظُرُ إِلَى هَيْكَلِ قُدْسِكَ. قَدِ ا كْتَنَفَتْنِي مِيَاهٌ إِلَى النَّفْسِ. أَحَاطَ بِي غَمْرٌ. التَفَّ عُشْبُ البَحْرِ بِرَأْسِي. نَزَلْتُ إِلَى أَسَافِلِ الجِبَالِ. مَغَالِيقُ الأَرْضِ عَلَيَّ إِلَى الأَبَدِ. ثُمَّ أَصْعَدْتَ مِنَ الوَهْدَةِ حَيَاتِي أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهي (يونان 2:1-6).
ومن قبل ذلك، عام 1000 ق م (1600 سنة قبل الهجرة) قال النبي داود بوحي الروح القدس في مزمور 8:4 و6 و8 فَمَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَذْكُرَهُ وَابْنُ آدَمَ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ! تُسَلِّطُهُ عَلَى أَعْمَالِ يَدَيْكَ. جَعَلْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ. وَطُيُورَ السَّمَاءِ، وَسَمَكَ البَحْرِ السَّالِكَ فِي سُبُلِ المِيَاهِ .
وقد يكون التعبير سبل المياه أسلوباً شعرياً يكرر ما سبق أن قاله في الآية السابقة له. ولكن التعبير الداودي، وما قاله يونان يصفان التيارات البحرية كما نعرفها في القرن العشرين.
- عدد الزيارات: 11697