قوة الشفاعة - واضح إذاً من القرآن أن للأنبياء أخطاءهم
واضح إذاً من القرآن أن للأنبياء أخطاءهم.
8 - ويؤدي ما قلناه إلى موضوع حساس قد يؤلم القارئ، ولكن الأمانة تدفعنا إليه، وهو ما يقوله القرآن عن محمد والخطية. ولنتأمل الآيات القرآنية بحسب ترتيب نزولها:
سورة المدَّثّر 74:1-6 (وهي من العهد المكي المبكر) يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ وَلاَ تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ .
سورة الضحى 93:6 و7 (من العهد المكي المبكر) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى . وهناك الدعاء في فاتحة القرآن آيتي 6 و7 عن الضالين يقول: ا هْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ . وهو دعاء يردده كل مسلم في صلواته كل يوم.
سورة الشرح 94:1-7 أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ الذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ,,, فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ . ونقارن كلمات هذه الآيات بما جاء في سورة الأنعام 6:31 التي تصف الكافرين في النار وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ .
سورة عبس 80:1-11 (من العهد المكي المبكر) عَبَسَ (محمد) وَتَوَلّى أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى أَمَّا مَنِ ا سْتَغْنَى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى وَهُوَ يَخْشَى فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ . وهنا يوبخ القرآن محمداً لأنه كان مجاملاً للغني عابساً في وجه الأعمى الفقير.
سورة غافر 40:55 (من العهد المكي المتأخر) فَاصْبِرْ (يا محمد) إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ .
سورة محمد 47:19 ( عام 1 هـ ) فَاعْلَم (يا محمد) أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ . ولعل ذنوب المؤمنين والمؤمنات شبيهة بذنوب النبي، لأن الآية تُجمِلها معاً.
سورة النساء 4:105-107 (عام 5-6 هـ ) إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ بِالحَقِّ لِتَحْكُمَ بِيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً . أما سبب نزول هذه الآيات فإن محمداً أراد أن يقف ضد زيد بن السمين اليهودي البريء وأن يقف في جانب المسلم الذي اتهمه ظلماً (أسباب النزول لجلال الدين السيوطي - الآية).
سورة الفتح 48:1 و2 (عام 6 هـ ) إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً .
سورة التوبة 9:43 (عام 9 هـ ) عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الكَاذِبِينَ . فإن محمداً لم يسأل في الإذن لهم، وتعجَّل في السماح للبعض بعدم الخروج للقتال.
سورة النصر 110:3 (عام 10 هـ ) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً .
ولا ندري ما هي الذنوب التي طولب محمد بالتوبة عنها، ولكننا ندرك أنه ليس معصوماً. وقد يستاء القارئ من هذه الحقيقة، ولكنها لازمة لنعرف مسألة الشفاعة.
- عدد الزيارات: 7190