Skip to main content

القرآن والكتاب المقدس

قوة الشفاعة - هل كل الأنبياء معصومون من الخطية؟

الصفحة 2 من 3: هل كل الأنبياء معصومون من الخطية؟

هل كل الأنبياء معصومون من الخطية؟

1 - أول الأنبياء (حسب التعليم الإسلامي) هو آدم، ويقول القرآن إنه أُهبِط من الجنة لأنه عصى ربه وغوى. جاء في سورة طه 20:120 و121 فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ,,, وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى . ولا تذكر سورة الأعراف 189 و190 آدم وحواء بالاسم، إلا أن الإشارة هناك إليهما، وتقول هو الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها.. فلما آتاهما صالحاً جعلا له شركاء وخطية الشِرك لا غفران لها في الإسلام، وهي أسوأ من المعصية.

2 - جاء في سورة هود 11:45-47 بخصوص نوح وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي (فهو يطلب أن ينقذه الله من الغرق).. قَالَ (الله) يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الجَاهِلِينَ قَالَ (نوح) رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الخَاسِرِينَ .

ونحن لا نرى في طلبة نوح من أجل ابنه خطية ولا وزراً، فقد عبَّر عن مشاعره الأبوية الطبيعية. ولكن القرآن يقول إن الله وبَّخه فاعترف بأنه أخطأ برفضه إرادة الله، وطلب الغفران والرحمة.

3 - قال إبراهيم (أبو الأديان الثلاثة) في سورة إبرهيم 14:41 رَبَّنَا ا غْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الحِسَابُ وقال في سورة الشعراء 26:77 و81 و82 فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاَّ رَبَّ العَالَمِينَ,,, وَالذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ وَالذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ . وهنا يسأل إبرهيم الغفران لخطيته هو شخصياً.

4 - وعندما نفحص حالة موسى كليم الله، نرى الله يوبخه في سورة القصص 28:15 و16 (من العهد المكي المتأخر) وَدَخَلَ (موسى) المَدِينَةَ,,, فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ .

5 - ونتأمل داود صاحب المزامير، ومكتوب عنه في سورة ص 38:21-25 (من العهد المكي المبكر) وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا المِحْرَابَ إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لاَ تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالحَقِّ وَلاَ تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعزَّنِي فِي الخِطَابِ قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إلاَّ الذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ .

وقال عبد الله يوسف علي في تعليقه على هذه الآيات إنها تلمح إلى ارتكاب داود الزنا مع بثشبع وقتله زوجها ليخفي جريمته (القصة في سفر صموئيل الثاني 11 و12. ومزمور اعترافه بالخطية هو مزمور 51). وقال حميد الله إنها بلا شك تشير إلى هذه الحادثة. وأعتقد أنهما قد أصابا لأن ال99 نعجة، والنعجة هما رقما النعاج الواردين في المثل التوراتي، ثم لأن الآية 26 من سورة ص تقول يَا دَاوُدُ,,, فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالحَقِّ وَلاَتَتَّبِعِ الهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ .

ومهما كان الموقف، فهذه الآيات تتكلم عن خطأ داود واستغفاره وركوعه تائباً، وأمر الله له ألّا يتَّبع الهوى.

6 - وفي سورة ص 38:35 يقول سليمان رَبِّ ا غْفِرْ لِي . ولو أنه لم يذكر الخطأ الذي يطلب بسببه الغفران. ربما كان أنه نسي ذكر الله لانشغاله بالصافنات الجياد!

7 - أما النبي يونس (يونان) فقد عصى ربه لما أمره أن يكون مبشراً ونذيراً لنينوى، فسافر بعيداً. وتقول سورة الصافات 37:142-144 فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (آتٍ بما يُلام عليه)، فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ المُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ . أما كلمات توبته فموجودة في سورة الأنبياء 21:87 (من العهد المكي الوسيط) .. فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ . فهو يعترف أنه ظلم نفسه وغيره، وهو ملامٌ على ما فعل، كما لام الله فرعون (سورة الذاريات 40).

في هذه الآيات تأملنا سبعة من الأنبياء، اثنان منهم من الرسل، وقد دعوا أنفسهم خطاة، أو دعاهم الله كذلك وطلب منهم التوبة. ومع أن الخطية المذكورة لكلٍ من نوح وسليمان كانت خطية مواقف فكرية، قد نعتبرها عادية، إلا أنهما طولبا بالتوبة. أما آدم فقد عصى وجعل لله شركاء، ويونس رفض الطاعة فأصبح ملوماً. ويطلب إبرهيم غفران خطيته، ويطلب موسى الغفران للقتل، وداود للزنا. وكانت خطية موسى سهواً، أما خطية داود فعمداً. وواضح أن الشخص الذي يعرف شرائع الله يُطالَب بأكثر مما يطالب به الإنسان العادي، ولذلك نعتبر وزر خطية الأنبياء والرسل أكبر من وزر خطايا البشر العاديين، ومسئولية النبي أكبر من مسئولية سائر الناس، كما تقول سورة الأحزاب 7 و8 إن الله أخذ من النبيين ميثاقهم، وهو ما لم يفعله مع سائر البشر.

واضح إذاً من القرآن أن للأنبياء أخطاءهم
الصفحة
  • عدد الزيارات: 6844

راديو نور المغرب

تابعوا وشاركوا في برنامج مسيحي حواري مباشرة على الهواء من راديو نور المغرب، تواصلوا معنا عبر الواتساب أو اتصلوا بالرقم: +212626935457

شهادات صوتية

تعالوا معنا لنستمع إلى شهادات واختبارات لأشخاص آمنوا بالسيد المسيح من كافة أنحاء العالم العربي، وكيف تغيرت حياتهم عندما تقابلوا مع المسيح.

إستمع واقرأ الإنجيل

أستمع واقرأ الإنجيل مباشرة عبر موقعنا لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب ونياته.

شهادات بالفيديو

تعالوا معا نشاهد هنا قصص واقعية لأشخاص إنقلبت حياتهم رأسا على عقب وعبروا من الظلمة إلى النور بعدما تعرفوا على السيد المسيح مخلص العالم.