شبهات شيطانية ضد سفر يشوع - قال المعترض الغير مؤمن: ينتهي يشوع 4: 9 بالقول
قال المعترض الغير مؤمن: ينتهي يشوع 4: 9 بالقول: إلى هذا اليوم وهي إلحاقية، وقعت في أكثر كتب العهد القديم، وعليه كل ما كان مثلها يكون إلحاقياً (مثل يشوع 5: 9 و8: 28 و29 و 10: 27 و13: 13 و14: 14 و15: 63 و16: 10) .
وللرد نقول بنعمة الله : قال يشوع إن الاثني عشر حجراً التي نُصبت في وسط الأردن هي باقية إلى يوم تدوين هذا السفر، أي أنه صار لها نحو عشرين سنة أقل ما يكون، فكيف تكون إلحاقية؟ وما هو الدليل على إضافتها؟ إن الإضافة تحدث إن أراد الإنسان أن يغيّر مبدأً من المبادئ، أو معنى من المعاني، أو يؤيد مذهباً خصوصياً من المذاهب. وإذا زاد أحدٌ هذه اللفظة فلا تغيّر مبدأ ولا تؤيد مذهباً. ولماذا زيدت كلمة إلى هذا اليوم في الحوادث المذكورة التي ذكرها، ولم تُزَد في باقي الحوادث الأخرى المذكورة في التوراة؟ إن الكتاب جاء بهذهاللفظة كما هي، فالقول إنها زيدت لا أصل له. وقد تميَّز أسلوب يشوع بن نون باستعمال هذه اللفظة في سفره، كما يؤخذ من الثمانية مواضع التي ذكرها، فإن يشوع يذكر الحادثة ويستشهد بها أهل عصره، مستلفتاً أنظارهم إليها.
انظر تعليقنا على تثنية 1: 1_5
قال المعترض الغير مؤمن: جاء في يشوع 7: 1 وخان بنو إسرائيل خيانة في الحرام فأخذ عخان بن كرمي بن زبدي بن زارح ولكن تأثير شر عخان امتدَّ إلى غيره (آية 15). وجاء في خروج 20: 5 أن الله يفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضيه. وهذا يناقض ما جاء في حزقيال 18: 20 النفس التي تخطىء هي تموت. الابن لا يحمل من إثم الأب، والأب لا يحمل من إثم الابن. برّ البار عليه يكون. وشرّ الشرير عليه يكون .
وللرد نقول بنعمة الله : (1) راجع تعليقنا على خروج 20: 5.
(2) لا يوجد على الإطلاق إنسان طاهر وبريء إلى التمام. فإن كل شر الشرير يجلب الضرر على نفسه وعلى شخص آخر معه، فالثاني لا يمكنه أن يدَّعي أنه مظلوم، لأنه هو أيضاً خاطئ ويستوجب قصاص الله. ومع أنه ربما لم يرتكب نفس الشر الذي استوجب القصاص، إلا أنه مسؤول عن خطايا أخرى قد صدرت منه، يستوجب عليها القصاص عينه.
(3) كل ما نفعله لا بد له من نتيجة على من حولنا. فالأعمال الصالحة التي نفعلها تأتي بالبركة ليس على أنفسنا فقط بل على سوانا أيضاً. كما أن أعمالنا السيئة لها هذا التأثير عينه. فخطية السكير مثلًا تصيبه في شخصه، وفي الوقت نفسه تجلب الشقاء على زوجته وأولاده. إننا نعيش في عالم تقع فيه علينا مسؤولية كبيرة من نحو الآخرين. فالرقيب المهمل في ميدان الحرب مثلًا يسبّب هزيمة الجيش بجملته. وهكذا جلب عخان غضب الله على بني إسرائيل.
(4) بامتداد تأثير شر الشرير إلى سواه يقاصُّ الله الخطية. فالآباء المسرفون مثلًا يقاسون آلام الفاقة نتيجة إسرافهم، ويتألم معهم أولادهم فيزيدهم هذا توجّعاً وتحسُّراً.
كان يجب على عخان أن لا يمد يده إلى ما حرَّمه الرب، ليس مراعاة لصالحه الشخصي فقط، بل لصالح المجموع أيضاً. هذه الحقيقة الخطيرة يجب أن تمنعنا عن ارتكاب الشر.
(5) حزقيال 18: 20 حقيقة واقعة فالله لا يدين البريء بشر الشرير، والابن لا يحمل من إثم الأب، فالله يميّز بين البار والأثيم ولو عاشا جنباً إلى جنب تحت سقف واحد. ولا تزال هذه الحقيقة صادقة وثابتة، وهي أن النفس التي تخطىء هي تموت. والمقصود بالموت هنا الموت الروحي بالانفصال عن الله، أو الموت الأبدي. (راجع تعليقنا على التكوين 2: 17). هذا ولا ننكر أن الأطفال كثيراً ما يحل بهم البؤس والشقاء نتيجة لشر والديهم. ولكن في حالة كهذه يجب أن لا يفوتنا أن هذا ليس معناه أن الله قد تخلّى عن الأطفال الأبرياء وسكب عليهم سخطه، إذ قد تكون الآلام الوقتية هذه خيراً مستتراً لهم.
(6) يشوع 7: 1 وخروج 20: 5 ومواضع أخرى في الكتاب تصوّر لنا ما للخطية من النتائج الوخيمة المريعة البعيدة المدى. غير أن نتائج الخطية هذه قد يستخدمها الله لخير أولاده، تأييداً للعبرانيين 12: 6 الذي يحبه الرب يؤدبه . على أن حزقيال 18: 20 يتكلم عن الإثم الصادر من العناد، وعن الموت الأبدي الذي يقع على الأثمة غير التائبين. فالآيتان المشار إليهما أعلاه لهما وجهتان مختلفتان. ومتى حفظنا هذا في أذهاننا ظهر لنا اتفاقهما التام.
- عدد الزيارات: 15350