شبهات شيطانية ضد سفر ملوك الثاني - قال المعترض الغير مؤمن: ورد في 2ملوك 24: 8
قال المعترض الغير مؤمن: ورد في 2ملوك 24: 8 كان يهوياكين ابن 18 سنة حين ملك ووردفي 2أخبار 36: 9 كان يهوياكين ابن ثماني سنين حين ملك .
وللرد نقول بنعمة الله : لمَّا كان عمره ثماني سنين أشركه والده في الحكم ليمرّنه ويدرّبه على السياسة والإدارة. ولم يملك يهوياكين رسمياً إلا لمَّا كان عمره 18 سنة، وهو ابتداء مدة حكمه رسمياً بعد وفاة والده. وإشراك الملوك أولادهم معهم في الحكم هو أمر معهود في ممالك الدنيا.
قال المعترض الغير مؤمن: جاء في 2ملوك 24: 14 أن نبوخذ نصَّر سبى كل أورشليم وكل الرؤساء وجميع جبابرة البأس، عشرة آلاف مسبي. وفي آية 16 أنه سبى أصحاب البأس سبعة آلاف، والصناع والأقيان ألف. ولكن جاء في إرميا 52: 28 أن نبوخذ نصَّر سبى 3023 في السنة السابعة، وسبى في السنة 18 من ملكه 832 ، وفي السنة 23 من ملكه سبى 745. جملة النفوس 4600 .
وللرد نقول بنعمة الله : نشأ هذا الاعتراض وأمثاله حول رواية الكتاب المقدس لأحداث السبي البابلي، في نفوس أشخاص غير مؤمنين بالوحي الإلهي. غير أن الحفريات والاكتشافات الأثرية التي تمت في القرن العشرين برهنت صدق ما جاء في الكتاب المقدس، خصوصاً ما وُجد في لاخيش وفي سجلات الملك نبوخذ نصر، وهدمت كل ما كان يُثار ضد التوراة. ويجب أن نأخذ أن السبي البابلي تم في خلال عشرين سنة من الفوضى، ونَقْل السكان من مكان لمكان آخر، وذلك من عام 605 ق م حتى سقوط أورشليم النهائي عام 586 ق م.
ونورد ثلاثة اقتراحات لتوضيح ما يبدو متناقضاً في روايتي إرميا 52 و2ملوك 24 حول عدد المسبيين:
1 - قد يكون أن السفرين يتحدثان عن سبيين مختلفين. فما جاء في 2ملوك 24: 12 يتحدث عن سبي جرى في السنة الثامنة للملك نبوخذ نصر، بينما إرميا 52: 28 يتحدث عن سبي جرى في السنة السابعة لنبوخذ نصر. ويتحدث 2ملوك 25: 8 عن سبي حدث في السنة 19 من حكم نبوخذ نصر، بينما يتكلم إرميا 52: 29 في السنة 18 من حكمه. وقد أشار إرميا قبل ذلك للسنة 19 لنبوخذنصر (إرميا 52: 12). إذاً لا يتحدث إرميا 52 و2ملوك 24 عن نفس السبي.
2 - وقد يشير كلٌّ من السفرين إلى نوعية مختلفة من الأسرى المسبيين. فقد يذكر إرميا عدد كل الأسرى، بينما يذكر الآخر عدد الأسرى المأخوذين من منطقة معيَّنة. فيتحدث إرميا 52: 29 عن عدد الأسرى المسبيين من أورشليم، بينما يتحدث في آيتي 28 و30 عن الأسرى المسبيين من اليهود . وربما قدّم لنا كاتب ملوك الثاني عدد أسرى من منطقة جعرافية أوسع.
3 - والأغلب أن عدداً كبيراً من الأسرى مات أو قُتل أثناء الترحيل الإجباري القاسي من فلسطين إلى بابل. لقد كانوا مرضى جائعين أثناء الحصار الذي سبق سقوط دولتهم. فيقدم أحد السفرين لنا عدد الأسرى الذين خرجوا من فلسطين، ويقدم الآخر عدد الأسرى الذين وصلوا أحياءً إلى بابل.
- عدد الزيارات: 12095