Skip to main content

أعظم من جميع الأنبياء

أعظم من جميع الأنبياء - نبي مثل موسي

الصفحة 4 من 6: نبي مثل موسي

 

الفصل الثانى

نبي مثل موسي

فى هذا الفصل سنحلل بتدقيق كل كلمة فى نبوة النبي موسي التي تتحدث عن النبي المنتظر ، فتعال معي لتقرأ كلمات هذه النبوة .

" يقيم لك الرب إلهك نبياً من وسطك من إخوتك مثلى . له تسمعون . حسب كل ما طلبت من الرب إلهك فى حوريب يوم الاجتماع قائلاً : لا أعود أسمع صوت الرب إلهي ولا أري هذه النار العظيمة أيضاً لئلا أموت. قال لى الرب: قد أحسنوا في ما تكلموا. أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك ، وأجعل كلامي فى فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به . ويكون أن الإنسان الذى لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه" ( تثنية 18 : 15- 19) .

واضح تماماً من كلمات هذه النبوة أن النبي المنتظر مُقام من الرب إله اسرائيل ، وأنه مقام بالدرجة الأولى لشعب اسرائيل " يقيم لك الرب إلهك نبياً من وسطك من إخوتك " . وواضح كذلك أن هذا النبي جاء حسب كل ما طلب الاسرائيليون ، " حسب كل ما طلبت من الرب إلهك في حوريب.. أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك".

والتحليل الدقيق لهذه النبوة يرينا إنها تنطبق تماماً على المسيح ، ولا علاقة ها بالنبي محمد من قريب أو بعيد ... فأوجه الشبه بين موسي والمسيح كثيرة.. وعلينا أن نذكر أن أوجه الشبه هذه يجب أن تكون فى دائرة إنسانية المسيح ، لا فى دائرة لاهوته .. فالمسيح باعتباره ابن الله الأزلي ، لا شبيه له .. ولكن باعتباره النبي ، والكاهن ، والملك فيمكن أن نراه في الكثير من شخصيات العهد القديم التي ترمز إليه.

فيوسف كان رمزاً للمسيح ، وداود كان رمزاً للمسيح ، وملكي صادق كاهن الله العلي كان رمزاً للمسيح .. وكذلك كان موسي رمزاً للمسيح.

يقول موسي فى نبوته لبنى إسرائيل: " يقيم لك الرب إليهك نبياً ..مثلي" ويقول الرب لموسي فى ذات النبوة " أقيم لهم نبياً ...مثلك " فالنبي الذى تتحدث عنه النبوة لا بدَّ أن يكون مثل موسي.

والآن تعال معي لنرى أوجه الشبه البارزة بين موسي والمسيح.

1.     كان موسي يهودياً من بني إسرائيل، والمسيح يهودي من بنى إسرائيل .

2.     تعرض موسي فى طفولته الباكرة للموت غرقاً بأمر فرعون ملك مصر، وأنقذ من الغرق بتدخُّل إلهى (خروج 1: 22 و 2: 1-10) .. وتعرض المسيح للقتل بأمر هيرودس الملك ، وأُنقذ من القتل بتدخُّل إلهي (متى 2: 1-15).

3.     تهذب موسي بكل حكمة المصريين وكان مقتدراً فى الأقوال والأعمال ( أعمال 7: 22) وتقول كلمة الله عن المسيح : " المدَّخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم" كولوسي 2: 3) وأنه كان مقتدراً فى الفعل والقول (لوقا 24: 19).

4.     موسي كان صانعاً للمعجزات ، فقد صنع الكثير من المعجزات أمام فرعون : كما صنع الكثير من المعجزات أمام بني اسرائيل ، وعمل المعجزات الخارقة للطبيعة دليل على صدق نبوة النبي ( خروج 4: 1-9 و 17: 3-7)، والمسيح صنع الكثير من المعجزات ، وقد قال المسيح وهو الصادق فيما قال : " وأما أنا فلي شهادة أعظم من يوحنا ؛ لأن الأعمال التي أعطاني الآب لأكملها ، هذه الأعمال بعينها التى أنا أعملها هى تشهد لي أن الآب قد أرسلني"( يوحنا 5: 36) ، وقال أيضاً " صدقونى أنى فى الآب والآب فيَّ ، وإلا فصدقوني لسبب الأعمال نفسها " (يوحنا 4: 11).وقال عنه يوحنا البشير: " وآيات أُخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب فى هذا الكتاب ، وأما هذه فقد كُتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه " ( يوحنا 2: 30و 31).

وقد شهد القرآن بأن المسيح صنع الكثير من المعجزات ، ووضع على فمه الكلمات :

" إنى قد جئتكم بآية من ربكم إني أخلق من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله وأُبرئُ الأكمه (المولود أعمي) والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون فى بيتوكم ان في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين " (سورة آل عمران 3: 49).

بينما شهد القرآن أن محمداً لم يصنع معجزة واحدة .. إذ لما طلب منه معاصروه أن يصنع معجزة ليؤمنوا بنبوته عجز عن صنع معجزة واحدة .. وهذه آية القرآن :

" وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه (وقالوا هلا أنزلت إليه معجزات من ربه تؤيده) قل إنما الآيات (المعجزات ) عند الله وإنما أنا نذير مبين" (سورة العنكبوت 29: 50).

ومرة ثانية  تحداه رجال قريش أن يصنع معجزة فكان رده على تحدِّيهم : " قل سبحان الله هل كنت إلا بشراً رسولاً" (سورة الإسراء 17: 92).

إن النبي الذى تنبأ موسي بمجيئه لا بد أن يكون صانعاً للمعجزات ، ومحمد ليس صانعاً للمعجزات فلا يمكن أن يكون مثل موسي.

 

5.     حرر موسي الشعب الإسرائيلي من عبودية فرعون ( خروج 14: 30). والمسيح يحرر من يؤمن به من عبودية الشيطان والخطية .. لقد قال وهو الصادق الأمين أن كلمات نبوة إشعياء القائلة : " روح الرب عليّ ، لأنه مسحني لأبشر المساكين ، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب ، لأنادي للمأسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر ، وأرسل المنسحقين فى الحرية " (لوقا 4: 18 مع إشعياء 61: 1) ، قد تمت فيه وقال أيضاً : " إن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية .. فإن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً " (يوحنا 8: 34و 36).

6.     لمع وجه موسي بعد أن قضي عند الرب أربعين نهاراً وأربعين ليلة فوق جبل سيناء (خروج 34: 28-30) ، وأضاء وجه المسيح كالشمس عندما صعد مع تلاميذه بطرس ويعقوب ويوحنا إلى جبل التجلي (متي 17: 1و 2).

7.     جاء موسي بالناموس ، وجاء المسيح بالنعمة فكلاهما كان مؤسٍِّساً لدين جديد " لأن الناموس بموسي أعطي ، أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا" (يوحنا 1: 17).   موسي أسس اليهودية ، والمسيح هو أساس ومؤسس المسيحية (متي 16: 15-18).

8.     كان الرب يكلم موسي وجهاً لوجه بغير وسيط من الملائكة ، كما نقرأ : " وكان عمود السحاب إذا دخل موسي الخيمة ينزل ويقف عند باب الخيمة ويتكلم الرب مع موسي.. ويكلم الرب موسي وجهاً لوجه ، كما  يكلم الرجل صاحبه " (خروج 33: 9-11). ويقول القرآن : وكلَّم الله موسي تكليماً " (سورة النساء 4: 164).

والنبي الذى تنبأ موسي بمجيئة قيل عنه : " أقيم لهم نبياً .. مثلك . وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به " (تثنية 18: 18) ، هذا معناه أن كلام ذلك النبي هو كلام الله ذاته " وأجعل كلامي في فمه" . فالله تبارك اسمه هو الذي سيجعل كلامه فى فم ذلك النبي بغير وسيط . أي أن النبي الذى تنبأ عنه موسي لن يتلقي وحيه بواسطة ملاك من ملائكة الله ، بل من الله ذاته. وقد قال المسيح لفيلبس أحد تلاميذه: " ألست تؤمن أني أنا في الآب والآب في .. الكلام الذي أكلمكم به لست أتكلم به من نفسي لكن الآب الحال فيَّ هو يعمل الأعمال " (يوحنا 14: 10)، وقال أيضاً : " تعليمي ليس لي بل للذي أرسلني " ( يوحنا 7: 16 )، وقال عنه كاتب الرسالة إلى العبرانيين : " الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة . كلمنا في هذه الأيام الأخيرة فى ابنه " (عبرانيين 1: 1 و 2) .

فالنبي الذي تنبأ عنه موسي سيجعل الله كلامه في فمه بغير وسيط من الملائكة.. وهذا ينطبق تماماً على المسيح ، أما النبي محمد فقد تلقي وحيه من الروح الذي التقاه عند غار حراء بالقرب من مكة ، وضغط عليه ثلاث مرات وهو يقول له " إقرأ " حتى ظن محمد أنه الموت.

9.     موسي نطق بكثير من النبوات التي تمت وسوف تتم ، فقد تنبأ عن مجيء المسيح (تثنية 18: 15-19) ، وأكد المسيح أن نبوة موسي هي عنه إذ قال اليهود : " لا تظنوا أني أشكوكم إلى الآب . يوجد الذي يشكوكم وهو موسي الذي عليه رجاؤكم .. لأنكم لو كنتم تصدقون موسي لكنتم تصدقونني لأنه هو كتب عني" ( يوحنا 5: 45، 64) . وتنبأ موسي كذلك عن تبديد اليهود فى العالم بسبب تمردهم وعصيانهم وكان ذلك قبل دخولهم إلى أرض كنعان ( تثنية 28: 64-68)، كما تنبأ عن عودتهم إلى أرضهم (تثنية 3: 1-10) . كذلك نطق المسيح بنبوات عديدة تمت وسوف تتم .. فقد تنبأ عن موته وقيامته (متى 20: 17-19) ، وتنبأ عن خراب أورشليم وهدم الهيكل اليهودي ( متى 24: 1، 2 ولوقا 19: 41 -44) ، وأنبأ بالعلامات التي تسبق مجيئه الثاني إلى العالم ( متي 24: 1-41، ولوقا 17 : 22-37، ولوقا 21: 5-38).

إن النطق بالنبوات الصادقة دليل صدق نبوة النبي : " وإن قلت في قلبك . كيف نعرف الكلام الذي لم يتكلم به الرب ؟ فما تكلم به النبي باسم الرب ولم يحدث ولم يصر ، فهو الكلام الذي لم يتكلم به الرب ، بل بطغيان تكلم به النبي ، فلا تخف منه " ( تثنية 18: 21و 22) .

لقد قال موسي في نبوته : " يقيم لك الرب إلهك نبياً من وسطك من إخوتك مثلي . له تسمعون " ( تثنية 18: 15) . وفوق جبل التجلي ظللت سحابة مضيئة التلاميذ الثلاثة بطرس ويعقوب ويوحنا ، " وصوت من السحابة قائلاً : هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت . له اسمعوا " ( متي 17: 7) .

والكلمة الأخيرة في قضية نبوة موسي عن النبي المنتظر ، قالها بطرس الرسول لليهود في أورشليم وحسم بها الأمر .. فتعال معي نقرأ كلماته: " أيها الرجال الإسرائيليون .. إله آبائنا مجد فتاه يسوع الذي أسلمتوه أنتم وأنكرتموه أمام بيلاطس وهو حاكم بإطلاقه . ولكن أنتم أنكرتم القدوس البار وطلبتم أن يوهب لكم رجل قاتل . ورئيس الحياة قتلتموه الذي أقامه الله من الأموات ونحن شهود لذلك ..

" والآن أيها الإخوة أنا أعلم أنكم بجهالة عملتم كما رؤساؤكم أيضاً . وأما الله فما سبق وأنبأ به بأفواه جميع أنبيائه أن يتألم المسيح قد تمّمه هكذا . فتوبوا وارجعوا لتُمحي خطاياكم لكي تأتي أوقات الفرج من وجه الرب . ويرسل يسوع المسيح المُبشّر به لكم قبل . الذي ينبغي أن السماء تقبله إلى أزمنة ردّ كل شيئ التي تكلم عنها الله بفم جميع أنبيائه القديسين منذ الدهر . فإن موسي قال للآباء : إن نبياً مثلي سيقيم لكم الرب إلهكم من إخوتكم . له تسمعون في كل ما يكلمكم به . ويكون أن كل نفس لا تسمع لذلك النبي تُباد من الشعب . وجميع الأنبياء أيضاً من صموئيل فما بعده ، جميع الذين تكلموا سبقوا وأنبأوا بهذه الأيام . أنتم أبناء الأنبياء والعهد الذي عاهد به الله آباءنا قائلاً لإبراهيم وبنسلك تتبارك جميع قبائل الأرض . إليكم أولاً ، إذ أقام الله فتاه يسوع ، أرسله يبارككم برد كل واحد منكم عن شروره " (أعمال 3: 13-26).

أوضح بطرس الرسول في كلامه لليهود  عدة حقائق :

الحقيقة الأولى : أن المسيح قُتل ، وأن الله أقامه من الأموت ، وأن الرسل شهود بحقيقة قيامته (أعمال 3: 14) .

الحقيقة الثانية : أن اليهود صلبوا المسيح وقتلوه لأنهم لم يعرفوا أنه المسيح ، المسيا الموعود به بالأنبياء ، " والآن أيها الإخوة أنا أعلم أنكم بجهالة عملتم كما رؤساؤكم أيضاً " (أعمال 3: 17).

ونفس الكلمات قالها لهم يوحنا المعمدان حين سألوه : " هل أنت المسيح؟ هل أنت إيليا؟ هل أنت النبي؟ .." فقد عرف أن الأمر قد اختلط عليهم ، فظنوا أن المسيح هو شخص غير النبي ، لاسيما عندما قالوا : " فما بالك تعمد إن كنت لست المسيح ولا إيليا ولا النبي؟ " (يوحنا 1: 25) ولذا فقد أجابهم : " أنا أعمد بماء . ولكن في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه . هو الذي يأتي بعدي الذي صار قدامي الذي لست بمستحق أن أحل سيور حذائه " ( يوحنا 1: 26 و 27).

أجل ، إن الكهنة واللاويين والفريسيين جهلوا حقيقة المسيح حين جاء " لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد " ( 1كورنثوس 2: 8).

الحقيقة الثالثة : إن النبي الذي تنبأ موسي بمجيئه هو يسوع المسيح .

الحقيقة الرابعة : إن مجئ المسيح فى الجسد هو إتمام لوعد الله الذي وعد به إبراهيم قائلاً : " وبنسلك تتبارك جميع قبائل الأرض " ( أعمال 3: 25).

كان لا بد أ، يأتي المسيح ، النبي المنتظر الذي تنبأ عنه موسي من بني اسرائيل ، لأن الله عزل الشعب اليهودي عن سائر الشعوب قديماً ليكونوا شهوداً له " أنتم شهودي يقول الرب وعبدي الذي اخترته لكي تعرفوا وتؤمنوا بي وتفهموا أني أنا هو قبلي لم يصور إله وبعدي لا يكون . أنا أنا الرب وليس غيري مخلِّص " (إشعياء 43: 10-12).

والقرآن يذكر أربع آيات تؤكد أن الله فضَّل بني اسرائيل على العالمين وجعل فيهم أنبياء وجعلهم ملوكاً .. فتعال معي لنقرأ آيات القرآن .

" يابي اسرائيل أذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين " ( سورة البقرة 2: 47).

" يابني اسرائيل أذكروا نعمتي عليكم وأني فضلتكم على العالمين " ( سورة البقرة 2: 122).

" ولقد آتينا بني اسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلنهم على العالمين " (سورة الجاثية 45: 16).

" وإذ قال موسي لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكاً وأتاكم مالم يؤت أحداً من العالمين . يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين "  ( سورة المائدة 5: 20و 21).

وبغير جدال أن الله تبارك اسمه فضّل بني اسرائيل على العالمين لأن المسيح الذي يسميه القرآن " عيسي ابن مريم" الذي فتح طريق الخلاص للبشر بموته على الصليب، والذي أظهر بهذا الموت الكفاري كمال عدل الله وكمال رحمته وكمال نعمته، كان سيولد في بيت لحم فى أرض اسرائيل ، ومن نسل داود النبي ملك اسرائيل.. ويُصلب فوق الجلجثة في أرض اسرائيل ، وسوف يعود ثانية إلى أرض اسرائيل " وتقف قدماه فى ذلك اليوم على جبل الزيتون " (زكريا 14: 4).. وجبل الزيتون هو جبل قريب من أورشليم في اسرائيل .

 

ومميزاً حتى إنه لم يكن مثلك قبلك ولا يقوم بعدك نظيرك " ( 1 ملوك 3: 12) . ووصل خبر حكمة سليمان إلى بلاد بعيدة .. أما المسيح فهو أعظم من سليمان ، لأنه هو المكتوب عنه " المدخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم " ( كولوسي 2: 3) .. والمكتوب عنه أيضاً " ومنه أنتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله وبراً وقداسة وفداء " ( 1 كورنثوس 1: 30) ، وإنجيله مقدم للعالم كله .

·        المسيح أعظم من يونان :

قال المسيح : " رجال نيوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه لأنهم تابوا بمناداة يونان وهوذا أعظم من يونان ههنا" ( متى 12: 41) .

لقد قضي يونان ثلاثة أيام وثلاث ليال في بطن الحوت بسبب عصيانه للأمر الإلهي . أما المسيح فقد مات على الصليب ، وقضي في القبر ثلاثة أيام وثلاث ليال بسبب عصيان البشرية ، فهو أخذ مكان العصاة حين مات على الصليب ، وهو بعمله الفدائي أعظم من يونان .

·        المسيح أعظم من يوحنا المعمدان :

قال المسيح عن يوحنا المعمدان : " الحق أقول لكم لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان " ( متى 11: 11). وقال عنه أيضاً أنه " أفضل من نبي " ( متى 11: 9).

وقال يوحنا المعمدان عن المسيح : " أنا أعمد بالماء ولكن في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه . هو الذي يأتي بعدي الذي صار قدامي الذي لست بمستحق أن أحل سيور حذائه " ( يوحنا 1: 26و 27).

" وشهد يوحنا قائلاً إني قد رأيت الروح نازلاً مثل حمامة من السماء فاستقر عليه . وأنا لم أكن أعرفه . لكن الذي أرسلني لأعمد بالماء ذاك قال لي الذي ترى الروح نازلاً ومستقراً عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس . وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله  " ( يوحنا 1: 32-34).

" ينبغى أن ذلك يزيد وأني أنا أنقص الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع .. الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع "  ( يوحنا 3: 30-31).

والمسيح جاء من السماء وهذه كلماته إلى نيقوديموس رئيس اليهود " ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذى نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء " ( يوحنا 3: 13).

المسيح أعظم من يوحنا ، لأن يوحنا كان أفضل من نبي .. أما المسيح فهو ابن الله الذي نزل من السماء .

 

المسيح أعظم من موسى .

وأعظم من الملك سليمان .

وأعظم من يونان .

وأعظم من يوحنا المعمدان .

وهو مع هذا كله أعظم من الهيكل .. إذ قال بفمه الصادق : " ولكن أقول لكم ههنا أعظم من الهيكل " ( متى 12: 6) ., وليس أعظم من الهيكل إلا الرب الساكن في الهيكل .

سيأتي اليوم الذي يقف فيه الناس جميعاً أمام المسيح ليعطوا حساباً عن آثامهم وخطاياهم.

" لأن الآب لا يدين أحداً بل قد أعطي كل الدينونة للابن . لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب . ومن لا يكرم الابن لا يكرم الآب الذي أرسله" ( يوحنا 5: 22و 23).

ويصور سفر رؤيا يوحنا يوم عودة المسيح ويوم الدينونة فيقول :

" ثم رأيت السماء مفتوحة ، وإذا فرس أبيض والجالس عليه يُدعى أميناً وصادقاً وبالعدي يحكم ويحارب . وعيناه كلهيب نار وعلى رأسه تيجان كثيرة وله اسم مكتوب ليس أحد يعرفه إلا هو . وهو متسربل بثوب مغموس بدم ويُدعى اسمه كلمة الله . والأجناد الذين في السماء كانوا يتبعونه على خيل بيض لابسين بزاً أبيض ونقياً . ومن فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الأمم . وهو سيرعاهم بعصا من حديد وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كل شيء . وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب : ملك الملوك ورب الأرباب " ( رؤيا يوحنا 19: 11-16).

" ثم رأيت عرشاً عظيماً أبيض والجالس عليه الذي من وجهه هربت الأرض والسماء ولم يوجد لهما موضع ! ورأيت الأموات صغاراً وكباراً واقفين أمام الله وانفتحت أسفار . وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة ودين الأموات مما هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم . وسلم البحر الأموات الذين فيه وسلم الموت والهاوية الأموات الذين فيهما ودينوا كل واحد بحسب أعماله . وطُرح الموت والهاوية في بحيرة النار . هذا هو الموت الثاني وكل من لم يوجد مكتوباً في سفر الحياة طُرح في بحيرة النار" ( رؤيا 20: 11-15).

هذه هي صورة يوم الدينونة الرهيب

يوم تكشف الأسرار

وتفضح الخفايا

ويقف العظيم والحقير عرايا أمام الله ديان الجميع.

ويا له من يوم رهيب ..

وإذا سألت كيف أنجو من هذا الموقف العصيب ، وهذه النهاية المخزية والمخيفة؟!

تقول لك كلمة الله الصادقة :

" آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص" ( أعمال 16: 31).

" الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية . والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله " ( يوحنا 3: 36).

إنها آخرتك ، فلا تسمح للتعصب أن يعمي عينيك بل افتح قلبك للمسيح الذي قال وكلامه حق :

" أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي فى الظلمة بل يكون له نور الحياة " ( يوحنا 8: 12).،

واتبع المسيح الذي يناديك :

" تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" ( متى 11: 28).

وهو بكل يقين سيريحك من ثقل خطاياك ، ويهبك غفراناً تاماً لكل آثامك ، ويرشدك إلى طريق السلوك السوي في الحياة ، ويضمن لك ضماناً كاملاً .. الحياة الأبدية في السماء الجديدة والأرض الجديدة ( 2 بطرس 3: 13).

أعظم من جميع الأنبياء
الصفحة
  • عدد الزيارات: 29137

الإنجيل المقدس مجانا

إحصل على نسختك المجانية من الإنجيل المقدس يصل إلى عنوانك البريدي أو بواسطة صديق.

شاهد فيلم المسيح

شاهد فيلم المسيح بلهجتك الخاصة متوفر بعدة لهجات من مختلف الدول العربية مثل اللهجة الجزائرية والتونسية والمصرية وغيرها.

إتصل بنا عبر سكايب

إلى زوارنا في البلاد العربية بامكانكم الإتصال بأحد مرشدينا مباشرة من الساعة التاسعة صباحا حتى الثالثة مساء بتوقيت مصر.

شاهد قصص الأنبياء

سلسلة قصص درامية باللغة العربية عن أنبياء الله في العهد القديم تبدأ من قصة آدم وحواء حتى قصة الملك داود.