Skip to main content

أعظم من جميع الأنبياء

أعظم من جميع الأنبياء - تقديم الرسالة

الصفحة 2 من 6: تقديم الرسالة

تقديم الرسالة

كتبت هذه الرسالة لأثبت بما لا يدع مجالا للشك ان النبى الذى تنبأ عنه موسى بكلماته " يقيم لك الرب إلهك نبياً من وسطك من إخوتك مثلى , له تسمعون " ( تثنيه 15:18), هو المسيح وليس محمد كما يزعم بعض علماء المسلمون .

وسيجد القارىء دراسة تحليلة لهذه النبوة تؤكد له هذا الحق الواضح فى الكتاب المقدس الكريم.

لقد حاول بعض علماء المسلمين وعلى رأسهم " ابن تيمية " أن يجدوا نبوات فى الكتاب المقدس عن النبى محمد, لكن محاولاتهم باءت بالفشل الذريع لأنها خرجت عن كل مبادىء التفسير الصحيح.

قال هؤلاء العلماء ان النبوة التى سجلها موسى فى سفر الثنية والتى ذكرناها فيما سبق من حديث تتحدث عن محمد , والدراسة التى سنعرضها فى الصفحات التالية ستظهر بوضوح تام ان المسيح وليس محمد هو موضوع هذه النبوة .

وقالوا ان النبوة التى سجلها اشعياء النبى بالكلمات " هوذا عبدى الذى اعضده, مختارى الذى سرت به نفسى , وضعت روحى عليه فيخرج الحق للأمم , لايصيح ولا يرفع ولا يسمع فى الشارع صوته , قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة خامدة لا يطفىء 00" والتى تستمر فتقول " انا الرب قد دعوتك بالبر , فامسك بيدك واجعلك عهدا للشعب ونورا للأمم " ( إشعياء 1:42-3و6و7) وهى نبوءة عن محمد , لأن اشعياء يذكر فى نفس الأصحاح الكلمات " غنوا للرب اغنية جددة , تسبيحة من اقصى الأرض , ايها المنحدرون فى البحر وملؤه والجزائر وسكانها , لترفع البرية ومدنها صوتها , الديار التى سكنها قيدار " ( إشعياء 10:42و11) وقالوا بما ان النبوة تذكر الصحراء التى سكنها قيدار , وقيدار هو احد ملوك العرب , إذاً فهى تتحدث عن محمد  , ونسى هؤلاء العلماء ان الأصحاح وحده  متكاملة 00 فهو يتحدث عن عبد الرب ومختاره الذى وضع روحه عليه, والذى جعله عهداً لشعب ونوراً للأمم ليفتح عيون العمى , ويخرج من سجن الخطية المأسورين الجالسين فى الظلمة 00 ثم ينادى أقصى الأرض والمنحدرين فى البحر والجزائر وسكان الجزيرة العربية ان يقبلوا هذا المختار الكريم ويغنوا للرب أغنية جديدة .

وقد اكد البشير متى فى بشارته ان هذه النبوة تمت حرفياً فى المسيح , وهذه كلمات متى البشير" فلما خرج الفريسيون هناك . وأوصاهم أن لا يظهروه لكي يتم ما قيل بإشعياء النبي القائل . هوذا فتاي الذى اخترته . حبيبى الذي سرت به نفسى . أضع روحى عليه فيخبر الأمم بالحق . لا يخاصم ولا يصيح ولايُسمِع أحد فى الشوارع صوته .قصبة مرضوضة لا يقصف . وفتيلة مدخنة لا يطفئ حتى يخرج الحق إلى النصرة. وعلى اسمه يكون رجاء الأمم" (متى 12: 14-21).

وكلمات متى البشير تنفي نفياً باتا وقاطعاً أن يكون النبي محمد هو المذكور فى نبوة إشعياء.

وقالوا أن الكلمات المذكورة فى المزمور الرابع والثمانين والتي تقول " طوبى لأناس عزهم بك طرق بيتك فى قلوبهم . عابرين فى وادى البكاء يصيّرونه  ينبوعاً .. يذهبون من قوة إلى قوة . يُرَون قدام الله فى صهيون" ( مزمور 84: 5-7) هى نبوة عن محمد ، لأن وادى البكاء ممكن أن ينطق وادى "بكة" ، و"بكة " هى "مكة" ، ومحمد جاء من مكة ، ولست أرى نفسي بحاجة للتعليق على هذا التفسير ، لأنه يحمل فى كلماته ما يخرجه عن أي قواعد للتفسير..

وأخيراً وليس آخراً ، قالوا أن المسيح وعد تلاميذه بأن يرسل لهم المعزي ، وأن هذا المعزي هو النبي محمد..

وقراءة نزيهة لوعد المسيح لتلاميذه تنفي تماماً أن يكون هذا الوعد هو وعد بمجئ محمد ، وتؤكد أن المسيح كان يتحدث عن الروح القدس الذي سيحل على التلاميذ بعد صعوده.

فتعال معي لنقرأ كلمات المسيح لتلاميذه :

" إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي. وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد . روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم " (يوحنا 14: 15-17).

" وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيئ ويذكِّركم بكل ما قلته لكم" (يوحنا 14: 26).

" ومتى جاء المعزي الذى سأرسله أنا إليكم . من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي " (يوحن 15: 26).

" لكنى أقول لكم الحق إنه خير لكم أن أنطلق . لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي. ولكن إن ذهبت أرسله إليكم . ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة . أما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بى ، وأما على بر فلأنى ذاهب إلى أبى ولا تروننى أيضا. وأما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دِين.

إن لي أمورا كثيرة أيضاً لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن . وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية . ذاك يمجدنى لأنه يأخذ مما لى ويخبركم" ( يوحنا 16: 7-14).

يقول بعض علماء المسلمين أن الكلمة التى تترجم " المعزى " من اللغة اليونانية هي Periklutos  ومعناها الشخص المحمود ، وهذا الشخص المحمود هو محمد لأن هذا معنى اسمه .. ويقولون أن المسيحيين استبدلوا الكلمة Periklutos بكلمة Parakletos ليرفعوا من العهد الجديد هذه الآية التى تتنبأ عن مجئ محمد.

ويقينا ان parakletos التى تعنى المعزي أو المريح هى الكلمة الموجودة فى الأصل اليوناني للعهد الجديد .. أضف إلى هذا أن كل الصفات المعطاة للروح القدس فى وعد المسيح لا يمكن أن تنطبق بحال من الأحوال على النبى محمد.

فالمعزى الذى وعد المسيح بإرساله هو فى نفس المساواة للمسيح.. فالمسيح كان هو المعزى للتلاميذ أثناء وجوده معهم، ووعد أن يطلب من الآب ليعطى التلاميذ معزياً آخر.

والمعزى الذى وعد المسيح بمجيئه هو روح الحق الذى لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه " أما محمد فقد كان بشراً لا روحاً ، وقد رآه الكثيرون وعرفوه .

والمعزى الذى وعد المسيح بمجيئه اسمه " الروح القدس" ، وقد قال المسيح عنه أنه يعلم تلاميذه كل شيئ ، ويذكّرهم بكل ما قاله لهم . ومحمد لم يذكّر التلاميذ بما قاله لهم المسيح ، لأن التلاميذ ماتوا قبل محمد بمئات السنين ، أما الروح القدس فقد أعاد إلى ذاكرة الرسل وتلاميذ المسيح كل ما قاله المسيح فسجّلوه بالحرف الواحد في البشائر الأربعة ، وفى رسائلهم التى كتبوها.

والمعزى الذى وعد المسيح بمجيئه " يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة " وأعظم الخطايا التى يبكت الروح القدس عليها هى خطية عدم الإيمان بالمسيح باعتباره ابن الله الحي .. ومحمد لم يفعل هذا بل على العكس أهان المسيح حين قال عنه " إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون " (سورة آل عمران 3: 59).

والمعزى الذى وعد المسيح بمجيئه يخبر التلاميذ بأمور آتية ، ويمجد المسيح أي يعطى قدرة لعقول التلاميذ ليروا المسيح كما هو فى مجده العظيم ، ومحمد كما رأينا لم يمجد المسيح.

أخيرا فإن المعزى الروح القدس ، وعد المسيح بإرساله للتلاميذ بعد فترة قصيرة من صعودة إلى السماء ، " وفيما هو مجتمع معهم أوصاهم أن لا يبرحوا من أورشليم بل ينتظروا موعد الآب الذى سمعتموه منى ، لأن يوحنا عمٍٍٍَِد بالماء وأما أنتم فستتعمدون بالروح القدس ليس بعد هذه الأيام بكثير" ( أعمال 1: 4و 5).

طلب المسيح من تلاميذه أن لا يبرحوا من أورشليم منتظرين حلول الروح القدس عليهم ، وأن حلول الروح القدس سيحدث بعد أيام قليلة من صعوده إلى السماء.

كان وعد المسيح بأن الروح القدس سيحل فى أورشليم على التلاميذ الذين كانوا عائشين فى أيامه .

وقد حل الروح القدس فعلاً وحقاً على التلاميذ وهم مجتمعين فى أورشليم كما وعد المسيح بعد عشرة أيام من صعوده إلى السماء .

" ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معاً بنفس واحدة . وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين . وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم وامتلأ الجميع من الروح القدس" (أعمال 2: 1-4).

أما محمد فقد وُلد فى مكة لا فى أورشليم سنة 570 بعد الميلاد ، وكان ظهوره كنبى بعد موت التلاميذ بستة قرون.. ولا يمكن أن يتفق هذا الزمن الطويل مع كلمات المسيح لرسله أن يرسل لهم الروح القدس " ليس بعد هذه الأيام بكثير " ( أعمال 1: 5).

يقيناً أن وعد المسيح بإرساله الروح القدس للتلاميذ لا ينطبق على محمد من قريب أو بعيد .. وأن الآية القرآنية القائلة " وإذ قال عيسى ابن مريم يا بنى اسرائيل إنى رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يديّ من التوراة ومبشراً برسول يأتى من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين " (سورة الصف 61: 6)، لا تجد إتمامها بحال ما فى وعد المسيح للتلاميذ بإرسال الروح القدس.

لقد كانت آخر كلمات المسيح فى خطابه الوداعى لرسله : " لا تضطرب قلوبكم . أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي . فى بيت أبي منازل كثيرة . وإلا فإنى كنت قد قلت لكم. أنا أمضى لأعد لكم مكاناً . وإن مضيت وأعددت لكم مكاناً آتى أيضاً وآخذكم إليّ حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً " (يوحنا 14: 1-3).

لم يعد المسيح تلاميذه بمجئ نبي آخر، يؤسس ديناً آخر .. بل وعدهم بأنه سيعود بنفسه ليأخذهم إليه.. وفى سفر رؤيا يوحنا آخر أسفار العهد الجديد قال المسيح وهو الصادق الأمين " وها أنا آتى سريعاً وأجرتي معى لأجازي كل واحد كما يكون عمله " (رؤيا يوحنا 22:12).

إنه مما يثير العجب ، انه بينما يدَعي علماء المسلمين أن العهد القديم كتاب محرف ، حرَفه اليهود .. وأن العهد الجديد كتاب مزيف كتبه تلاميذ ورسل المسيح بأيديهم ، فإنهم يستميتون فى البحث عن آية واحدة فى الكتاب المقدس تتنبَأ عن محمد.. والسبب وراء هذا البحث المستميت أنهم يريدون أن يثبتوا ما قاله القرآن في الآية القائلة :

" الذين يتبعون الرسول الأمي (محمد) الذى يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل " (سورة الأعراف 7: 157).

والعارفون للكتاب المقدس ، والدارسون لمحتوياته يؤكدون تأكيداً قاطعاً أنه لا توجد آية واحدة فيه تنبئ بمجئ محمد ، لا من قريب ولا من بعيد .

إن الدراسة التي سنعرضها فى الصفحات التالية ستظهر للباحث الأمين بوضوح تام أن المسيح وليس محمد هو الذى الذي ذكره موسي في نبوته.

وإذ أقدم هذه الدراسة ، أقدمها ومعها صلاتي أن يستخدمها الله بروحه لإنارة الكثيرين ، وهدايتهم إلى المسيح ، الفادي الكريم .

 

سيرنجفيلد- فيرجينيا                    الدكتور القس لبيب ميخائيل

الولايات المتحدة الأمريكية                      14 سبتمبر 1998

الكهنة واللاويون يسألون يوحنا المعمدان
الصفحة
  • عدد الزيارات: 28962

الإنجيل المقدس مجانا

إحصل على نسختك المجانية من الإنجيل المقدس يصل إلى عنوانك البريدي أو بواسطة صديق.

شاهد فيلم المسيح

شاهد فيلم المسيح بلهجتك الخاصة متوفر بعدة لهجات من مختلف الدول العربية مثل اللهجة الجزائرية والتونسية والمصرية وغيرها.

إتصل بنا عبر سكايب

إلى زوارنا في البلاد العربية بامكانكم الإتصال بأحد مرشدينا مباشرة من الساعة التاسعة صباحا حتى الثالثة مساء بتوقيت مصر.

شاهد قصص الأنبياء

سلسلة قصص درامية باللغة العربية عن أنبياء الله في العهد القديم تبدأ من قصة آدم وحواء حتى قصة الملك داود.