العيوب الجسيمة
وبطبيعته العدوانية المعتادة يتحدَّى ديدات المؤمن المسيحي أن يلمّ أطراف شجاعته ليواجه أقسى ضربة, كما لو أنَّ ما سيقوله ديدات غير معروف لدينا إطلاقاً. وهو يستشهد بكلمات من مقدمة الترجمة المنقحة المعروفة باسم RSV ويضع خطاً تحت هذه الكلمات في كتيبه: "إنّ الترجمة المعروفة بترجمة الملك جيمس تحتوي على عيوب جسيمة, وهذه العيوب كثيرة ومهمة بحيث تتطلّب المراجعة" صفحة 11.
هذه "العيوب" ما هي إلا عدد من القراءات المختلفة التي لم تكن معروفة للمترجمين الذين أعدّوا ترجمة الملك جيمس في أوائل القرن السابع عشر. وقد تعرَّفت الترجمة المنقحة التي تمَّت في القرن الحالي على هذه القراءات, وذكرتها كحاشية أسفل الصفحات المحتوية على هذه النصوص. علاوة على ذلك فإنه بالنسبة لآية مثل الواردة في 1يوحنا 5:7 أوردتها ترجمة الملك جيمس KJV لأنّ المترجمين أخذوها من أقدم المخطوطات المعروفة لهم, بينما استبعدتها الترجمة المنقحة RSV لأنّ أحدث المخطوطات التي تمَّ اكتشافها وقت تجهيز تلك الترجمة لم توجد فيها هذه الآية. ونقدّم على ذلك الملاحظات التالية:
1 يجب أن نشير مرة أخرى إلى أنّ ترجمتي الملك جيمس والترجمة المنقحة ما هما إلا ترجمتان لنصوص الكتاب المقدس إلى اللغة الإنجليزية من اللغة اليونانية, وأنَّ هذه النصوص في مخطوطات قديمة محفوظة لم يحدث بها أي تغيير. لدينا حوالي 4000 من المخطوطات اليونانية, يرجع تاريخها إلى ما لا يقل عن مائتي سنة قبل محمد وقبل الإسلام.
2 ليس هناك أي تغيير أساسي بأي شكل في التكوين أو التعليم أو العقيدة الخاصة بالكتاب المقدس في الترجمة المنقحة RV, أو في ترجمة الملك جيمس KJV, أو الترجمة المنقحة RSV أو أي ترجمات إنجليزية أخرى, فإنّ جوهر الكتاب المقدس لا تغيير فيه إطلاقاً.
3 هذه ليست نصوصاً وأصولاً مختلفة من الكتاب المقدس. لقد سمعنا القول إنّ هناك فقط قرآناً واحداً, بينما المسيحيون لديهم نصوص مختلفة للكتاب المقدس. وهذه مقارنة خاطئة بصفة مطلقة, لأنَّ هذه "الترجمات" للكتاب المقدس ما هي إلا ترجمات للغة الإنجليزية من النصوص الأصلية العبرية واليونانية. وبالمثل فهناك ترجمات باللغة الإنجليزية متعددة للقرآن, ولكن لا يدَّعي أحد أنها "نسخ" و"أصول" مختلفة للقرآن. وبنفس الطريقة لدينا ترجمات إنجليزية متعددة, ولكن بمقارنة سريعة بينها سيتضح على الفور أنَّ لدينا كتاباً مقدساً واحداً فقط.
نعم هناك قراءات مختلفة للكتاب المقدس, ونحن كمسيحيين نؤمن بالنزاهة التامة في كل وقت, ولا يسمح لنا ضميرنا أن نتحاشى الحقائق, كما أننا لا نؤمن أنه يمكن تحقيق أي شيء بالتظاهر أنّ مثل هذه الاختلافات لا وجود لها.
- عدد الزيارات: 16630