Skip to main content

الكتاب المقدس هو كلمة الله

العيوب الجسيمة - فأين ذهبت هذه الآيات؟

الصفحة 4 من 6: فأين ذهبت هذه الآيات؟

فأين ذهبت هذه الآيات؟

نناقش الآن نسخة عبد الله بن مسعود. وما يُقال عن هذه النسخة بصفة عامة ينطبق على باقي النسخ التي أُبيدت بناءً على أوامر عثمان. كانت هذه النسخة تعتبر لدى مسلمي الكوفة النسخة الرسمية للقرآن. وعندما أرسل عثمان الأمر أول مرة بحرق جميع النسخ عدا النسخة التي في حوزة حفصة, رفض ابن مسعود - ولبعض الوقت - أن يتخلّى عن نسخته التي نافست نسخة حفصة على أنها النص الرسمي. وابن مسعود هو أحد المسلمين الأوائل, ومن أوائل معل‍ّمي قراءة وتلاوة القرآن. كما كان يُعتبر لدى الكثيرين كأحد أحسن المراجع فيما يتعلق بنصوص القرآن. وفي إحدى المناسبات قام بتلاوة ما يزيد عن سبعين سورة من القرآن أمام محمد, ولم يجد أحدٌ أيَّ خطأ في تلاوته. صحيح مسلم. مجلد 4.

وفي كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد مجلد 2 كان عبد الله بن مسعود موجوداً عندما كان محمد يراجع القرآن مع جبريل كل سنة. وورد في الحديث الصحيح أنَّ محمداً قال: "خذوا القرآن عن أربعة: عبد الله بن مسعود, وابن أبي كعب, وأبي حذيفة, ومعاذ بن جبل". وبدأ بابن مسعود. وهذا يعني أنّ ابن مسعود كان المرجع الأول.

ومن الغريب أن نكتشف أن نسخته تختلف عن نسخ الباقين بما في ذلك نسخة حفصة في مواضع كثيرة. ففي سوة البقرة وحدها توجد 149 حالة على الأقل يختلف فيها عن النصوص الأخرى المتداولة, وبالأخص نص حفصة.

يبرز أمران من كل هذا:

1 يظهر أنَّ نسخة ابن مسعود كان لها أساس أرسخ من نسخة حفصة باعتبارها أحسن نسخة للقرآن, خاصة وأنّ محمداً اعتبره أحسن أربعة يُرجَع إليهم في القرآن.

2 كانت هناك اختلافات نصّية كثيرة جداً بين النسختين. فإذا أخذنا في الاعتبار أنّ حوالي 12 نسخة أصلية أخرى من القرآن كانت موجودة لرجال بارزين مثل سالم وأبي بن كعب, وأنها كانت تختلف اختلافاً جوهرياً عن نسخة حفصة أيضاً بينما تتفق غالباً مع نسخة ابن مسعود, فلا بد أن نستنتج أنَّ هذا الدليل ينفي الوهم بأنَّ القرآن لم يحدث به أي تغيير!

والحقيقة هي أنَّ تاريخ نصوص القرآن يشابه تماماً تاريخ نصوص الإنجيل, فكلا الكتابين حُفظ جيداً بطريقة ظاهرة, وكل منهما في تكوينه الأساسي ومحتواه تسجيل مقبول لما كان عليه في الأصل. لكن لم يُحفظ أيٌ من الكتابين كليةً بدون خطأ أو عيب نصّي. لقد عانى كلٌ من الكتابين - هنا وهناك - من تفسيرات مختلفة في النسخ الأولى المعروفة لنا, لكن لم يُحرَّف أيٌ منهما بأي شكل من الأشكال. وإنّ المسيحيين والمسلمين الجادّين سوف يقرّون هذه الحقائق بأمانة.

الاختلاف الوحيد بين القرآن والإنجيل اليوم هو أنّ الكنيسة المسيحية - ومن أجل الحقيقة - قد حفظت بعناية النصوص المختلفة التي وُجدت, بينما المسلمون - وفي وقت عثمان - وجدوا أنّه من الملائم أن يبيدوا على قدر الإمكان كل أدلة النصوص المختلفة للقرآن, بقصد إقرار نص واحد للقرآن لجميع المسلمين في العالم. وقد يكون هناك نص واحد للقرآن في التداول اليوم, ولكن لا يمكن لأحد أن يدَّعي بأمانة بأنه تماماً ذلك الذي سلَّمه محمد لرفقائه. لم يذكر أحدٌ - في أي وقت - لماذا استحقت نسخة حفصة أن تُعتبر معصومة, بينما يتوافر الدليل على عكس ذلك, حيث يُفترض أنّ نسخة ابن مسعود أحقّ كثيراً بأن تُعتبر أحسن النسخ المتوافرة.

لا يجدي القول إنّ القرآن اليوم واحد في العالم نفعاً
الصفحة
  • عدد الزيارات: 15726

الإنجيل المقدس مجانا

إحصل على نسختك المجانية من الإنجيل المقدس يصل إلى عنوانك البريدي أو بواسطة صديق.

شاهد فيلم المسيح

شاهد فيلم المسيح بلهجتك الخاصة متوفر بعدة لهجات من مختلف الدول العربية مثل اللهجة الجزائرية والتونسية والمصرية وغيرها.

إتصل بنا عبر سكايب

إلى زوارنا في البلاد العربية بامكانكم الإتصال بأحد مرشدينا مباشرة من الساعة التاسعة صباحا حتى الثالثة مساء بتوقيت مصر.

شاهد قصص الأنبياء

سلسلة قصص درامية باللغة العربية عن أنبياء الله في العهد القديم تبدأ من قصة آدم وحواء حتى قصة الملك داود.