Skip to main content

إله واحد في ثلاثة أقانيم

إله واحد في ثلاثة أقانيم - ما فائدة الإيمان بالثالوث المقدس؟

الصفحة 4 من 5: ما فائدة الإيمان بالثالوث المقدس؟

 

وربما يسأل سائل : ما فائدة الإيمان بالثالوث المقدس؟ ألا يكفي أننا نؤمن بأن الله واحد بصرف النظر عما إذا كان ذا ثلاثة أقانيم أو ذا أقنوم واحد؟ فأجيب : فائدة الإيمان بالتثليث ليست أقل من الإيمان بالتوحيد لجملة أسباب جديرة بالنظر . منها حل المعضلات الكثيرة التي يُعترَض بها على الوحدانية المحضة . مثل كيف يكون الله هو الكافي والصمد والمتكلم والغني والودود من قبل أن يكون كائن سواه . لأن كل هذه الصفات وما شاكلها لا يمكن التعليل عنها إلا بتعدد الأقانيم الإلهية مع توحيد الذات كما مر بيانه في كلامنا عن وصف الله بالودود.  وهذا التعليم أيضاً يمكّننا من فهم بعض تعاليم الكتاب المقدس . كما أنه يبين لنا شرح بعض الآيات القرآنية.  وأهم مما ذكر أن الإيمان بالتثليث مفيد لأنه يمهد السبيل لتصديق دعوى المسيح أنه كلمة الله المثبوتة في كل من الإنجيل والقرآن.  وتسمية المسيح كلمة الله في سورة النساء 4 :171 - وقول الحق - في سورة مريم 19 :34 - أسلوب حسن للتعبير عن طبيعة المسيح ووظيفته بأنه الوسيلة الوحيدة لإعلان الله للناس . لأن المراد من كلمة أو قول هو ما يعبر به المتكلم عن فكره . والمتكلم عن فكر الله ومظهره القدوس الذي يظهر به لخليقته المحدودة . وبه تكلم الأنبياء مسوقين من الروح القدس - لو 10 :22 ويو 1 :1 و2 و18 و14 :6-9 و1بط 1 :10-12 -وحيث أن المسيح هو الواسطة الوحيدة لإعلان الله يجب أن يعرفه هو أولاً ويعرف إرادته . وقد عرفه كل المعرفة بدليل قوله أما أنا فأعرفه الآب يعرفني وأنا أعرف الآب - يو 8 :55 و10 :15 - ومن هذه الحيثية تمتاز معرفة المسيح لله عن معرفة الإنسان.  ُروي عن محمد أنه قال في حديث له خطاباً لله ما عرفناك حق معرفتك .  ويعترف علماء الإسلام أن الله عظيم وسام بحيث لا يدرك كنهه عالِم ولا نبي ولا رسول.  فلا يعرف الله حق معرفته إلا كلمته أي المسيح.  فإذا كان الأمر كذلك فلا يجوز أن يكون المسيح مجرد مخلوق ولو أسمى المخلوقات . وإلا لقصرت معرفته دون إدراك الله إدراكاً كاملاً . لأنه لا يعرف الله إلا الله . وعليه يكون المسيح أقنوماً إلهياً.  فعقيدة التثليث إذاً تزيل كل صعوبة تخالج العقل في قبول دعوى المسيح بأنه كلمة الله . وبالتالي قبول خلاصه.

وعدا ما ذُكر فإنه في الإيمان بالتثليث حسنة كبيرة تغمر الشرقيين والهنود . الذي ساد عليهم الاعتقاد بالقضاء والقدر حتى أنهم استسلموا للجمود والتهاون فتأخروا عن غيرهم من الأمم في جهاد الحياة . مع أنهم من حيث الذكاء والإقدام يتساوون مع الجميع إن لم يزيدوا عنهم كما هو مثبوت في التاريخ.  فما الذي حدا بهم إلى التقهقر في سلّم المدنية غير استحكام عقيدة القضاء والقدر في أذهانهم؟ فلو آمنوا أن الله لم يقدِّر عليهم سوءاً ولا قضاء بخرابهم بل يحبهم حباً فائقاً بحيث أنه أعلن لهم نفسه في شخص كلمته الأزلي وحمل آلامهم وأحزانهم ومات بالجسد لخلاصهم وقام ثانياً لأجلهم . لما بقي عندهم محل للشك في حُسن مراد الله من جهتهم . ولاستنارت أذهانهم وفهموا نصوص الإنجيل الذهبية كقوله هكَذَا أَحَبَّ اللّهُ العَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ا بْنَهُ الوَحِيدَ . لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ - يو 3 :16 و1يو 4 :7-16 .

إن رفض إخوتنا المسلمين لعقيدة الثالوث هو بالتالي رفض للاهوت المسيح . فكلما اجتهد المسلمون في البحث عن الله زادوا بعداً في المعرفة عنه . وعليه نجد في مصر اليوم حديثاً حل محل مثل شائع هو كل ما خطر ببالك فهو هالك . والله بخلاف ذلك فبذلك ترى الإسلام يؤول إلى عدم معرفة الله.  وإن إيماننا نحن المسيحيين بمظهر الله الكامل يمكّننا من معرفة الله ومن محبته . إذ أحبنا أولاً - 1يو 4 :19 - وإن روح الله القدوس يحل في قلوب المسيحيين الحقيقيين وينيرها بإرشاداته إلى معرفة الله ويقرّبهم إليه - يو 14 :16 و17 و26 و15 :26 و16 :7 و15 وأعمال 1 :5 و2 :1-4 و1كو 3 :16 و17 و6 :19 - فبذلك يتصالح المسيحيون مع الله ويكونون في شركة معه كأبناء مع أبيهم المحب السماوي عوضاً عن أن يكونوا كعبيد خائفين في حضرة سيدهم القهار - كما هي حال غيرهم .

نتعلم من الكتاب المقدس أن الله العلي العظيم أعلن لنا نفسه
الصفحة
  • عدد الزيارات: 21175

الإنجيل المقدس مجانا

إحصل على نسختك المجانية من الإنجيل المقدس يصل إلى عنوانك البريدي أو بواسطة صديق.

شاهد فيلم المسيح

شاهد فيلم المسيح بلهجتك الخاصة متوفر بعدة لهجات من مختلف الدول العربية مثل اللهجة الجزائرية والتونسية والمصرية وغيرها.

إتصل بنا عبر سكايب

إلى زوارنا في البلاد العربية بامكانكم الإتصال بأحد مرشدينا مباشرة من الساعة التاسعة صباحا حتى الثالثة مساء بتوقيت مصر.

شاهد قصص الأنبياء

سلسلة قصص درامية باللغة العربية عن أنبياء الله في العهد القديم تبدأ من قصة آدم وحواء حتى قصة الملك داود.