حتمية الوحي الإلهي
عرف الإنسان خالقه يوم خلقه.. كانت بينه وبين إلهه مودة.. كان الله يتحدث إلى آدم وحواء في جنة عدن أحاديث الصفاء والهناء..
وسقط الإنسان
أسقطه الشيطان... علمه العصيان.
أغوى حواء أن تأكل من الشجرة المحرمة، فأكلت وأعطت آدم فأكل..
وظهر عري الإنسان..
وأقامت معصيته حجاباً كثيفاً بينه وبين خالقه، كما قال إشعياء النبي:
هَا إِنَّ يَدَ الرَّبِّ لَمْ تَقْصُرْ عَنْ أَنْ تُخَلِّصَ، وَلَمْ تَثْقَلْ أُذُنُهُ عَنْ أَنْ تَسْمَعَ.
بَلْ آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلَهِكُمْ، وَخَطَايَاكُمْ سَتَرَتْ وَجْهَهُ عَنْكُمْ حَتَّى لَا يَسْمَعَ
* إشعياء 59: 1 و2 .
خرج الإنسان من جنة عدن.. طُرد منها لأنه لم يعد يستحق البقاء فيها.. لكنه حتى بعد طرده من الجنة ظل يتطلع إلى الله في آلامه، وضيقاته وخطاياه..
والسجل المقدس الموحى به من الله يؤكد لنا أن الله لم يترك نفسه بلا شاهد في عصر من العصور.. لكنه يعلن أيضاً أن غالبية البشر ضلوا طريقهم إلى الله.. وقد سجل بولس الرسول صورة لضلال الإنسان في كلماته:
لِأَنَّ غَضَبَ اللّهِ مُعْلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ النَّاسِ وَإِثْمِهِمِ، الَّذِينَ يَحْجِزُونَ الْحَقَّ بِا لْإِثْمِ. إِذْ مَعْرِفَةُ اللّهِ ظَاهِرَةٌ فِيهِمْ، لِأَنَّ اللّهَ أَظْهَرَهَا لَهُمْ، لِأَنَّ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ تُرَى أُمُورُهُ غَيْرُ الْمَنْظُورَةِ وَقُدْرَتُهُ السَّرْمَدِيَّةُ وَلَاهُوتُهُ مُدْرَكَةً بِا لْمَصْنُوعَاتِ، حَتَّى إِنَّهُمْ بِلَا عُذْرٍ. لِأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللّهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِله، بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ، وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ. وَبَيْنَمَا هُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ صَارُوا جُهَلَاءَ، وَأَبْدَلُوا مَجْدَ اللّهِ الذِي لَا يَفْنَى بِشِبْهِ صُورَةِ الْإِنْسَانِ الذِي يَفْنَى، وَالطُّيُورِ، وَالدَّوَابِّ، وَالزَحَّافَاتِ * رومية 1: 18-23 .
- عدد الزيارات: 16960