Skip to main content

ثقتي في السيد المسيح

لأجرى المعجزات فوق الطبيعية - معجزاته لا لَبْسَ فيها

الصفحة 4 من 4: معجزاته لا لَبْسَ فيها

4 - معجزاته لا لَبْسَ فيها:

فقد أجرى يسوع معجزاته أمام الجمهور الناقد المتفحّص. وعندما أقام لعازر من الموت لم ينكر أعداؤه المعجزة، ولم يحاولوا أن يكذبوها، بل أرادوا أن يقتلوه ويقتلوا لعازر، البرهان الصادق على حدوث المعجزة! (يوحنا 11: 48) وكان هدفهم أن يمنعوا الناس من الإيمان بالمسيح.

لقد عرف معاصرو المسيح قدرته على عمل المعجزات، ولكن أعداءه نسبوا هذه القوة إلى الأرواح الشريرة، بينما أدرك أصحابه أنها قوة اللّه. (متى 12: 24). وقد أجاب المسيح على اتهام أعدائه هذا بقوله: كُلُّ مَمْلَكَةٍ مُنْقَسِمَةٍ عَلَى ذَاتِهَا تُخْرَبُ، وَكُلُّ مَدِينَةٍ أَوْ بَيْتٍ مُنْقَسِمٍ عَلَى ذَاتِهِ لَا يَثْبُتُ. فَإِنْ كَانَ الشَّيْطَانُ يُخْرِجُ الشَّيْطَانَ فَقَدِ انْقَسَمَ عَلَى ذَاتِهِ. فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟ (متى 12: 25 و26).

صحيح أن الديانات المختلفة تعزو معجزاتٍ لمؤسسيها، لكن أكاذيبهم لا يجب أن تجعلنا نكذّب المعجزات التي أجراها المسيح. فإن بعض الناس يرفضون المعجزات بحُجة أنها ضد القوانين الطبيعية، ولكن القوانين الطبيعية ليست علّة الأشياء، بل هي مجرد وصف لما يسمح اللّه بحدوثه. فعندما نتحدث عن معجزات يسوع نرى تدخُّل اللّه ليوجّه قوانين الطبيعة وسَيْر الأحداث. والمعجزات هي إحدى وسائل اللّه للاتصال بنا، وإيماننا بها يتوقف على إيماننا به.

ولو أننا سمحنا للفكر العلمي عن انتظام واستمرارية الطبيعة، أن يغلق الطريق أمامنا، فإن إيماننا بالمعجزات سيكون مستحيلاً. ولكننا لو فعلنا هذا نكون قد قررنا النتيجة قبل أن نفحص الأدلّة! إن العلم يقدر أن يقول إن المعجزات لا تحدث في النظام الطبيعي العادي، ولكنه لا يقدر أن يمنع المعجزات، لأن القوانين الطبيعية ليست علّة الأشياء، وبالتالي فهي لا تمنعها.

ويقول فيليب شاف: المعجزات أشياء فوق الطبيعة وليست ضدها. إنها تعبير عن قانون أعلى، تخضع له القوانين الأدنى .

ويقول جون برودوس: خذ الأناجيل وادرسها. لو أن المسيح لم يعمل المعجزات فإنه بالتأكيد يكون قد قال الكثير من الكذب. إما أنه تكلَّم كما لم يتكلم أحد قطّ، وأن شخصيته هي بلا عيب، وأنه صنع معجزات، أو أنه كذب علينا! .

وقال الأستاذ عباس محمود العقاد في كتابه حياة المسيح (كتاب الهلال يناير 1958):

من الحق أن نقول إن معجزة المسيح الكبرى هي هذه المعجزة التاريخية التي بقيت على الزمن ولم تنْقَضِ بانقضاء أيامها في عصر الميلاد: رجل ينشأ في بيت نجار في قرية خاملة بين شعب مقهور، يفتح بالكلمة دولاً تضيع في أطوائها دولة الرومان، ولا ينقضي عليه من الزمن في إنجاز هذه الفتوح ما قضاه الجبابرة في ضم إقليم واحد، قد يخضع إلى حين ثم يتمرد ويخلع النير، ولا يخضع كما خضع الناس للكلمة بالقلوب والأجسام.

وتم على يد هذا الرسول نقيض ما يتم على أيدي الوثنية في صولتها وسلطانها، فإن الوثنية تتغلب لأنها دين الدولة الغالبة، أما هذه الرسالة - رسالة الملكوت السماوي - فقد نشأت في عشيرة قبيلة ذليلة، تحكمها تارة دولة الرومان الغربية، وتحكمها تارة أخرى دولة الرومان الشرقية، فلم يمض غير أجيال معدودات حتى غزت الدولتين واستوت على العاصمتين، وصحَّ ما رووه عن جوليان - سواء قاله أو لم يقله - فانتصر الجليلي بملكوته السماوي على ممالك القياصر، وضم القياصر إلى حاشيته، فمنه يأخذون ما أخذوه باسم قيصر وما أخذوه باسم اللّه! .

ويختم الأستاذ عباس العقاد كتابه هذا بقوله:

وبعد، فهذا الكتاب مقصور على غرض واحد، وهو جلاء العبقرية المسيحية في صورة عصرية، نفهمها الآن كما نفهم العبقريات على أقدارها وأسرارها، وقد قلَّ فيها نظير هذه العبقرية العالية في تواريخ الأزمان قاطبة. ولا يزال هذا الغرض المجيد متَّسعاً للتوفية والتجلية من نواح عدة، فإن كُتب لنا أن نُوفَّق لزيادة شيء إلى هذه الذخيرة القدسية، فذلك حسبنا وكفى .

الصفحة
  • عدد الزيارات: 12426
إحصل على نسختك المجانية من الإنجيل المقدس يصل إلى عنوانك البريدي أو بواسطة صديق.
شاهد فيلم المسيح بلهجتك الخاصة متوفر بعدة لهجات من مختلف الدول العربية مثل اللهجة الجزائرية والتونسية والمصرية وغيرها.
إلى زوارنا في البلاد العربية بامكانكم الإتصال بأحد مرشدينا مباشرة من الساعة التاسعة صباحا حتى الثالثة مساء بتوقيت مصر.
سلسلة قصص درامية باللغة العربية عن أنبياء الله في العهد القديم تبدأ من قصة آدم وحواء حتى قصة الملك داود.