أسماء المسيح في القرآن - روح منه
3. روح منه: دعي المسيح 'روح منه'، أي من الله، مرّة واحدة في القرآن في سورة النّساء 171:4 'إنّما المسيحُ عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه'. وهنا يواجه المفسّرون المسلمون مشكلة كبرى في تفسير معنى 'روح منه' على الرّغم من أنّهم يتحاشون القول بوجود هذه المشكلة، فقد جاء في سورة الإسراء 85:17 'ويسئلونك عن الرّوح قل الرّوح من أمر رّبي'. وبحسب الرّواية الإسلاميّة، إنَّ مناسبة تنزيل هذه الآية كانت عندما تحدّى اليهود نبي الإسلام أن يشرح لهم معنى الرُّوح'، فأنزَلَ الله على محمد هذه الآية الّتي تؤكِّد أنَّ الله فقط يعرف المقصود بكلمة الرّوح. ولكن علماء المسلمين لم يقتنعوا بهذا الاعتراف القرآني الصّريح بجهل النّبي محمد نفسه لمعنى الرّوح، ولذلك تفنّنوا في وضع الرّوايات والمعاني لتفسير هذه الكلمة، وما يهمّنا هنا هو تفسيرها في سورة النّساء 171:4، أي في ارتباطها مع شخص المسيح الّذي يُسمَّى هنا 'روح منه'، وممّا قالوه في تفسير هذا الاسم:
وروح منه أي من خلقه ومن عنده (ابن كثير).
وروح منه أي ورسول منه (مجاهد في تفسير ابن كثير).
وروح منه أي ومحبّة منه (كثيرون قالوا ذلك في تفسير ابن كثير).
وروح منه أي رحمة منه أو برهان منه (القرطبي).
ورغم تناقض هذه التّفاسير واضطرابها، فهي مقبولة عند المسلمين ما دام المعنى لا يقول بأنَّ المسيح كائن روحي، أي ليس مثل البشر، بل يفوقهم، فهم روح من عند الله. ولكن النص لا يحتاج إلى اجتهاد وتأويل وفتاوٍ غريبة، فهو يقول 'روح منه'، أي أنَّ المسيح روح من الله الروح، أي له نفس طبيعة الله الرّوحيّة، فهو بالتّالي الكائن الرّوحي العجيب، الّذي جاء من السّماء، وأخذ جسداً بشريّاً في أحشاء مريم، وولد في العالم بصورة إنسان كامل، فهو الرّوح المتجسّد الآتي 'منه' أي من الله، أي إنَّه ابن الله المتجسّد ذو الجوهر الرّوحي الواحد مع الله.
- عدد الزيارات: 56868