Skip to main content

المسيح

سابعاً - نظريات فاسدة ضد القيامة

الصفحة 1 من 4

نقدم هنا النظريات التي هاجمت قيامة المسيح وحاولَتْ أن تنقضها. وسنقدم كل نظرية مع الرد عليها.

وقد تبدو إحدى النظريات وجيهة، ولكننا عندما ندرس قصة القيامة ككل تنهار تلك النظرية، ذلك أن القيامة حادثة تاريخية، كما أوضحنا.

1 - نظرية الإغماء:

لم يمت المسيح على الصليب، لكن أُغمى عليه فقط. وعندما وُضع في قبر يوسف الرامي كان حياً، وبعد بضع ساعات، في هواء القبر البارد، قام وخرج من القبر .

أول من نادى بهذه النظرية رجل اسمه فنتوريني منذ نحو قرنين. وتنشرها في هذه الأيام طائفة الأحمدية التي مركزها لندن. وتقول النظرية إن المسيح سُمر على الصليب فعلاً، وإنه قاسى جداً من الصدمة ونزيف الدم والألم، فأُغمى عليه، ولكنه لم يمت. ولما كانت المعرفة الطبية في ذلك الوقت محدودة فقد حسبوه مات، حتى أن بيلاطس اندهش من موته السريع . وأنزلوه من الصليب باعتبار أنه مات ثم وضعوه في القبر. وهناك بعد الراحة والبرودة أفاق وخرج من قبره. وقد ظن تلاميذه الجهلة أنه قام من الأموات، ولم يفطنوا لحقيقة ما حدث. ويقولون إن رائحة الأطياب التي وُضعت وسط الأكفان ساعدت على إفاقته!

وللرد على هذه النظرية نقول:

1 - إن المسيح مات فعلاً على الصليب بشهادة العسكر الرومان، ويوسف ونيقوديموس.

أليس غريباً أن هذه النظرية لم تخطر ببال أحد من معاصري الصلب، أو من جاءوا بعدهم طيلة القرون السابقة، رغم مقاومتهم الشديدة للمسيحية؟ إن كل السجلات القديمة تشهد أن المسيح مات فعلاً.

قاسى المسيح الآلام التالية قبل الصلب: الحزن العميق في البستان، القبض عليه في منتصف الليل، المعاملة الوحشية في دار رئيس الكهنة وفي دار الولاية، الرحلة المضنية بين بيلاطس وهيرودس والعودة، الجلد الروماني الرهيب، السير إلى الجلجثة، الوقوع تحت حمل الصليب، عذاب الصلب المخيف، العطش والحمى على الصليب. لقد كان كثيرون من المصلوبين يموتون في أثناء عملية الصلب لفرط التعذيب. لذلك لا يمكن مطلقاً افتراض أن المسيح يمكن أن يحتمل كل هذا الألم ويبقى حياً، رغم ضعفه ورقته (12).

هل كان يمكن أن يحتمل المسيح عذاب الساعات الست وهو معلق على الصليب والمسامير تمّزق يديه وقدميه، ثم يصرخ ويسلّم الروح، ثم يطعنه عسكري روماني بالحربة في جنبه، ويوضع في قبر مغلق، ثم يقوم بعد هذا كله في اليوم الثالث ليظهر للتلاميذ بكل الحيوية والقوة؟

هل يمكن بعد إغمائه أن يُطعن بالحربة في جنبه للتأكّد من موته، ثم يضعونه في قبر حجري مغلق، في وقت الفصح الذي فيه تشتد البرودة ليلاً في فلسطين، بدون علاج لجروحه، ملفوف في قماش ملتصق بالأطياب، ثم يفيق بعد ذلك؟

إننا نحسب أن هذه كلها كانت تؤدي إلى موته، ولو أنه كان مغمى عليه عندما دُفن!

وكيف كان يقوم من إغمائه، ضعيفاً، مجروح القدمين ليفكَّ الأكفان المربوطة بإحكام حوله والمثقلة بنحو سبعين رطلاً من الأطياب، وليزحزح الحجر الضخم عن القبر، الذي قلقت ثلاث نسوة من زحزحته، ثم يمشي المسافات الطويلة على قدميه الجريحتين من المسامير الغليظة؟ وكيف للجريح الجائع المنهك القُوى أن يهرب من الجنود الرومان الذين يحرسون القبر، وكيف يظهر في نفس اليوم لتلاميذه بالصورة القوية التي شدَّت ولاءهم وعبادتهم؟

وكيف كان يصرف أربعين يوماً في فلسطين مختبئاً معظم الوقت، يظهر خلالها لتلاميذه على غير انتظار منهم، ويرسلهم ليحملوا رسالته للعالم كله، ويعدهم بأنه معهم كل الأيام إلى انقضاء الدهر، ثم يرونه بعيونهم صاعداً عنهم إلى السماء!!

لم يشكّ اليهود والجنود الرومان والجموع المحتشدة حول الصليب في أنه مات. واندهش بيلاطس من سرعة موته، لكن قائد المئة أكّد له أنه مات. وعندما طعنه الجندي بالحربة في جنبه لم يتحرك الجسد، بل خرج دم وماء، علامة موته الأكيد منذ فترة. ولم يشكّ أعدى أعدائه (شيوخ اليهود) في أنه مات. شكوا في أن تلاميذه قد يسرقون جسده، ولكنهم لم يشكوا في حقيقة موته وهم يشاهدونه يسلم الروح. ثم جاء أحباؤه وأنزلوه من على الصليب، دون أن تبدو منه حركة، مثلما لم تَبْدُ منه حركة عند طعنه بالحربة، بل رقد مائتاً بين أذرعهم فرفعوه وحملوه بعيداً ولفّوه بالأكفان ووضعوه في القبر!... فهل نصدق أن المسيح الكامل يخدع تلاميذه والعالم كله، قائلاً إنه قام، بينما هو في الحقيقة قد أفاق فقط؟! إن هذا أبعد احتمالاً من حقيقة القيامة نفسها!

2 - لم يَرَ التلاميذ أن المسيح قد أفاق من مجرد إغماء!

لسنا نظن أن شخصاً تسلل من قبره في ضعف وإنهاك، وفي حاجة ماسة إلى علاج طبي وتضميد لجروحه، وفي أشد الحاجة إلى فترة للنقاهة، يقدر أن يؤثّر على تلاميذه بأنه قاهر الموت والقبر، وأنه رئيس الحياة، ثم يرسلهم بسلطان لكي ينشروا رسالته في العالم كله! ما كان يمكن لمثل هذا الواهن الجريح أن يبدّل حزن تلاميذه إلى حماسة، ويرفع احترامهم له إلى درجة العبادة! هذا الاقتباس هو من كلمات دافيد فردريك ستراوس الذي لا يؤمن بالقيامة! قاله وهو ينفي نظرية الإِغماء! (19).

عندما ظهر المسيح لتلاميذه في العلّية كانوا خائفين، وقد أخذوا يعدّون العدَّة للرجوع لأعمالهم الأولى التي كانوا يزاولونها قبل التعرُّف عليه.. وحالما رأوه امتلأوا بالفرح والشجاعة والحيوية، وقرروا الاستمرار في التلْمذة له، ونشر رسالته. فهل كان يمكن أن المسيح الجريح الضعيف يبعث فيهم كل هذا الحماس؟

وهناك فكرة أخرى: إن الذين يقولون إن المسيح أفاق من إغماء، ولم يمت، لا بد أن يقولوا إنه كان قادراً على إجراء معجزة أخرى هي التخلُّص من الأكفان التي كانت تلفّ جسده بقوة حول كل ثنيات جسده. وكانت الأطياب مواد لاصقة تلصق الأكفان ببعضها وبالجسد. ولكن الأكفان بقيت ملتصقة بهيئتها الأولى بعد أن انسحب الجسد منها. ولقد زحزح صاحب الجسد الضعيف الحجر الثقيل، وخرج دون أن ينتبه العسكر أو ينزعجوا، ثم خطا فوقهم ومشى! ولا بد أن معجزة حدثت حتى أن هذا المغمى عليه، الذي أفاق، يسير على قدميه إلى قرية عمواس التي تبعد عشرة كيلو مترات عن أورشليم! (لوقا 24: 13).

لقد سار المسيح على قدميه، اللتين ثقبتهما المسامير، من أورشليم إلى عمواس، ثم اختفى عن التلميذين وسبقهما ليقابل باقي التلاميذ في علية أورشليم. فهل يمكن لمغمى عليه أفاق أن يفعل هذا كله؟

لو أننا صدقنا نظرية إفاقة المسيح من إغماء، لوجب أن نحذف من الأناجيل قصة القيامة والصعود، فلا بد أن المسيح اختفى عن تلاميذه ليموت بعد ذلك بعيداً عنهم جميعاً. فالذي أفاق من إغماء لا بد سيواتيه الموت بعد ذلك.

ولو أن هذه النظرية صَدَقت لكان التلاميذ مخدوعين، يموتون لأجل إيمان بمسيح مخادع مختفٍ عنهم حتى يواتيه أجَلَهُ!

ثم: أليس غريباً أن شخصاً يؤلّف نظرية في القرن الثامن عشر يفسّر بها القبر الفارغ؟! لقد انهارت نظريته ولم يعُدْ أحدٌ يأخذ بها.

نظرية السرقة
الصفحة
  • عدد الزيارات: 15377

الإنجيل المقدس مجانا

إحصل على نسختك المجانية من الإنجيل المقدس يصل إلى عنوانك البريدي أو بواسطة صديق.

شاهد فيلم المسيح

شاهد فيلم المسيح بلهجتك الخاصة متوفر بعدة لهجات من مختلف الدول العربية مثل اللهجة الجزائرية والتونسية والمصرية وغيرها.

إتصل بنا عبر سكايب

إلى زوارنا في البلاد العربية بامكانكم الإتصال بأحد مرشدينا مباشرة من الساعة التاسعة صباحا حتى الثالثة مساء بتوقيت مصر.

شاهد قصص الأنبياء

سلسلة قصص درامية باللغة العربية عن أنبياء الله في العهد القديم تبدأ من قصة آدم وحواء حتى قصة الملك داود.