Skip to main content

ثقتي في السيد المسيح

سابعاً - نظريات فاسدة ضد القيامة - نظرية الخطأ في القبر

الصفحة 4 من 4: نظرية الخطأ في القبر

4 - نظرية الخطأ في القبر:

قصد النسوة وكل الباقين قبراً غير الذي دُفن فيه يسوع . وصاحب هذه النظرية اسمه ليك . ويقول إن من المشكوك فيه أن النسوة عرفن القبر الصحيح، فإن أورشليم كانت محاطة بعدد كبير من القبور المحفورة في الصخور، حتى يصعب معرفة القبر المقصود. ومن المشكوك فيه أن النسوة كنَّ قريبات من القبر وقت الدفن. والأرجح أنهن كن يراقبن يوسف الرامي من بعيد، لأنه كان يمثل اليهود أكثر من تمثيِلِه للتلاميذ، وعلى هذا فإنه كان يصعب عليهن تمييز القبر. ومن المحتمل إذاً أنهن أتين إلى قبر آخر. ومما يبرهن هذه النظرية أنهن كن قلقات بشأن الحجر الكبير، ولكنهن لم يجدنه، بل وجدن القبر مفتوحاً.

وتكون القصة أن النسوة جئن في الصباح الباكر إلى قبر مفتوح فارغ باعتبار أنه قبر المسيح. كن ينتظرن قبراً مغلقاً، فإذا به مفتوح وبداخله شاب خمَّن الهدف من مجيئهن، فقال لهن: ليس هو ههنا. هوذا الموضع الذي وضعوه فيه وأشار إلى القبر الخالي، ولكن النسوة الخائفات هربن!

وللرد على هذه النظرية نقول:

(ا) لقد عرفت النسوة مكان دفن يسوع، قبل زيارتهن للقبر بأقل من 72 ساعة، فيقول متى: وَكَانَتْ هُنَاكَ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الْأُخْرَى جَالِسَتَيْنِ تُجَاهَ الْقَبْرِ (27: 61).

ويقول مرقس: وَكَانَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يُوسِي تَنْظُرَانِ أَيْنَ وُضِعَ (: 47).

ويقول لوقا: وَتَبِعَتْهُ نِسَاءٌ كُنَّ قَدْ أَتَيْنَ مَعَهُ مِنَ الْجَلِيلِ، وَنَظَرْنَ الْقَبْرَ وَكَيْفَ وُضِعَ جَسَدُهُت (23: 55).

فهل نظن أن شخصاً عاقلاً ينسى بسرعة مكان شخص عزيز، وُضع فيه منذ أقل من 72 ساعة؟

(ب) أخبرت النسوة الرسل بما رأين، فذهب بطرس ويوحنا إلى القبر فوجداه فارغاً (يوحنا 20: 2 - 8).

فهل ذهب بطرس ويوحنا إلى قبر خطأ؟ لسنا نظن أنهما هما أيضاً وقعا في نفس الخطأ وذهبا إلى القبر الخطأ!

(ج) قال الملاك للمرأتين: هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعاً فِيهِ (متى 28: 6) - فهل أخطأ الملاك أيضاً؟

وقد قام معلّق غريب يقول - لإثبات هذه النظرية - إن الملاك قال: أخطأتما المكان. تعاليا إلى هنا لتريا المكان الذي كان الرب مضطجعاً فيه . ولم يحدث في كل تاريخ دراسة المخطوطات أن سمعنا مثل هذا السُّخف! فإن كل المخطوطات القديمة تقدّم كلمات الملاك حسب النصّ الذي عندنا في الإنجيل اليوم.

(د) لو أن النسوة ذهبن للقبر الخطأ، فلماذا لم يذهب رجال السنهدريم للقبر الصحيح ليعلنوا للملأ كذب فكرة القيامة ويفحموا التلاميذ؟ لا شك أن رؤساء الكهنة وسائر الأعداء كانوا قادرين على الذهاب إلى القبر الصحيح وإشهار كذب التلاميذ!

(ه-) لو أن النسوة والرومان واليهود والكل ذهبوا إلى القبر الخطأ - فلماذا لم يُصلح يوسف الرامي الأمور؟ لقد كان يعرف قبره!

(و) يقول ليك في نظريته إن الشاب قال كلاماً للنسوة ولكنه يقدم اقتباساً ناقصاً. ويقول مرقس: وَلَمَّا دَخَلْنَ الْقَبْرَ رَأَيْنَ شَابّاً جَالِساً عَنِ الْيَمِينِ لَابِساً حُلَّةً بَيْضَاءَ، فَا نْدَهَشْنَ. فَقَالَ لَهُنَّ: لَا تَنْدَهِشْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الْمَصْلُوبَ (مرقس 16: 5 و6). ونورد هنا الاقتباس الصحيح والاقتباس الناقص:

الاقتباس الناقص:

ليس هو ههنا. هوذا الموضع الذي وضعوه فيه ولا يذكر قول الملاك: قد قام .

الاقتباس الصحيح:

قد قام. ليس هو ههنا. هوذا الموضع الذي وضعوه فيه .

والعالِم الحقيقي هو الذي يُثبت الحقائق كلَّها ولا يقدم اقتباساً ناقصاً.

(ز) بعد رجوع النسوة للتلاميذ كان يمكن حدوث أمر من اثنين: أن يذهب التلاميذ للقبر للتحقُّق من كلام النسوة.

أو أن يبدأوا إعلان القيامة على الملأ فوراً.

ولكن البدء في الكرازة بالقيامة حدث بعد ذلك بسبعة أسابيع. ويقول فرنك موريسون إن اعتماد النسوة على الرسل يهدم الخطأ في القبر..

لقد اضطر ليك أن يقول إن النسوة بقين في أورشليم حتى صباح الأحد الذي ذهبن فيه إلى القبر، وإن الرسل غادروا أورشليم قبل الشروق يوم الأحد، لأن النظرية تقول إن النسوة لم يخبرن أحداً. ويضطر ليك أن يقول إن النسوة بقين في أورشليم عدة أسابيع كان التلاميذ أثناءها قد رجعوا إلى بيوتهم، ومارسوا أشغالهم المختلفة، ثم رجعوا إلى أورشليم. ويقول موريسون إن كل هذه افتراضات كاذبة، لتجعل نظرية الخطأ في القبر مقبولة (13).

(ح) كانت النسوة قد جئن بحنوط لدهن الجسد، وليس من المعقول أن يرجعن بدون استعمالها، خصوصاً بعد أن أشار لهن الشاب إلى القبر الصحيح (كما تدَّعي النظرية!).

(ط) لم تكن هذه مقبرة عامة، بل كان القبر خاصاً في بستان، ليس معه احتمال خطأ في الذهاب إلى قبر آخر، يحتاج معه الأمر إلى أن شاباً يشير للنسوة إلى القبر الصحيح (كما تدَّعي النظرية) فيهملْنَ هذا التوجيه!!

(ك) لماذا يذهب شاب ليجلس في قبر في وقت مبكر، سواء كان في مقبرة عامة أو في قبر خاص في بستان؟ ما هو الدافع؟ إن هذه النظرية لا تردّ على هذا التساؤل. وإن كان هذا الشاب أحد التلاميذ المحبين ليسوع، فلماذا خافت النسوة منه؟!

يقول مرقس إن النسوة دخلن القبر ورأين الشاب داخل القبر.. هذا يعني أنه كان يشير إلى المكان الذي وُضع فيه يسوع داخل القبر.

(ل) قال البعض إن هذا الشاب هو البستاني. لكن إن كان نور النهار كافياً له ليعمل، فإن النسوة كن يقدرن أن يعرفنه. أما إن كان النور ليس كافياً، فلم يكن هناك داعٍ لوجوده في داخل القبر!

ولو أن هذا الشاب كان البستاني، وأرشد النسوة إلى خطئهن في القبر، فلماذا لم يستخدمه رؤساء الكهنة ليطعن في قصة القيامة؟ لم يكن هو البستاني بل كان ملاكاً من السماء، وعرف الجميع أن قبر يسوع أصبح فارغاً وكان سؤال الجميع هو: كيف حدث هذا؟!

(م) إن قصة ذهاب النسوة إلى قبر خطأ لا تسندها حقائق تاريخية، لكنها تنبع من رفض حدوث ما هو فوق طبيعي !

الصفحة
  • عدد الزيارات: 15270

الإنجيل المقدس مجانا

إحصل على نسختك المجانية من الإنجيل المقدس يصل إلى عنوانك البريدي أو بواسطة صديق.

شاهد فيلم المسيح

شاهد فيلم المسيح بلهجتك الخاصة متوفر بعدة لهجات من مختلف الدول العربية مثل اللهجة الجزائرية والتونسية والمصرية وغيرها.

إتصل بنا عبر سكايب

إلى زوارنا في البلاد العربية بامكانكم الإتصال بأحد مرشدينا مباشرة من الساعة التاسعة صباحا حتى الثالثة مساء بتوقيت مصر.

شاهد قصص الأنبياء

سلسلة قصص درامية باللغة العربية عن أنبياء الله في العهد القديم تبدأ من قصة آدم وحواء حتى قصة الملك داود.