الأسفار القانونية - المسيح يشهد لقانونية أسفار العهد القديم
ـ 2 ـ المسيح يشهد لقانونية أسفار العهد القديم:
تحدث المسيح مع تلاميذه في العلية أنه لَا بُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي نَامُوسِ مُوسَى والْأَنْبِيَاءِ والْمَزَامِيرِ ـ لوقا 24: 44 ـ . وفي هذا نرى الاقسام الرئيسية الثلاثة للعهد القديم: الناموس والانبياء والكتب ـ التي يدعوها هنا المزامير لأنه السفر الأول والأطول فيها ـ .
وفي يوحنا 10: 21-36 ولوقا 24: 44 اعترض المسيح على تقاليد الفريسيين الشفوية ـ راجع مرقس 7 ومتى 15 ـ ، ولم يعترض مطلقاً على الاسفار القانونية.
وفي لوقا 11: 51 ـ وأيضاً متى 33: 35 ـ مِنْ دَمِ هَابِيلَ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا وهنا يشهد المسيح بقانونية جميع أسفار العهد القديم، فهابيل هو الشهيد الأول ـ تكوين 4: 8 ـ وزكريا آخر شهيد رجم وهو يشهد في الهيكل ـ 2 أخبار أيام 24: 21 ـ وفي أسفار اليهود نجد أن سفر التكوين هو السفر الأول، وأخبار الايام هو السفر الأخير. وكأنه يقول: من التكوين إلى ملاخي بالنسبة لترتيب أسفار العهد القديم كما هي بين أيدينا الآن
ـ 3 ـ أقدم شهادة عن أقسام العهد القديم الثلاثة نجدها من عام 130 ق.م. في مقدمة لسفر حكمة يشوع بن سيراخ، حيث يقول الكتاب: الناموس والأنبياء وكتب الآباء الأخرى . وكتب المؤرخ يوسيفوس في نهاية القرن الأول المسيحي: منذ أرتحشستا إلى وقتنا تسجل كل شيء، ولكن هذه السجلات لم تحظَ بالثقة التي حظيت بها السجلات القديمة، لأن سلسلة الانبياء توقفت. ولكن الإيمان الذي وضعناه في كتاباتنا يتّضح من سلوكنا، فإنه بالرغم من مرور الوقت الطويل لم يجرؤ أحد أن يضيف عليها شيئاً أو أن يحذف منها شيئاً أو يغير منها شيئاً . وقول يوسيفوس: من وقت أرتحشستا يشير إلى وقت كتابة السفر الأخير، الذي هو ملاخي، لأنه رغم أن اليهود يضعون سفر أخبار الايام في الآخر، إلا أن آخر ما كتب من الاسفار هو سفر ملاخي.
وقد جاءت الفكرة نفسها في التلمود، فيقول: أن الاناجيل وسائر كتابات الهراطقة لا تنجس الأيدي. إن كتب ابن سيراخ وكل ما تلاها من كتابات ليست قانونية . وجاء به أيضاً: حتى هذه النقطة ـ زمن الإسكندر الأكبر ـ تنبأ الانبياء بالروح القدس. ومن هذا الوقت فصاعداً أمِلْ أذنك واصغَ إلى أقوال الحكماء . ويقول التلمود البابلي: بعد كتابات الانبياء الأخيرين حجي وزكريا وملاخي، فارق الروح القدس إسرائيل .
وقد سجل مليتو أسقف ساردس أقدم سجل لأسفار العهد القديم القانونية، يرجع تاريخه إلى عام 170 م، يقول إنه حصل على هذه الوثيقة الأكيدة في أثناء زيارته لسوريا. وقد كتب هذه الأسماء في رسالة بعث بها إلى صديقه أنسيميوس يقول: أسماء الاسفار هي.. كتب موسى الخمسة: التكوين - الخروج - اللاويين - العدد - التثنية - يشوع بن نون - القضاة - راعوث. أربعة كتب للمملكة - اثنان لأخبار الايام - مزامير داود - أمثال سليمان ـ تسمى أيضاً الحكمة ـ - الجامعة - نشيد الأنشاد - أيوب. ومن الانبياء: أشعياء - أرميا - الإثنا عشر في كتاب واحد - دانيال - حزقيال - عزرا .
ونلاحظ أن مليتو أدمج المراثي مع أرميا، ونحميا مع عزرا ـ رغم غرابة وضعه سفر عزرا مع الانبياء ـ . وهو يورد كل أسماء أسفار العهد القديم القانونية مرتبة بالنظام الذي جاءت به في الترجمة السبعينية، ما عدا سفر أستير، ولعله لم يكن موجوداً في الجدول الذي أخذه عن الأشخاص الذين جمع منهم مليتو معلوماته في سوريا. أما الاقسام الثلاثة الرئيسية للنص اليهودي، فهي مأخوذة من المِشْنا .
ويشهد العهد الجديد لقانونية أسفار العهد القديم شهادة شاملة. راجع:
متى 21: 42،22: 29،26: 54 و 56
لوقا 24
يوحنا 2: 22-26،5: 39،10: 35
أعمال 17: 2 و 11،18: 28
رومية 1: 2،4: 3،9: 17،10: 11،11: 2،15: 4،16: 26
1 كورنثوس 15: 3 و 4
غلاطية 3: 8،3: 22،4: 30
1 تيموثاوس 5: 18
2 تيموثاوس 3: 16
2 بطرس 1: 20 و 21،3: 16
كما قال الكتاب ـ يوحنا 7: 38 ـ بدون تحديد فلا بد أنها إشارة إلى وحدة جميع أسفار الكتاب المقدس.
مؤتمر جامنيا Jamina:
قد يقول قائل: بالطبع قصة القانونية معروفة. لقد اجتمع بعض القادة وقرروا أي الكتب نافعة لهم، ثم دفعوا أتباعهم إلى قبولها . ولكن هذا أبعد ما يكون عن الصواب! فقد جرت مناقشات بين علماء الدين اليهود بعد سقوط أورشليم عام 70 م. قام أحد العلماء من مدرسة هليل، من طائفة الفريسيين، أسمه يوحانان بن زكاي، وحصل على تصريح من الرومان بإعادة تشكيل السنهدريم على أساس روحي في جامنيا ـ تقع بين يافا وأشدود ـ وقد وصلتنا بعض المناقشات التي جرت في جامنيا، من ضمنها مناقشة حول قانونية أسفار: الامثال والجامعة ونشيد الأنشاد وأستير، على أساس أن سفر أستير مثلاً لم يرد فيه ذكر أسم الله، والجامعة يصعب أن يقبل أفكاره بعض المحافظين. ولكن مناقشات جامنيا انتهت بالإعتراف بالأسفار التي عندنا على أنها الكتب المقدسة .
- عدد الزيارات: 28719